مَهلاً رِجال الهَوى ما في غَرامِكُمُ | |
|
| إِلّا العَناءَ وَإِلّا الحادثُ البَشعُ |
|
لقيتمُ مِن عَذابِ الحُبِّ أَوجعُهُ | |
|
| وَالحُبُّ أَيسَرُهُ في العاشقِ الوجعُ |
|
وَذقتمُ مِن كُؤوسَ الحُبِّ عَلقَمَهُ | |
|
| وَالحُبُّ أَيسَرُ ما في كَأسهِ الفَزَعُ |
|
هَل تَنقمونَ عَلى الأَيّامِ قَسوَتها | |
|
| مَتى لِشكواكُمُ الأَيّامُ تَستمِعُ |
|
كَم تَصرخونَ وَلا مِن سامعٍ لكمُ | |
|
| فَلَيس لِلعاشقِ المَنكودِ مُستَمِعُ |
|
أودى بِكُم يا رِجالَ العشقِ عشقُكمُ | |
|
| وَنالَ مِنكُم وَمِن دُنياكُمُ الطَمَعُ |
|
لِكُلِّ حسن مَكان في قُلوبكمُ | |
|
| وَكلِّ ظبيٍ بَدا أَنتُم لَهُ تَبَعُ |
|
وَكُلّ حَسناءٍ في دلٍّ وَفي خَفرٍ | |
|
| لَها مِنَ الناسِ رَهطٌ حَولَها شِيَعُ |
|
مِتُّم ضنىً وَأَذبتم ماءَ أَعيُنِكُم | |
|
| مِن فَرطِ وَجدٍ فَهَل أَحبابكُم نَفَعوا |
|
وَطوَّفَت بِكُمُ الآلامُ مُسرِعَةً | |
|
| أَلَيسَ في هَذه الآلامِ ما يَزَعُ |
|
يا شُعلةَ الحُبِّ كوني في الوَرى لَهَباً | |
|
| وَيا ضِرامَ الهَوى مازلتَ تَندَلعُ |
|
ما زِلتَ تَأكلُ أَكبادَ الرِجالِ وَما | |
|
| يَزالُ خطبُكَ يَعلو ثُم يَرتَفعُ |
|
فَلا يُغادِرُ قَلباً غَيرَ مُنصَدِعٍ | |
|
| وَلَيسَ يُبقي عَلى حيٍّ وَلا يَدعُ |
|
وَياجنونَ الهَوى مازلتَ مُندَفِعاً | |
|
| وَأَنتَ أَوَّلُ مَن يَطغى وَينَدفعُ |
|
قِف في رُبى الحُبِّ وَاهتف في خَمائِلِهِ | |
|
| وَانشد لِأهليهِ لَو شاءوا وَلَو سَمِعوا |
|
فَقَد تَرامَت بِهِم في الحُبِّ أَفئدةٌ | |
|
| كَليمةٌ خَدَعت في الحُب وَاِنخَدَعوا |
|
وَقُل لَهُم يا رِجالَ الحُبِّ قَد سَفَهت | |
|
| أَحلامُكم في سَرابٍ كُلُّهُ خِدَعُ |
|
وَقَد نَسوا واجبَ الإِنسانِ بَينَهُمُ | |
|
| وَواجبُ الحَقِّ إِذ أَودوا وَإِذ فجعوا |
|
فَما يُبالونَ بِالدُنيا بِأَجمَعِها | |
|
| إِن جَمَعَتهُم يَدُ الأَيّامِ فَأجتمعوا |
|
وَأَنَّ أَعجبَ ما في الحُبِّ مِن بِدَعٍ | |
|
| وَالحُبُّ إِن شئتَ حَقّاً كُلُّهُ بِدَعُ |
|
إِنَّ المُحبينَ لا تَرضى ضَمائِرُهم | |
|
| وَلَو تَمَلَّكَتِ الدُنيا وَما تَسعُ |
|
لا يَقنعونَ بِما يَبدو لأعينِهِم | |
|
| وَلَو بَدا لهم الخافي لَما قَنَعوا |
|
وَأَمطَروا وابِلاً يَشفي أَوامهمُ | |
|
| وَأَسرَفوا في طَعامِ الحُبِّ ما شَبِعوا |
|
ما يَبرَحُ العشقَ يَحتلُّ القُلوبَ وَما | |
|
| يَزالُ خَطبُهمُ المَنكودُ يَتَّسِعُ |
|
يا حُبُّ يا عشقُ يا داء الحَياةِ وَيا | |
|
| بَليةَ الناسِ يا مَغرورُ يا لُكَعُ |
|
لا يُسعِدُ اللَهُ قَلباً أَنتَ ساكِنَهُ | |
|
| إِنَّ الغَرامَ عَلى عِلاتِهِ جَشعُ |
|