إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|
لا تُحاولْ |
إنَها الحِكْمةُ أنْ تُخفِقَ في كلِّ المسائِلْ |
إنّهُ حظُّكَ أنْ يقْتُلَكَ النّاسُ |
وأنْ تَأتِي على أَنَّكَ قاتِلْ |
لا تُحاوِلْ |
إنَّهُ عَجْزٌ إذا حاولتَ أنْ تَشْرَحَ لِلْبَحْرِ |
تَوَارِيخَ السَّواحِلْ |
إنّهُ عَجْزٌ وقد حاوَلْتَ |
حتّى انْكَسَرَتْ منكَ قويّاتُ المَفاصِلْ |
إنّهُ عَجْزٌ فلو حاولتَ أنْ تبعثَ روحاً فيكَ |
قد تُصْبحُ جاهِلْ |
لا تُحَاولْ |
روحُكَ الخضراءُ ماتتْ فيكَ |
والأحْلامُ لا تُعْطِيكَ |
حتى القِشْرَ مِن حَقْلِ السَّنابِلْ |
اقْبَلِ القِسْمَةَ كُنْ مُحْتَرَماً أو بعضَ عاقِلْ |
حيثُ أَنَّ القَدَرَ الواقِفَ في بابِكَ لا يُعْطِيكَ |
مَهْمَا كَثُرَتْ مِنكَ الوسَائِلْ |
لا تُحاولْ |
أَغْلِقِ البابَ على نفسِكَ واصْمُتْ |
مِثْلَما يَصْمُتُ في الرِّيحِ الشَّجرْ |
أَغْلِقِ البابَ على نفسِكَ مِنْ حُزْنٍ على ماضٍ |
ومِنْ خَوْفٍ على مُسْتَقْبَلٍ حَفَّ بهِ أَلْفُ خَطَرْ |
جَفَّ شِريانُكَ يا هذا |
وأصْبَحْتَ شبيهاً بحَجَرْ |
أَغْلِقِ البابَ على نَفْسِكَ واحْذَرْ |
ناقَةَ البَدْوِ وثُعْبانَ الحَضَرْ |
وصديقاً ربَّما تحسَبُهُ النّاسُ لأيّامِكَ لو تَقْسُو |
وأيّامِي إذا ما أدبَرَتْ كانَ صديقي |
قدَرِي الأشرسَ مِنْ كُلِّ قدَرْ |
وصديقاً خَنَقَتْهُ غَيْرَةٌ مِنكَ |
وفي وجْهِكَ مِنْ حِقْدٍ تَشَظّى وانْفَجَرْ |
وصديقاً كانَ مِن أيّامِكَ السَّوْدَاءِ أدْهى وأَمَرْ |
وصديقاً دائِماً يَغْلي وقدْ عَضَّ الأنامِلْ |
ضجراً يَغْلي لأنّي |
لم أزلْ رُغْمَ سُقُوطي مُتَفائِلْ |
حيثُ حاولتُ و حاولتُ ومازِلْتُ أُحاولْ |
كنتُ أرجو مِنْ عَلاقاتِي رُقِيّاً وتكامُلْ |
كنتُ لو قالوا بأنَّ الحبَّ والأشواقَ زَيْفٌ |
يَعْتَريني ألَمٌ حَتّى المفاصِلْ |
وإذا قالُوا الصَّداقاتُ نِفَاقٌ |
أتَحَدَّاهُمْ بِصَحْبي وأُمَاطِلْ |
وأخيراً بعْدَما صِرْتُ وَحِيداً |
وتَغَرَّبْتُ وَهَزَّتْنِي الزَّلازِلْ |
فإذا قلتُ أنا عِنْدِي صديقٌ |
فأنا إنْ لمْ أُنافِقْ فَأُجامِلْ |
غُرْبَةٌ يُزْعِجُها جِدًّا وُجُودِي |
والَّذي يُزعِجُها أَنِّي مُفَكِّرْ |
غُرْبَةٌ حُبْلى بإِعْصارٍ قَوِيٍّ وَ مُدَمِّرْ |
أَجِّلِ الصَّرْخَةَ فَالمَوْعِدُ مكتوبٌ |
وسَاعَاتُ أَعَادِيكَ تُقَصِّرْ |
أَجِّلِ الصَّرْخَةَ ما زِلْتَ شُجَاعاً |
والشُّجَاعُ القَاهِرُ الدُّنْيا مَتى شاءَ يُقَرِّرْ |
وَمَتى شاءَ يُكبِّرْ |
ومَتى شاءَ ومَنْ شاءَ يُصَغِّرْ |
لا يُهِمُّ القِرْشَ ما مَعْرَكَةُ البَحْرِ |
وعنْ ماذا سَتُسْفِرْ |
إنَّما القِرْشُ وإنْ غَطّاهُ مَوْجُ البَحْرِ |
فِي داخِلِهِ يَبْقَ المُسَيْطِرْ |
فَعَلامَ القَلَقُ القَاهِرُ |
والفُرْصَةُ قَدْ تَأتي ولِلْأَمْرِ مُدَبِّرْ؟ |
وعَلامَ اليَأْسُ والأيَّامُ أَشْواطٌ |
وما أدْراكَ؟ فالوَقْتُ مُبَكِّرْ |
مُنْذُ عامَيْنِ وأتْباعُكَ في رأسِكَ تَلْهُو وتُنَظِّرْ |
مُنْذُ عَامَيْنِ وأَيّامُكَ تُعْطِيكَ الَّذي تَرْجُوهُ |
لكِنْ لنْ تُريدَهْ! |
مُنْذُ عامَيْنِ وأَقْلامُكَ تَشْكُو مِنْ جَفافِ الحِبْرِ |
والأَوْرَاقُ بَيْضَاءُ جَدِيدَةْ |
مُنْذُ عامَيْنِ ولمْ تَكْتُبْ قَصِيدَةْ |
مُنْذُ عامَيْنِ وقدْ غابَتْ جِراحٌ |
وجِراحٌ ظَهَرَتْ فِيكَ جَديدَةْ |
مُنْذُ عامَيْنِ وتَأْريخُكَ مَجْهولٌ |
وضَيَّعْتَ سَراياكَ العَدِيدَةْ |
مُنْذُ عامَيْنِ وأَرْقامُكَ أَرْقامٌ |
وزُوّارُكَ جُلّاسٌ على نَفْسِ الحَدِيدَةْ |
مُنْذُ عامَيْنِ وأَخْلاقُكَ ما عادَتْ حَمِيدةْ! |
مُنْذُ عَامَيْنِ تَغَيَّرْتَ كَثِيراً |
يا لِذُلِّ المَلِكِ الواقِفِ يَسْتَجْدِي عَبِيدَهْ |
مُنْذُ عَامَيْنِ وأَرْقَامُكَ صِفْرٌ |
والَّذي عِنْدَكَ لا تَعْرِفُ في السُّوقِ رَصِيدَهْ |
إنَّها حَقّاً مَكِيدَةْ |
وعَلَيْكَ الآنَ أنْ تَخْرُجَ مِنْ جُحْرٍ وأَنْ تُخْفِي المَسائِلْ |
وتُحاوِلْ |
وتُحَاوِلْ |
وتُحَاوِلْ |