تَجَلَّت فَهلت لِلبُدور مَطالِعُ | |
|
| وَكُلٌّ مِنَ العُشّاق بِالوَصل طامِعُ |
|
فَقُلت وَمِنّي القَلبُ بِالشَوق والِعُ | |
|
| ابرقٌ بَدا مِن جانِب الغور لامِعُ |
|
ام اِرتَفَعَت عَن وَجه سَلمى البَراقِعُ
|
ام الحورُ اِذ رِضوان عَن حِفظِها سَها | |
|
| فَفُزتُ لَنا تَختال بِالحُسنِ والبها |
|
فَقالَت وَقَد تاهَ الدَلالُ بِعَطفِها | |
|
| نعم اسفَرت لَيلاً فَصارَت بِوَجهِها |
|
نَهاراً بِهِ نورُ المَحاسِن ساطِعُ
|
فَواهاً لِمَن من اجلِها قَد تَراكَمَت | |
|
| شُجوني وَاِحزاني عَلَيَّ تَعاظَمَت |
|
لَقَد رَحَلَت وَالقَلبَ مِنّي تَقاسَمَت | |
|
| وَلما تَجَلَّت لِلقُلوبِ تَزاحَمَت |
|
عَلى حُسنِها لِلعاشِقينَ مَطامِعُ
|
مُهَفهَفَةُ الاِعطافِ تَلعَبُ بِالنُهى | |
|
| فَكَم اورَثَت مِنّي الفُؤاد تَأَوُّها |
|
فَتاةٌ اِذا لاحَت بِمِرآة حُسنِها | |
|
| لِطَلعَتِها تَعنو البُدور وَوجهها |
|
لَهُ تَسجد الاِقمارُ وَهيَ طَوالِعُ
|
بِفَرط سِقام كُلَّما اِعتَلَّ جِفنُها | |
|
| جَرت مِن عُيون الصَبِّ بِالدَمعِ مزنها |
|
وَاِذ زينَتها قامَة ماس غُصنها | |
|
| تَجَمَّعَت الاِهواءُ فيها وَحُسنِها |
|
بَديعٌ لاِنواعِ المَحاسِن جامِعُ
|
لَقَد غَدَرتَني وَالفُؤاد بِركبِها | |
|
| يَسيرُ مَع الاِظعانِ ما بَينَ صَحبِها |
|
وَاِذ اِقبَلَت يَوماً عَلَيَّ بعتبها | |
|
| سكرت بِخَمر الحُبِّ في حان قُربِها |
|
وَفي خَمرهِ لِلعاشِقينَ مَنافِعُ
|
لَواحظها اِصمَت فُؤادي بِغَمزِها | |
|
| وَقَد هيجَت فيهِ الغَرامُ بِرَمزِها |
|
وَلما رَأَيت البَدر مِن طوقِ خزها | |
|
| تَواضَعتُ ذُلّاً وَاِنخِفاضاً امزها |
|
فَشرف قَدري في هَواها التَواضُعُ
|
فَلا زِلت فيها حائِر الفِكرِ مُغرَماً | |
|
| وَجِفني عَلَيهِ النَومُ اِضحى مُحَرَّما |
|
اِذا ما نَأَت عَنّي بَكيتُ لَها دَماً | |
|
| وَاِن اِقسَمت لي ان اعيش مُتَيَّماً |
|
فَشَوقي لَها بَينَ المُحِبّينَ شائِع
|
فَوَيل مُعَنّىً لا يقرءُ قرارهُ | |
|
| لَهُ دَمعُ عينٍ لا يَكف اِنحِدارُهُ |
|
اِذا ما عَن الاِحبابِ شَطَّ مَزارهُ | |
|
| تَقول نِساءُ الحَيِّ أَينَ دِيارُهُ |
|
فَقُلتُ دِيار العاشِقينَ بلاقعُ
|
يُبادِرنَني بِالعَذل وَالرَكب مزمعٌ | |
|
| فَلَم يصغَ مِنّي قَط لِلوم مُسمعٌ |
|
