قَد جَاءَهُ نبأٌ ما كَادَ يسمَعُهُ | |
|
| حَتَّى هَمَى بِدِماءِ الحُزنِ مَدمَعُهُ |
|
فَزَعزَعَت صَبرَهُ البلوَى بأسطُرِه | |
|
| يَالأي ما كانَتِ البلوَى تُزَعزِعُه |
|
ومَلَّ مضجَعَهُ إِذ بَاتَ يقذفُه | |
|
| قَضٌّ إِلَى قُضَضٍ تجفِيهِ أضلُعُهُ |
|
يُذِيعُهُ كاتبٌ شُلَّت أنامِلُهُ | |
|
| وجاء من بعد ذا برقٌ يُروِّعُهُ |
|
وتاجِرٌ فاجِرٌ تُقدِي مطابِعُهُ | |
|
| لا راجَ متجَرُهُ لا دَارَ مطبَعُهُ |
|
والموتُ حتمٌ وكلُّ النَّاسِ ذائِقُهُ | |
|
| وليسَ يُدرِكُ عقلٌ أَينَ موقِعُهُ |
|
كَم سائِرٍ سَارَ آلافاً مُؤلَّفَةً | |
|
| وَكَانَ فِي البَحرِ بالتَّيَّارِ مصرَعُهُ |
|
أَو طائرٍ طارَ آلافاً مُؤَلَّفَةً | |
|
| وطارَ حِيناً فطارَ الحَينُ يتبَعُهُ |
|
وَسَخَّرَ البحرَ مَلاَّحٌ فَدَانَ لَهُ | |
|
| وكانَ فِي البَرِّ فاغتالَتهُ أكرُعُه |
|
نَعَى النُّعَاةُ لَنَا مِن طَيبَةٍ خَضِراً | |
|
| هذَا هُوَ الرُّزءُ أدهاهُ وأَفجَعُهُ |
|
لا يقبضِ اللهُ هَذَا العلم مُنتزِعاً | |
|
| لَكِن بقبضٍ كهذَا الحبرِ ينزَعُهُ |
|
خرقٌ بحُلَّةِ هَذَا الدِّينِ مُتَّسِعٌ | |
|
| لا شيخ بعد ابِي الزَّهراءِ يرقَعُهُ |
|
بَدرُ التَّمامِ تغيبُ اليَومَ طَلعَتُه | |
|
| والأَمرُ للوارِثِ البَاقِي نُرجِّعُهُ |
|
بالسَّاحِل الأسعَدِ الشرقيِّ مغرِبُهُ | |
|
| وَمِن شواطِىء موج البَحر مطلعُهُ |
|
لمَّا استهلَّ علَى شَنقِيطَ صيِّبُهُ | |
|
| فاخضلَّ مربَعُهُ واخضرَّ مرتَعُهُ |
|
جَرَى ابنُ ما يَابَى في صحرائَهَا نهرَا | |
|
| مِنَ الأحادِيثِ والآيات منبَعُهُ |
|
حتى ابن ُزيدانَ رأسُ المالِكيّ بِهَا | |
|
| قَد قَامَ عَن حُكمِهِ بالفِقه يُرجِعُهُ |
|
للهِ مِنه وَمِن إِلقائِهِ سَنَدٌ | |
|
| قَد كَان فِي مسجِدِ البطحَاءِ يرفَعُهُ |
|
كَانَ أحمَدُ يُملِيفِي مسانِدِهِ | |
|
| عَن ابنش قَطَّانَ والآلافُ تسمَعُهُ |
|
جَهابِذُ العلمِ في فاسٍ كفاكَ بِهِم | |
|
| بِحَضرَةٍ المَلِكِ المِسمَاحِ ترفَعُهُ |
|
إِذَا تجرَّأَ قيدُومٌ فناظَرَهُ ان | |
|
| بَرَى لَهُ الشَّيخُ بالبُرهانِ يُقنِعُهُ |
|
وَهُم هُمُ العُلماءُ الله فضَّلَهُم | |
|
| عَمَّن بمصرَ ومَن بالشَّامِ تجمَعُهُ |
|
قومٌ أقَامُوا مِنَ القُرآنِ مُحكمَهُ | |
|
| وَعِندَهُم مشن بلاغِ الختمِ أَقطَعُهُ |
|
وَمِن أفانِينِ أسرار اللُّغَى عَجَبٌ | |
|
| والفَرعُ مِن أصلِهِ الأَقوَى تفَرُّعُهُ |
|
تتبَّعُوا الحَقَّ فِي قولٍ وَفِي عَمَلٍ | |
|
| فما دَيادِنهُم إِلاَّ تَتَبُّعُهُ |
|
فكيفَ تعدلُ باللاّئِي لَهَا صَخبٌ | |
|
| عَلَى خَيالِ غُواةِ العُجم تَطبَعُهُ |
|
تنوّعَ العَأرُ في كبرى مَرَاسِخِهَا | |
|
| لاَ حَبَّذَا بَلَدٌ فِيهِ تَنوُّعُهُ |
|
تراجمٌ حُشِرَت لحناً وسَفسَفَةً | |
|
| كَأنَّها خَلِقٌ بَالٍ تُرَقِّعُهُ |
|
ما ثَمَّ إِلاَّ بَقَايا فِي أزاهِرِهَا | |
|
| مِنها إِلَى اللهِ جَنبٌ لا تُضيِّعُهُ |
|
مَا فِيهِمُ الآنَ إِلاَّ بِائسٌ أسِفٌ | |
|
| يبكِي علَى الدِّينِ مُضنَى القلبِ مُوجعُهُ |
|
سَلُوهُمُ وسَلُوا العبَّاسَ عَن خَضرٍ | |
|
| وَمَا مِنَ الخُلُقِ الأَعلَى يُجَمِّعُهُ |
|
لا عَيبَ فِي الشَّيخِ إِلاَّ أنَّ صاحِبَهُ | |
|
| إِن زَاغَ يُرشِدُهُ أو جَاعَ يُشبِعُهُ |
|
كأنَّنِي بأساطِينِ الفَطَاحِلِ بِال | |
|
| وادِي تُطَأطِىء إذ كانت تشيِّعه |
|
يَا راحلاً عندَ خَير الخلَلقِ مَسكَنُهُ | |
|
| وَفِي المدينَةِ خَير المُدنِ مضجَعُهُ |
|
قَد كُنتَ واللهِ مُفتيها وعالِمَهَا | |
|
| الحقُّ ترفَعُهُ والبطلُ تدفَعُهُ |
|
صَبرتَ لأواءَهَا للهِ فِي نُوَبٍ | |
|
| لَو مسَّ أَصغرهَا رضوى يُضعضعُه |
|
فَلَو رَأى مالِكٌ ما قَد صَنَعتَ بِهَا | |
|
| لقال هذا الَّذِي قد كُنتُ أصنَعُهُ |
|
سَلوا الحُسَينَ المَليكَ الهاشِميَ بِهَا | |
|
| وآلِهِ عَن زُلالٍ كانَ يكرَعُهُ |
|
لَم أنسَ أيَّامَنَا عِندَ الفقِيدِ بِهَا | |
|
| الحَقَّ نسمَعُهُ والعِلمَ نرضَعُهُ |
|
قالَ البذيُّونَ ما للشَّيخ فارَقَهَا | |
|
| وما له طَابَ فِي الأُردُنِ موضعُهُ |
|
واللهُ أخرَجَهُ منها وأرجعهُ | |
|
| لله مخرجُهُ منها ومرجِعُهُ |
|