السُلحُفاةُ رَأَت الطُيورا | |
|
| في طَيرِها العالي تَفوق الدورا |
|
قالَت وَمَن لي أَن أَطير في الهَوا | |
|
| لأَنظُر الكَون ضُحىً وَما حَوى |
|
أَسأَلكَ اللَهُمَ أَن تبلغني | |
|
| ما أَتَمَنى إِنكَ البَرُّ الغني |
|
فَسمع اللَهُ لَها الدُعاءَ | |
|
|
قالا لَها هَلا تريدين السَما | |
|
| قالَت نَعَم أبصر مِن بَعد العَمى |
|
قالا عَلَينا أَن نَطير مَعكِ | |
|
| بِحيلة لا بُدَّ أَن نُطلعك |
|
وَبَينَنا تَمشين في الهَواءِ | |
|
| وَتَنظُرين الأَرض بِالأَرجاء |
|
وَالعجل وَالدرفيل وَالجاموسه | |
|
| ترينهم مِن فَوق كَالناموسه |
|
وَتَنظُرين الفيل مثل النملَه | |
|
| وَالجَمَل المَخزوم مثل القَمله |
|
وَالبَحر تَنظرينه كَالنَقره | |
|
| وَتَنظُرين جَبَلاً كَالبَقره |
|
أَما اِبن آدَمٍ فَلَيسَ يَنظُر | |
|
| لِأَنَّهُ مِن كُل هَذا أَصَغر |
|
قالَت وَمَن يَمنَحني ذي المنحه | |
|
| لا ذَيلَ لي يَبدو وَلا لي أَجنِحَه |
|
|
| كُلٌّ بِطَرفٍ ثُمَ عَرَّضاه |
|
وَقالَ كُل مِنهُما اِمسِكي الوَسَط | |
|
| بِالفَم وَاحذَري الكَلام وَاللغط |
|
فَأَمسكت وَارتَفَعَ الكُلُّ بِها | |
|
| وَكانَ شَيطان لَهُم مُنتَبِها |
|
فَأَخبرَ الناس فقالوا عَجَبا | |
|
| وَاِزدادَ كُلُّ مَن رآها طَربا |
|
وَسَأَلوها اليَوم كَيفَ طارَت | |
|
| وَبَينَ سُكان الهَواء سارَت |
|
قالَت لَهُم قَد طِرتُ رَغماً عَنكُم | |
|
| وَلا أَخاف العَين إِلّا مِنكُم |
|
وَلَم تكمّل قَولَها أَن وَقَعَت | |
|
| وَاِنكَسَرَت أَحجارُها وَانِفَقَعَت |
|
وَذاكَ حُب الفَخر بَعض الشرِّ | |
|
| وَسُرعَة الجَواب عَينُ الضرِّ |
|