وَلِلعاذِلات اليَوم قَد خابَ مَطمَعٌ | |
|
| فَاِن لَم يَكُن لي في حما مِمنَّ مَوضِعٌ |
|
فَلي في حِمى لَيلى بِلَيلي مَواضِعُ
|
وَما لي وَلِلعذالِ وَالبَين وَالنَوى | |
|
| اِذا كانَ من اهواهُ في مُهجَتي ثَوى |
|
فَقُل لِعَذول السوءِ يَوماً اِذا غَوى | |
|
| هَوى أُمِّ عَمرٍ وَجدَّد العمر في الهَوى |
|
فَها انا فيهِ بَعدَ اِن شِبت يافِعُ
|
لَعُمري فَما شَمسُ الضُحى في سَمائِها | |
|
| سِوى صورَةٍ مَرسومَةٍ مِن بَهائِها |
|
رَضينا بِطيف قَد سَرى من خَبائِها | |
|
| وَلما تَراضَعنا بِمَهدٍ وَلائِها |
|
سَقتنا حميا الحُب فيهِ مَراضِعُ
|
تَرينا صِفات الظبي جيداً وَلَفتَةً | |
|
| فَتَصلي بِنار الخد لِلصَّبِّ مهجةً |
|
فُتنّا بِها مُنذُ التَراضُع فِتنَةً | |
|
| وَالقى عَلَينا القُرب مِنها محبَّةً |
|
فَهَل اِنتَ يا عَصرَ التَراضُع راجِع
|
فَلَيسَ سِوى فَرط الغَرامِ منادمي | |
|
| وَلا طربي اِلّا بِنوح الحَمائِمِ |
|
حَليف الجَوى فَليَتَّقِ اللَه لائِمي | |
|
| وَما زِلت مُذ نيطَت عَلَيَّ تَمائِمي |
|
ابايِع سُلطان الهَوى وَاتابِعُ
|
شَقيقَة بَدر التم لما نَظرتها | |
|
| بِمَهدي رَضيعاً في الاِنامِ علقتها |
|
وَلما تَلاقينا بِيَوم وزرَتِها | |
|
| لَقد عَرفتني بِالولا وَعَرَفتها |
|
وَلي وَلَها في النَشأَتَين مَطامِعُ
|
اِذا هَجرها مِنّي دُموعي اسالَها | |
|
| اشارَت بِلَحظ التيهِ اِن لا اسى لَها |
|
لَقَد مَرَّ عيشي اِذ بعادي حَلالَها | |
|
| وَانِّيَ مُذ شاهَدت فِيَّ جَمالها |
|
بِلَوعَة اِشواقِ المَحَبَّةِ والِع
|
اِقولُ وَمني مُهجَتي هاجَ حرُّها | |
|
| وَاِدمع اجفاني تَساقَط درُّها |
|
فَلا تُنكِروا اِن زادَ في الحُب هجرها | |
|
| فَفي حَضرَةِ المَحبوبِ سرّي وَسرُّها |
|
مَعاً وَمَعانيها عَلَينا سَواطِعُ
|
فَلَو تَرتَضي خدي اليَمينَ وَضعتهُ | |
|
| لَها موطِئاً وَالعُمر فيها اضَعتهُ |
|
فَلَست ابالي من عذولٍ سَمِعتهُ | |
|
| وَكلَّ مَقام في هَواها قَطَعتهُ |
|
وَما قَطَعَتني فيهِ عَنها قَواطِع
|
هِيَ الشَمسُ تُبدي بِالبهاءِ كَمالَها | |
|
| فَمن اينَ لِلبَدر المُنيرِ كَمالُها |
|
فَلا زِلت مُذ ارخت عَلَيَّ دَلالَها | |
|
| بِوادي بَوادي الحُبِّ ارعى جَمالَها |
|
اِلّا في سَبيلِ اللَهِ ما انا صانِع
|
