كَفاكَ يا طَيرُ شَدواً هِجتَ بي طَرَباً | |
|
| أَما تَراني حَزينَ القَلبِ مُكتَئِبا |
|
لَو كُنتَ مِثلِيَ مَقصوصَ الجَناحِ لَما | |
|
| شَدَوتَ بَل كُنتَ تَلقى الوَيلَ وَالحَرَبا |
|
فَطِر كَما شِئتَ مِن غُصنٍ إِلى غُصُنٍ | |
|
| حُرّاً وَدَعني أَسيراً أَشتَكي النُوَبا |
|
لَم يَعدِل الدَهرُ قِسمَينا فَطَوَّقَني | |
|
| مِنَ الحَديدِ وَحَلّى جيدَهُ ذَهَبا |
|
هَب لي جَناحَيكَ مَأجوراً أَطِر بِهِما | |
|
| يُنَفِّس الجَوُّ عَنّي هَذِهِ الكُرَبا |
|
أَعِرهُما لي أَطِر في الجَوِّ مُرتَفِعا | |
|
| حَتّى أُعانِقَ في أَبراجِها الشُهُبا |
|
نَفسي تَتوقُ إِلى العَلياءِ إِذ عَلِمَت | |
|
| أَنّي اِمرؤٌ وَرِثَت أَخلاقُهُ العَرَبا |
|
إِنّي لَأَعجَبُ مِمَّن يَستَخِفُّ بِنا | |
|
| أَن لا يَرى خُطَّةَ اِستِخفافِهِ عَجَبا |
|
سَلوا القُرونَ الخَوالي عَن مَفاخِرِنا | |
|
| سَلوا الرِماحَ سَلوا الهِندِيَّةَ القُضُبا |
|
سَلوا الزَمانَ الَّذي كانَت تَتيهُ بِنا | |
|
| فيهِ المَعالي وَكُنّا السادَةَ النُجُبا |
|
وَكانَ فارِسُنا إِن جالَ جَولَتَهُ | |
|
| في نُصرَةِ الحَقِّ رَدَّ الجَحفَلَ اللَجِبا |
|
إِن صاحَ طَبَّقَت الآفاقَ صَيحَتُهُ | |
|
| وَاِهتَزَّت الأَرضُ وَالأَفلاكُ إِن ضَرَبا |
|
كَتائِبٌ تَتَرامى في حَمِيَّتِها | |
|
| إِلى الرَدى لا تَرى جُبناً وَلا هَرَبا |
|
مِن كُلِّ لاحِقِ روحٍ راحَ يَطلُبُها | |
|
| بِسَيفِهِ غَيرَ مَلحوقٍ إِذا طُلِبا |
|
كَالسَيفِ مُنصَلِتاً وَاللَيثِ مُفتَرِسا | |
|
| وَالسَيلِ مُنحَدِراً وَالبَحرِ مُضطَرِبا |
|
فَجاءَنا زَمَنٌ صِرنا بِهِ خَدَما | |
|
| لِغَيرِنا وَغَدَت أَرواحُنا سَلَبا |
|
وَأَصبَحَ الشَرقُ لا تَحلو مَوارِدُهُ | |
|
| لِأَهلِهِ وَيَراها غَيرُنا ضَرَبا |
|
لَو أَنَّ لِلشَرقِ رُوحاً أَو لَهُ كَبِداً | |
|
| تَرِقُّ بثَّ أَسى شَكواهُ وَاِنتَحَبا |
|
يا لَيتَ شِعريَ وَالأَغلالُ في عُنُقي | |
|
| وَالنُحسُ يَتبَعُ حَظي أَينَما اِنقَلَبا |
|
أَمانِعي القَوم أَنّي أَشتَكي زَمَني | |
|
| كَلّا وَلَو مَزَّقوني بَينَهُم إِرَبا |
|
أَنا اِمرُؤ في صَميمِ الذُلِّ مَرتَبَتي | |
|
| مِن مِصرَ لا نَبَطاً قَومي وَلا جَلَبا |
|
يا وَيحَ لِلدَهرِ يَلهو بي وَيَلعَبُ بي | |
|
| أَبَعدَما شابَ يَبغي اللَهوَ وَاللَعِبا |
|