الناسُ لولا سجايا النفسِ أشباهُ | |
|
| فإنّما كُلُّهُمْ تُرْبٌ وأمواهُ |
|
والبعضُ يُفرَقُ عن بعضٍ بجَوهرهِ | |
|
| كاللفظِ يُفرَقُ عن لفظٍ بمَعناهُ |
|
هذا الذي دارَ بينَ النَّاس من قِدَمٍ | |
|
| وهكذا قد أقامَ اللهُ دُنياهُ |
|
لو كانتِ النَّاسُ خَلْقاً واحداً بَطَلتْ | |
|
| مَصالحُ العيشِ واندَكَّتْ زَواياهُ |
|
لولا السَّماحةُ ضاع الحُسنُ مُنكسِراً | |
|
| فلم يكن لمليحٍ في الوَرَى جاهُ |
|
للهِ في الخَلْقِ سِرٌّ ليسَ نُدرِكُهُ | |
|
| وكيفَ يُدرِكُ عبدٌ سِرَّ مَوْلاهُ |
|
لكلِّ أمرٍ رِجالٌ يَصْلُحُونَ لهُ | |
|
| وكلُّ مَرْءٍ لهُ أمرٌ تَوَلَّاهُ |
|
نالَ الرِئاسةَ مَولانا الرئيسُ ولو | |
|
| رأى لها غيرَهُ المُعطِي لأعطاهُ |
|
سيفٌ إذا ما فَرَى عُنقاً سِواهُ بهِ | |
|
| فَرَتْ بهِ الصَخرَ عِندَ الضَّربِ يُمناهُ |
|
يَقضِي الحوائجَ إفراداً وتَثْنيةً | |
|
| ولا يُثَنِّي المُنادي حينَ ناداهُ |
|
وتنقُضُ البُؤُس بعدَ العَقْدِ راحتُهُ | |
|
| وتنظُرُ السِّرَّ قبلَ الجَهرْ عيناهُ |
|
ما زالَ يجلو ظَلامَ الظُّلمِ مُجتهِداً | |
|
| كالليلِ حينَ ضِياءُ الصُّبحِ يَلْقاهُ |
|
وينصُرُ العدلَ حتماً وَهْوَ يَحْسَبُهُ | |
|
| دَيناً لدُنياهُ أو دِيناً لأُخراهُ |
|
يُمسِي الأمانُ ويُضِحي تحتَ رايتِهِ | |
|
| كأنَّما في حِماها كانَ مَنْشاهُ |
|
مرفوعةٌ بعَمُودٍ تحتَ أجنِحةٍ | |
|
| منَ المَلائكِ رَفَّتْ فوقَ أعلاهُ |
|
جِئنا نُهنِّيهِ بالفَوْز الجليلِ ومَنْ | |
|
| أصابَ في الرَّأيِ هَنَّانا وهنَّاهُ |
|
فلا يزالُ قريرَ العينِ مُبتهِجاً | |
|
| يَرعَى العِبادَ وعينُ اللهِ تَرْعاهُ |
|