علقتُ بِها مُنذُ الصِبا غَير فاكِرٍ | |
|
| بوشيٍ لِواشٍ اِو بِمكر لِماكِرٍ |
|
فان يَغزني جَيش الضَنى في عَساكِرٍ | |
|
| صَبرت عَلى اِهوالِهِ صَبر شاكِرٍ |
|
وَما اِنا مِن شَيءٍ سِوى البُعد جازِع
|
تَقولُ وَمني القَلب عزَّ اِصطِبارهُ | |
|
| فَاِينَ الهَوى يا ذا وَاِينَ اوراه |
|
فَقُلت لَها وَالدَمع فاضَ اِنحِدارُهُ | |
|
| عَزيزٌ مصرُّ الحُب انا تجاره |
|
وَلَيسَ لَنا الا النُفوسَ بَضائِع
|
ايا ظِبيَة الحُسنِ البَديعِ ترفقي | |
|
| بِمَن لا سِوى شر النَوى مِنك يتقي |
|
وَلما تَباعَدنا بِشَمل مفرَّقِ | |
|
| لِأَرضكِ فَوَّزنا بِها فَتَصدقي |
|
اِلَينا فَقَد نمت عَلَينا المَدامِع
|
وَرِفقاً بِعُشّاق اضاعَت عُقولها | |
|
| بِحُب وَقاسَت في الغَرامِ نُحولِها |
|
وَهاكِ نُفوساً قَد اطَلتِ ذُهولها | |
|
| عَسى تَجعَلي التَعويض عَنها قبولها |
|
لِيربحه مِنّا مَبيع وَبائِع
|
يَقولونَ لي وَالشَوقُ مِنّي مَشاغلي | |
|
| أَلا كف عَن وردٍ لِتِلكَ المَناهِلِ |
|
فَقُلتُ لَهم وَالحُب بِالوجدِ قاتِلي | |
|
| خَليلَيَّ اِنّي مُذ عَصيتُ عَواذِلي |
|
مُطيعٌ لاِمر العامرية سامِع
|
فَعودا عَن اللَومِ الَّذي مُهجَتي كَوى | |
|
| وَرِفقاً بِصَبٍّ جنَّ حُبّاً وَما غَوى |
|
وَاِن جِئتُما لَيلى وَقَد ساءَها النَوى | |
|
| فَقولا لَه اِنّي مُقيمٌ عَلى الهَوى |
|
وَاِنّي لِسُلطان المَحَبَّةِ طائِع
|
وَان شمتما مِنها نُفوراً تمهلا | |
|
| وَلا تخبِراها بِالمُعَنّى وَلا وَلا |
|
وَان خِلتُما مِنها البَشاشَةِ فَاِسأَلا | |
|
| وَقولا لَها يا قُرَّة العَينِ هَل اِلى |
|
لقاكِ سَبيلٌ لَيسَ فيهِ مَوانِع
|
شَرِبتُ مَع النَدمانِ خَمرَة ديرها | |
|
| لَدى رَوضَة همنا بِترنيم طيرها |
|
وَكَيفَ خَلاصي لا رُزئت بِضيرها | |
|
| وَلي عِندَها ذَنبٌ بِرُؤيَة غَيرِها |
|
فَهَل لي الى لَيلى المَليحَةِ شانِع
|
فَيا وَيح صَبٍّ اِذ هَواهُ اذلَّهُ | |
|
| جفاه خَيالٌ مِن حَبيب وَملَّهُ |
|
وَاِن تُنكِروا في الحُبِّ جَهلاً محله | |
|
| سَلا هَل سَلا قَلبي هَواها وَهَل لَهُ |
|
سِواها اِذا اِشتَدَّت عَلَيهِ الوَقائِع
|
اِحِبّاي لما جدَّ يَوماً رَحيلُكُم | |
|
| وَعَز اللقا قَد ذَلَّ حبّا عَلَيكُم |
|
ناديتم وَقَلبي في الظعون دَليلُكُم | |
|
| فَيا آل لَيلى ضيفكم وَنَزيلُكُم |
