أَبَت لي هِمَّتي إلاَّ المَعالي | |
|
| وفي غَيْرِ المَكارِمِ ما سَعَيْتُ |
|
فَلَوْ فُرِشَتْ ليَ الغَبْراءُ دُرا | |
|
| ولم أَشْمَخْ بأَنْفِي ما مَشَيْتُ |
|
وَلَوْ بُذِلَتْ ليَ الدُّنْيا عَلَى أَنْ | |
|
| أُضَيِّعَ بَعْضَ أَخْلاقي أَبَيْتُ |
|
رَبِيتُ عَلى العُلاَ طِفْلاً رَضِيعاً | |
|
| فَما انْ قَطُّ عَنْ مَجدٍ نايْتُ |
|
وَوَرَّثَني الفَضائلَ قَوْمُ صِدْقٍ | |
|
| فَعَنْهُمْ كُلَّ مَكْرُمَةٍ رَوَيْتُ |
|
ولم يَأْتُوا منَ الأَمْجادِ بَيْتاً | |
|
| رفيعاً شامِخاً إلاَّ أَتَيْتُ |
|
حَقَرْتُ سِوَى الإِباءِ وَقَدْ جَفاني | |
|
| مِنَ الأَخْلاقِ إلاَّ ما ارتَضَيْتُ |
|
مُقامِي حَيْثُ يَجْهَلُني مُقامي | |
|
| حَرامٌ إِنْ أَقَمْتُ فَقَدْ غَوَيْتُ |
|
رَحَلْتُ إلى الأميرِ العَزْمَ عَلَّي | |
|
| أُلاَقي في رَحِيليَ ما انْتَوَيْتُ |
|
وما أَنْوِي سِوَى الشَّرَفِ المُعَلَّى | |
|
| فَنَفْسِي دُوْنَ مَبْلَغِهِ شَرَيْتُ |
|
فما قَرَّتْ لما لاقَتْهُ عَيْني | |
|
| ولكِّني عَلَى مَضَضٍ ثَوَيْتُ |
|
وأَغْمَضْتُ الجُفُونَ عَلَى قَذاها | |
|
| فَضَيَّعْتُ الإِباءَ وما دَرَيْتُ |
|
ومَنْ يَنْوِ الإِقامةَ في دِيارٍ | |
|
| تَضيقُ بهِ فإِنِّي ما نَوَيْتُ |
|
اذا ضاقتْ بيَ البَلْقاءُ يَوْما | |
|
| وأَرْضِي إِذْ تَفَرْنَجَتِ اجْتَوَيْتُ |
|
فَمَكَّةُ في جِوارِ الله دارِي | |
|
| ولِي فيها كما لِلناسِ بَيتُ |
|