حُماةَ العُلا والهَوْلُ حُدَّتْ مَضارِبُهْ | |
|
| رَفَعْتُمْ بِناءَ المجدِ عَزَّتْ جَوانِبُهْ |
|
رَعى الله يَوْمَ الرَّوْعِ جَيْشَ مُحَمَّدٍ | |
|
| يَخُوضُ الرَّدَى ما لانَ للِصَّعْبِ جانِبُهْ |
|
ولله مجدٌ خَطَّهُ بِحُسامهِ | |
|
| ابُو الفَتْحِ والاعْداءُ كُثْرٌ تُناصِبُه |
|
فإنْ تَمْحُهُ الأَخْلافُ بالجَهْلِ والوَنَى | |
|
| فَلَمْ يُمْحِ منْ صَدْرِ التَّوارِيخِ كاتِبُه |
|
أَتَى قاصِداً للرُّومِ في عُقْرِ دارِهمْ | |
|
| يَشُقُّ عُبابَ اليَمِّ جاشَتْ غَوارِبُه |
|
فأَعياهُ ما لاقَى فَلَمْ يُثْنِ عَزْمَهُ | |
|
| مَصاعِبُ حالتْ دُونَ ما هُوَ راغِبُه |
|
وفَكَّرَ حَتَّى أَدْرَكَ النُّجْحَ رَأْيُهُ | |
|
| وهَبَّ الى خَطْبٍ كثيرٍ مَتاعِبُهْ |
|
وسَيَّرَ أُسْطُولَ السَّفائِنِ في الثَّرَى | |
|
| فَجازتْ عَلى يَبْسِ الفَيافي مَراكِبُهْ |
|
وسَهَّلَ صَعْبَ الأَمْرِ والبَحْرُ مُوصَدٌ | |
|
| ولَمْ يَكْتَرِثْ لِلْخَطْبِ يُتْعِبْ ناصِبُه |
|
وانْزَلَها في اللُّجِّ بَعْدَ اجْتِيازهِ | |
|
| بها البَرَّ لم تُوهِنْ قُواهُ مَصاعِبُهْ |
|
وسَيَّرَها في البَرِّ والبَحْرِ جاهدا | |
|
| الا هكذا فَلْيَغْلِبِ الصَّعْبِ غالِبُه |
|
وحاصَرَ قُسْطَنْطِينَةَ الرُّومِ بُرْهَةً | |
|
| فضاقتْ عَلَى رَبِّ البلادِ مَذاهِبُه |
|
وانْزَلَها عن باذِخِ العِزِّ عَنْوَةً | |
|
| وكانتْ عُقابَ الجَوِّ قَدْ خابَ حاصِبُه |
|
وحَلَّ فَرُوقَ الجَيْشُ جَيْشُ مُحَمَّدٍ | |
|
| فَحَلَّ عُرَى مَنْ كانَ فيها يُواثِبُه |
|
فَدانَتْ وكانت جَبْهَةَ اللَّيْثَِ مَنْعَةً | |
|
| يُحَسِّدُها العَيُّوقُ يُخْفِقُ طالِبُه |
|
أَتاهُمْ وَجَوُّ الأَمْرِ كاللَّيلِ مُظْلِمٌ | |
|
| فَرَوَّعَهُمْ والخُلْفُ دَبَّت عَقارِبُه |
|
فكانُوا لَهُ طَوْعَ البنانِ كانَّهُمْ | |
|
| قَطِيعٌ رَأَي لَيْثاً فضاقتْ مَراحِبُه |
|
وعامَلَهُمْ بالصَّفْحِ وَهْوَ عَلَيْهِمُ | |
|
| قَدِيرٌ وسَيْفُ النَّصْرِ تُدْمَى مَضارِبُه |
|
نَظَرْتُ الى التارِيخِ نِظْرَةَ مُنْصِفٍ | |
|
| اذا شَبَحُ الاسْبانِ تاذي مَثالِبُهْ |
|
رَأَيْتُ دِماءَ العُرْبِ تَجْرِي عَلَى الثَّرَى | |
|
| كما غِبُّ يوْمِ الدَّجْنِ فاضَتْ سَحاابُه |
|
دِماءٌ زَكايا ثَجَّ وَبْلا سَحابُها | |
|
| جَرَتْ فجرى من مَدْمَعِ العلمِ ساكِبُهْ |
|
اتَوا بِجُيُوشِ الجَهْلِ يَطْغَى عُبابُها | |
|
| الى العِلْمِ تَرْمي جَيْشَهُ وتَحارِبُهْ |
|
فَمالُوا عَلَى دُورِ العُلُومِ واهْلِها | |
|
| وَهَدُّوا مَنارا يَنْشُرُ الهَدْيَ ثاقِبُهْ |
|
فعادتْ رُبُوعُ العِلْمِ بالجهلِ تَرْتَدي | |
|
| وجَلَّلَها بَعْدَ الجَلاءِ غَياهِبُهْ |
|
دِيارٌ رَماها الدَّهْرُ رِمْيَةَ صاابٍ | |
|
| بِحاصِبِ اوْ شابٍ كَثِيرٍ مَعايِبُهْ |
|
تَعالُوا الى التارِيخِ يا قَوْمُ نَبْتَهِلْ | |
|
| فَنَحْكُمْ عَلَى الجاني بِما هُوَ كاسِبُهْ |
|
أَبُو الفَتْحِ أَوْلَى الرُّومَ عَدْلاً ورَحْمَةً | |
|
| فَعَمَّتْهُمُ الااهُ ومَواهِبُهْ |
|
وحَرَّرَهُمْ منْ رَبِقَةِ الجَوْرِ عَدْلُهُ | |
|
| فَسَلْ نَسْلَهُمْ تُنْبِئْكَ عَنْهُمْ مَناقِبُهْ |
|
الا هكذا فَلْيَبْنِ مَنْ كانَ بانيا | |
|
| الا هكذا فَلْيَخْطُبِ المجدَ خاطِبُه |
|