|
بحيكمُ يا اِكرم العرب ضارِع
|
فَعطفاً عَلى من لَيله اِن أَجِنَّهُ | |
|
| اهاج بِهِ حرَّ الهَوى فَاجنَّهُ |
|
اِذا ما أَتى ضَيفاً من فِتنَّه | |
|
| قراه جمالٌ لا جَمالٌ وَاِنَّهُ |
|
بِرُؤيَة لَيلى منية القَلبِ قانِع
|
أَاسلو الهَوى وَالصَبُّ لِلعِشقِ مُذعِنٌ | |
|
| وَمني لِذِكراها الجَوارِح السنٌ |
|
يَميناً بِحُب وَهو في القَلبِ مُزمِن | |
|
| اِذا ما بَدَت لَيلى فَكليَ اعينٌ |
|
وَان هيَ ناجَتني فَكلي مَسامِع
|
وَمالي وَلِلّاحي وَخِفة عَقلهِ | |
|
| اِذا ما لَحاني في الغَرامِ بِجَهلِه |
|
يَزيدُ هِيامي بِاِزدِيادٍ لِعذله | |
|
| وَمسك حَديثي في هَواها لاِهلهِ |
|
يَضوع وَفي سَمع الخَليين ضائِع
|
سددت عَن الواشينَ فيها مَسامِعي | |
|
| وَان هيَ اجرَت بَالصدودِ مَدامِعي |
|
وَاِذ مَنَعتني عَن هَواها مَوانِعي | |
|
| تَجافَت جُنوبي في الهَوى عَن مَضاجِعي |
|
اِلى ان جَفَتني في هَواها المَضاجِع
|
تناءُوا بِظعن في دجى اللَيل عاجِلٍ | |
|
| قَد اِفتَرَّ يَزهو عَن بُدور كَوامِلٍ |
|
فَناديت مَهلاً جاءَكم خَير راحِل | |
|
| وَسرتُ بِرَكب الحُسنِ بَينَ مَحامِلٍ |
|
وَهو دج لَيلى نورها مِنهُ ساطِع
|
وَلما بَدا في وُجنَة الحُسنِ خالَها | |
|
| وَتاه باِعجاب عَلِيَّ دَلالِها |
|
فَمني دُموع الطَرف زادَ انهِمالُها | |
|
| وَناديتُ لما ان تبدى جَمالُها |
|
لِيعنيَّ يا جَمّالُ قَلبيَ قاطِعُ
|
ألا اِيُّها الغادون مَهلاً رُوَيدَكُم | |
|
| وَعَطفاً عَلى قَلبٍ يَسيرُ بِظَعنِكُم |
|
وَاِن تَرغَبوا في صُحبَتي يا فديتكُم | |
|
| فَسيروا عَلى سيري فَاِنّي ضَعيفُكُم |
|
وَراحِلَتي بَينَ الرَواحِل ضالِعُ
|
وَاِن زادَ شَوقي وَلَيلي اجنَّني | |
|
| فَيا حادِيَ الاِظعانِ بِاللّهِ غنني |
|
بذكر الَّتي عَن حبِّها لست انثَني | |
|
| وَمل بي اِلَيها يا دَليلَ فَاِنَّني |
|
ذَليلٌ لَها في تيهِ عِشقي واقِع
|
وَعج يا رَعاكَ اللّه يَوماً بِعَطفة | |
|
| عَلى جيرَة فيها لَنا خَيرُ منيَة |
|
وَقِف بي عَلى الاِطلالِ مِن فَوق ذَروَة | |
|
| لَعليَ مِن لَيلى اِفوزُ بِنَظرَة |
|
لَها في فُؤاد المُستَهام مَواقِع
|
اِذا غَرَّدَت وُرقُ الحمام وَاِطرَبَت | |
|
| وَعَن شَوق صَبٍّ في دجي اللَيل اعرَبَت |
|
اهاجَت شُجوني في الغَرامِ وَالهَبَت | |
