لا تنكري فِيَّ إِقبالي وَاِدباري | |
|
| حَولَ الحِمى يَتراءى بَينَ أَشعاري |
|
لا تَعجَبي مِن فُؤادي إِن أَقامَ بِهِ | |
|
| سِواكِ إِنَّ فُؤادي غَير خوَّارِ |
|
ما كُنتُ أَحسَبُني في حاجَةٍ أَبَداً | |
|
| إِلى هَوى الغَيدِ هَذا مُنتهى العارِ |
|
حَسبي مِنَ الحُبِّ أَوطاني أَقلِّدُها | |
|
| رَوايِعَ السحر مِن لُبّي وَأَفكاري |
|
ما لي وَلِلحُبِّ أَن الحُبَّ مَزرَعةٌ | |
|
| لِلضَعفِ يُثمرُ فيها أَيّ إِثمارِ |
|
وَالعاشِقونَ ضِعافٌ في نُفوسِهمُ | |
|
| لَم يُخلَقوا لِملمّاتٍ وَأَخطارِ |
|
لَم يَعرِفوا الحُبَّ إِلا قُبلةَ طُبِعَت | |
|
| في خَدِّ غانيةٍ حَسناءَ معطارِ |
|
أَو لَفتةٍ مِن غَزالٍ نافرٍ خَفِرٍ | |
|
| أَو بسمةٍ مِن ثَنايا طفلةِ الدارِ |
|
هاتي ليَ الكَأس أُهرِق ماءَها بِيَدي | |
|
| وَأَضربُ الكَأسَ أَعشاراً بِأَعشارِ |
|
غنَّيتكِ الحُبَّ أَسجاعاً مُفَصَّلَةً | |
|
| وَالآنَ حَسبكِ قَد حَطَّمتِ قيثاري |
|
وَاليَوم نَنظُرُ لِلماضي فَتَأخُذُنا | |
|
| ذِكرى الفَقيدينِ مِنّا التاج وَالغارِ |
|
تاجُ الكَرامةِ يَهوي مِن مَفارِقِنا | |
|
| وَغارِ مَجدٍ تَداعى جَدّ منهارِ |
|
بِالأَمسِ كُنا وَكانَ الشَرق يَجمَعُنا | |
|
| لِواؤُهُ بَينَ تَقديرٍ وَإِكبارِ |
|
كُنا نَقولُ فَيَهتَزُّ الزَمانُ لَنا | |
|
| وَنَأمُرُ الدَهرَ يَرضَخ غَيرَ مُختارِ |
|
الشَرقُ دَوَّخَ دَولات بِلا عَددٍ | |
|
| وَفي المُروءاتِ ضَحَّى بِالدَمِ الجاري |
|
مَشى عَلى الكَونِ مَشي المُستَبَدِّ بِهِ | |
|
| يُثيرُ إِعصارَ حَربٍ بَعد إِعصارِ |
|
وَاليَوم لا أَغصن العَلياء مَورقة | |
|
| فينا وَلا سَيفنا يَوماً بِبتارِ |
|
اليَوم نَلقى مِن الدَهرِ الخؤونِ يَداً | |
|
| بطّاشةً ما جَنَت يَوماً بِمقدارِ |
|
اليَوم نَسكُبُ دَمعَ الحادِثاتِ دَماً | |
|
| فَإِنَّ ماءَ المآقي غَيرَ مِدرارِ |
|
وَاللَهِ لَن يُدركَ العَليا سِوى بِطلٍ | |
|
| ماضي العَزيمةِ لَدنِ الرُمحِ مِغوارِ |
|
وَلَن تُنالَ العُلا إِلّا عَلى جُثَثٍ | |
|
| مِنَ الرِجالِ وَتَحتَ السَيف وَالنارِ |
|
فَعَدِّ عَن وَصفِ آمالٍ مُبَعثَرةٍ | |
|
| وَعَدِّ عن مُكثرِ الأَقوالِ مِهذارِ |
|
لا تُنكِروا مِن رِجالِ الغَرب بَأسَهمُ | |
|
| إِذا غَزوَكُم بِأَنيابٍ وَأَظفارِ |
|
وَهَدَّموا مَجدَكُم لا يَعبَأون بِهِ | |
|
| فَإِنَّهُم خُلَقوا طُلّاب أَوطارِ |
|
يَستعذِبونَ الأَذى ما دامَ قائِدُهم | |
|
| لِغايةٍ فَليَسِمهُم كُلَّ أَضرارِ |
|
رُحماكَ يا رَبّ أَنَّ الغَربَ يَقذفنا | |
|
| إِلى المَهالكِ قَذفَ الحاقدِ الزاري |
|
أماتنا الغَربُ جُوعاً وَهُوَ مُندَفعٌ | |
|
| كَالسَيلِ يَقذفُ أَحجاراً بِأَحجارِ |
|
لاهُمَّ هَب لِبِلادي مُصلِحاً عَجَلا | |
|
| يَستَلُّها مِن حَنايا ذَلكِ العارِ |
|
عارِ الجَهالةِ وَالفَقرِ المُمِضِّ وَهَل | |
|
| سِوى الجَهالةِ وَالأَقلالِ مِن عارِ |
|
يا نشءَ الشَرقِ خُذ لِلمَجدِ أُهبَتَهُ | |
|
| وَأَهزُز قَناتَكَ وَاِقدَح زَندَكَ الواري |
|
وَثِب عَلى النَجمِ وَاِزحَم رُكنه فَلَقَد | |
|
| هَوَّمت طِيلةَ أَحقابٍ وَأَدهارِ |
|
هُم يُكثِرونَ وَتَرضى بِالقَليلِ فياشَتْ | |
|
| تَانَ ما بَينَ إِقلالٍ وَإِكثارِ |
|
قُم في سَماءِ المَعالي وَأْتَلِق قَمَراً | |
|
| فَأَنتَ يا اِبنَ الصَحاري نَسلُ أَقمارِ |
|