عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > العراق > وحيد خيون > لا تُحاولْ

العراق

مشاهدة
2894

إعجاب
4

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

ادخل الكود التالي:
إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

لا تُحاولْ

لا تُحاولْ
إنَها الحِكْمةُ أنْ تُخفِقَ في كلِّ المسائِلْ
إنّهُ حظُّكَ أنْ يقْتُلَكَ النّاسُ
وأنْ تَأتِي على أَنَّكَ قاتِلْ
لا تُحاوِلْ
إنَّهُ عَجْزٌ إذا حاولتَ أنْ تَشْرَحَ لِلْبَحْرِ
تَوَارِيخَ السَّواحِلْ
إنّهُ عَجْزٌ وقد حاوَلْتَ
حتّى انْكَسَرَتْ منكَ قويّاتُ المَفاصِلْ
إنّهُ عَجْزٌ فلو حاولتَ أنْ تبعثَ روحاً فيكَ
قد تُصْبحُ جاهِلْ
لا تُحَاولْ
روحُكَ الخضراءُ ماتتْ فيكَ
والأحْلامُ لا تُعْطِيكَ
حتى القِشْرَ مِن حَقْلِ السَّنابِلْ
اقْبَلِ القِسْمَةَ كُنْ مُحْتَرَماً أو بعضَ عاقِلْ
حيثُ أَنَّ القَدَرَ الواقِفَ في بابِكَ لا يُعْطِيكَ
مَهْمَا كَثُرَتْ مِنكَ الوسَائِلْ
لا تُحاولْ
أَغْلِقِ البابَ على نفسِكَ واصْمُتْ
مِثْلَما يَصْمُتُ في الرِّيحِ الشَّجرْ
أَغْلِقِ البابَ على نفسِكَ مِنْ حُزْنٍ على ماضٍ
ومِنْ خَوْفٍ على مُسْتَقْبَلٍ حَفَّ بهِ أَلْفُ خَطَرْ
جَفَّ شِريانُكَ يا هذا
وأصْبَحْتَ شبيهاً بحَجَرْ
أَغْلِقِ البابَ على نَفْسِكَ واحْذَرْ
ناقَةَ البَدْوِ وثُعْبانَ الحَضَرْ
وصديقاً ربَّما تحسَبُهُ النّاسُ لأيّامِكَ لو تَقْسُو
وأيّامِي إذا ما أدبَرَتْ كانَ صديقي
قدَرِي الأشرسَ مِنْ كُلِّ قدَرْ
وصديقاً خَنَقَتْهُ غَيْرَةٌ مِنكَ
وفي وجْهِكَ مِنْ حِقْدٍ تَشَظّى وانْفَجَرْ
وصديقاً كانَ مِن أيّامِكَ السَّوْدَاءِ أدْهى وأَمَرْ
وصديقاً دائِماً يَغْلي وقدْ عَضَّ الأنامِلْ
ضجراً يَغْلي لأنّي
لم أزلْ رُغْمَ سُقُوطي مُتَفائِلْ
حيثُ حاولتُ و حاولتُ ومازِلْتُ أُحاولْ
كنتُ أرجو مِنْ عَلاقاتِي رُقِيّاً وتكامُلْ
كنتُ لو قالوا بأنَّ الحبَّ والأشواقَ زَيْفٌ
يَعْتَريني ألَمٌ حَتّى المفاصِلْ
وإذا قالُوا الصَّداقاتُ نِفَاقٌ
أتَحَدَّاهُمْ بِصَحْبي وأُمَاطِلْ
وأخيراً بعْدَما صِرْتُ وَحِيداً
وتَغَرَّبْتُ وَهَزَّتْنِي الزَّلازِلْ
فإذا قلتُ أنا عِنْدِي صديقٌ
فأنا إنْ لمْ أُنافِقْ فَأُجامِلْ
غُرْبَةٌ يُزْعِجُها جِدًّا وُجُودِي
والَّذي يُزعِجُها أَنِّي مُفَكِّرْ
غُرْبَةٌ حُبْلى بإِعْصارٍ قَوِيٍّ وَ مُدَمِّرْ
أَجِّلِ الصَّرْخَةَ فَالمَوْعِدُ مكتوبٌ
وسَاعَاتُ أَعَادِيكَ تُقَصِّرْ
أَجِّلِ الصَّرْخَةَ ما زِلْتَ شُجَاعاً
والشُّجَاعُ القَاهِرُ الدُّنْيا مَتى شاءَ يُقَرِّرْ
وَمَتى شاءَ يُكبِّرْ
ومَتى شاءَ ومَنْ شاءَ يُصَغِّرْ
لا يُهِمُّ القِرْشَ ما مَعْرَكَةُ البَحْرِ
وعنْ ماذا سَتُسْفِرْ
إنَّما القِرْشُ وإنْ غَطّاهُ مَوْجُ البَحْرِ
فِي داخِلِهِ يَبْقَ المُسَيْطِرْ
فَعَلامَ القَلَقُ القَاهِرُ
والفُرْصَةُ قَدْ تَأتي ولِلْأَمْرِ مُدَبِّرْ؟
وعَلامَ اليَأْسُ والأيَّامُ أَشْواطٌ
وما أدْراكَ؟ فالوَقْتُ مُبَكِّرْ
مُنْذُ عامَيْنِ وأتْباعُكَ في رأسِكَ تَلْهُو وتُنَظِّرْ
مُنْذُ عَامَيْنِ وأَيّامُكَ تُعْطِيكَ الَّذي تَرْجُوهُ
لكِنْ لنْ تُريدَهْ!
مُنْذُ عامَيْنِ وأَقْلامُكَ تَشْكُو مِنْ جَفافِ الحِبْرِ
والأَوْرَاقُ بَيْضَاءُ جَدِيدَةْ
مُنْذُ عامَيْنِ ولمْ تَكْتُبْ قَصِيدَةْ
مُنْذُ عامَيْنِ وقدْ غابَتْ جِراحٌ
وجِراحٌ ظَهَرَتْ فِيكَ جَديدَةْ
مُنْذُ عامَيْنِ وتَأْريخُكَ مَجْهولٌ
وضَيَّعْتَ سَراياكَ العَدِيدَةْ
مُنْذُ عامَيْنِ وأَرْقامُكَ أَرْقامٌ
وزُوّارُكَ جُلّاسٌ على نَفْسِ الحَدِيدَةْ
مُنْذُ عامَيْنِ وأَخْلاقُكَ ما عادَتْ حَمِيدةْ!
مُنْذُ عَامَيْنِ تَغَيَّرْتَ كَثِيراً
يا لِذُلِّ المَلِكِ الواقِفِ يَسْتَجْدِي عَبِيدَهْ
مُنْذُ عَامَيْنِ وأَرْقَامُكَ صِفْرٌ
والَّذي عِنْدَكَ لا تَعْرِفُ في السُّوقِ رَصِيدَهْ
إنَّها حَقّاً مَكِيدَةْ
وعَلَيْكَ الآنَ أنْ تَخْرُجَ مِنْ جُحْرٍ وأَنْ تُخْفِي المَسائِلْ
وتُحاوِلْ
وتُحَاوِلْ
وتُحَاوِلْ
وحيد خيون

26-2-2000 هولندا
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: السبت 2005/06/04 10:18:50 مساءً
التعديل: السبت 2019/02/09 12:12:58 صباحاً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com