|
| فَأَيَّتُها النَفسُ الَّتي قَد تَحَجَّبَت |
|
بِذاتي وَفيها بَدرُها ليَ طالِع
|
ابيتُ وَطرفي في غَرامِك ساهرٌ | |
|
| وَلا لي سِوى طَيف الخَيالِ مسامِرٌ |
|
فَيا من بِها لي غَدا وَهو حائِرٌ | |
|
| لَئِن كُنتِ لَيلى اِن قَلبي عامِرٌ |
|
بِحُبِّك مَجنونٌ بِوَصلِك طامِعُ
|
فُؤادي غَدا لَم يطلب في صَلاتِهِ | |
|
| سِوى قُربه بَعد النَوى وَصلاتِهِ |
|
وَلما أُجيب القَوم في دَعَواتِهِ | |
|
| رَأى نُسخة الحُسن البَديعِ بِذاتِه |
|
تَلوحُ فَلا شَيءٌ سِواها يطالِع
|
الا كُلَّما اِبدَت بِتيه دَلالِها | |
|
| اِرى ان هَجري في البِعادِ حَلالَها |
|
وَها اِرسَلَت لي في المَنامِ خَيالَها | |
|
| فَيا قَلب شاهِد حُسنِها وَجَمالَها |
|
فَفيها لاِسرار الجَمالِ وَدائِع
|
اِلى كَم تقاسي يا فُؤادي تَأوهاً | |
|
| بِوجدٍ وَلا تُبدي اِلَيها تَفوهاً |
|
فَاِن كُنت اولى بِالجَمالِ تَولُّهاً | |
|
| تنقل اِلى حَق اليَقينِ تَنَزُّهاً |
|
عَلى النَقلِ وَالعَقلِ الَّذي هُو قاطِع
|
فَأَهلُ الهَوى ان راقَ صافي كُؤوسِهِم | |
|
| وَضاءَت بِاِفق المَجدِ باهي شُموسِهم |
|
فَلا بدع ان قَد اِسرعوا لِرموسهم | |
|
| فَاِحياءُ اِهل الحُب مَوت نُفوسِهِم |
|
وَقوت قُلوبِ العاشِقينَ المصارِع
|
قُلوبٌ بِها عَذل الخليين ضائِعٌ | |
|
| وَكُلٌّ بِنيران الصَبابَة والِعٌ |
|
فَلا تَعجَبوا اِن نازَعَتني مصارِعٌ | |
|
| فَكَم بَينَ حَذّاق الجدالِ تدافِعٌ |
|
وَما بَينَ عُشّاق الجَمالِ تنازِع
|
هيَ الآيَةُ الكُبرى الى اولِيائُها | |
|
| هِيَ الغايَةُ القُصوى سمت في علائِها |
|
فَاِن رمت ان تحظى المَدى بِاِقتِنائِها | |
|
| فَصاحِب بموسى العَزم خضرَ وَلائِها |
|
فَفيهِ اِلى ماءِ الحَياةِ ينابِعُ
|
اتسلوا الهَوى وَالحُبُّ لِلقَلبِ ملجىءٌ | |
|
| وَلا شَيءَ عَنها في الغَرامِ مخباءٌ |
|
وَان قُلتَ أَنَّ الفِكرَ مِنها مُبَرّاءٌ | |
|
| فَاِنتَ بِها قَبل الفُراقِ منباءٌ |
|
بِتَأويل عِلم فيكِ مِنهُ بَدائِعُ
|
اِذا ما بَدَت مِن عاذِلٍ فيكَ تُهمَةٌ | |
|
| تُكَذِّبُها مِن فَرط وجدِك لَوعَةٌ |
|
وَاِن أُنكِرت يا ذا الجَوى مِنكَ صَبوَةٌ | |
|
| لَقَد بَسَطَت في بَحر جِسمِك بَسطَةٌ |
|
اِشارَت اِلَيها بِالوَفاءِ اصابِعُ
|
محجبة الاِسرارِ قامَت بِنَفسِها | |
|
| فَضاءَت عَلى العُشّاقِ انوارُ انسها |
|
هِيَ الجَنَّةُ الفَيحاءُ طابَت بِغَرسِها | |
|
| فَيا مُشتَهاها اِنت مِقياسُ قدسِها |
|
وَاِنتَ بِها في رَوضَة الحُسنِ يانِع
|
فَمالي وَلِلواشي عَن الحُب اِن نهى | |
|
| فَما تِلكَ الا تُرَّهاتٌ وَسنها |
|
وَها مُنيَتي ابدَت اِلى العَين حُسنها | |
|
| فَقَرّي بِها يا نَفسُ عَيناً فَاِنَّها |
|
تُحدثني وَالمُؤنِسون هَواجِع
|
عَلَيكَ الهَوى يا نَفسُ فَرضٌ وَسُنَّةٌ | |
|
| وَفيهِ اِلَيكَ المَوتُ ان صَحَّ مِنَّةٌ |
|
وَاِن اطلَقت لِلوم فيكَ اعِنَّةٌ | |
|
| فَها اِنتِ نَفسٌ بِالعلى مُطمَئِنَّةٌ |
|
وَسِرُّكِ في اِهلِ الشَهادَةِ ذائِعُ
|
فَعَطفاً احبّائي عَلى حال صبكم | |
|
| وَيَوم النَوى رِفقاً بِقَلب محبِّكُم |
|
وَيا من اِذا نَدعوهُ قال اِستَجَبتكم | |
|
| لَقَد قُلت في مُبدا أَلَست بِرَبِّكُم |
|
بَلى قَد شَهِدنا وَالوَلا مُتَتابِعُ
|
صِفاتُك يا مَولايَ اجللت شَأنها | |
|
| فَمن ذا الَّذي في وَصفِهِ يشرحنَّها |
|
شَهدتُ لعلياها وَشاهَدت حسنَها | |
|
| فَيا حَبَّذا تِلكَ الشَهادَةُ انَّها |
|
تجادِلُ عَنّي سائِلي وَتُدافِع
|
شَهادَةُ حَقٍّ فِيَّ شيدتُ رُكنها | |
|
| وَذي سُنَّتي في الحُب وَالقَلب سنَّها |
|
تَهيمُ بِها نَفسي اِذا اللَيلُ جنها | |
|
| وَأَنجو بِها يَومَ الورد فَاِنَّها |
|
لِقائِلها حرزٌ من النارِ مانِع
|
فَيا نَفس مِنها بِالوَلاءِ تَملكي | |
|
| وَطيبي بِذياك الشَذا وَتَمَسُّكي |
|
وَلا في عُهودِ لِلهَوى تَتشككي | |
|
| هِيَ العُروَة الوُثقى بِها فَتمسكي |
|
وَحَسبي بِها اِنّي اِلى اللَه راجِعُ
|
الهي اجِري مِن عَذاب مُخلدٍ | |
|
| بِفَتحٍ مُبين مِن علاكَ مؤيَّدٍ |
|
وَاِن بِشَفيع جِئتُ في أي مَقصَد | |
|
| فَيا رَب بِالخل الحَبيب مُحَمَّد |
|
نَبِيَّك وَهو السَيَّد المُتَواضِع
|
دَعوتك يا مَولايَ تَحت الدجنَّة | |
|
| فَكُن سامِعاً لي مُستَجيباً لِدَعوَتي |
|
وَيا من سَما قَدراً بِذات عليَة | |
|
| انِلنا مع الاِحبابِ رُؤيَتك الَّتي |
|
اِلَيها قُلوب الاِولِياءِ تسارِعُ
|
فَيا رَبَّ ان يَنحو جَلالَك قاصِدٌ | |
|
| فَمنك لَهُ طابَت صَلاتٌ وَعائِدٌ |
|
وَان جاء يَستَعطي عَطاياكَ وافِدٌ | |
|
| فَبابك مَقصودٌ وَفَضلك زائِدٌ |
|
وُجودك مَوجود وَعَفوِكَ واسِع
|