تَجَلَّت وَدرّ الحُسن يَزهو بِنَحرِها | |
|
| فَقامَت عَلى العُذّالِ تَقضي بِنَحرها |
|
فَتاةٌ لَها تَرنو البُدورَ حَواسِداً | |
|
| إِذا ما بَدَت لِلنّاسِ من كنهِ خدرها |
|
مَليحَةُ حُسن في العِبادِ تَحَكَّمَت | |
|
| وَقد خَفَقَت في الحُب رايات نَصرِها |
|
فَالحاظُها تَصمي القُلوبَ بِمُرهَف | |
|
| وَاجفانُها تَسبي العُقول بِسِحرِها |
|
بِصَدٍّ عنان الدَمع لِلصَبِّ اطلَقَت | |
|
| كَما قيدت منهُ الفُؤاد بِأَسرِها |
|
نَخال وَميض البَرق يَفتَرُّ ساطِعاً | |
|
| إِذا ما غَدَت تَفتَرُّ عَن درِّ ثَغرِها |
|
فَما الصُبحُ إِلّا من ضِياء جَبينِها | |
|
| وَما اللَيلُ إِلّا من غَدائِرِ شِعرِها |
|
وَما الشَمسُ الا من شُعاع بَهائِها | |
|
| وَما البَدرُ إِلّا من قُلامَةِ ظِفرِها |
|
عَلى خدرها يَوماً إِذا هَبَّت الصِبا | |
|
| شَمعنا لَها رَيّاً تَفوحُ بِعُطرِها |
|
كَأَنَّ حسين الفَخرِ مِنهُ أَعارَها | |
|
| شَذا طيب ذِكراهُ فَطابَت بِنَشرِها |
|
اميرٌ لَهُ تَعنو الوُجوهَ مَهابَةً | |
|
| وَغنى لَهُ هاماً عَلى رُغمِ كِبرها |
|
تَوَلّى بِحقانيةٍ خَيرَ ناظِرٍ | |
|
| فَاِضحى وَسامُ العَدلِ يَزهو بِصَدرِها |
|
وَجَلَّت بِهِ قَدراً عَلى ذَروَة العلى | |
|
| فَنادى لِسانُ السَعد يَشدو بِبشرِها |
|
فَان لَم يَقُم فيها بِحق وَظيفَةٍ | |
|
| فَمن ذا الَّذي يَقومُ بِأَمرِها |
|
تَبدت لَهُ الاقدارُ طوعَ يَمينِهِ | |
|
| فَلَم يَخشَ من صَرفِ اللَيالي وَغدرِها |
|
تحطُّ بِقدرِ البيضِ سُمرُ يَراعِهِ | |
|
| وَتَزري لعمري من رِماحٍ بسُمرِها |
|
سَريرَته لِلَّهِ وَالخَلقِ أَخلَصت | |
|
| وَسيرَته طابَت نَوافج ذِكرِها |
|
إِذا كَسَدت سوقُ المَعالي يَسومُها | |
|
| بِروح فَنَسمو في الأَنامِ بِقَدرِها |
|
تَوَخّى فعالَ الخَيرِ في الناسِ ديدناً | |
|
| فَفازَ من المَولى الكَريم بِاجرِها |
|
أُنادي إِلى مَن رامَ ايفاءَ مَدحِهِ | |
|
| سَكرت بِصَهباءِ الغرور وَخَمرِها |
|
فَهذا الَّذي جَلَّت بِمَجد صِفاتِه | |
|
| فَهَيهات ان احصيتَ معشار عشرِها |
|
أَلا أَيُّها الباشا الهمامُ وَمَن لَهُ | |
|
| مَآثِرَ فَضلٍ لا تُعَدُّ بِحَصرِها |
|
إِلَيكَ مِن المَحسوبِ هَيفاءَ قَد سعت | |
|
| وَفيها صِفات مِنكَ تَزهو بدرها |
|
إِذا ما سَمت في الحُسنِ ابكار فِكرَة | |
|
| فَهذي فَدَتك الروحُ أَوَّل بكرها |
|
فَلا تَبتَغي غَير القبول صَداقها | |
|
| وَذاكَ لَعمري انَّهُ خيرُ مهرِها |
|
فَإِن اِحرَزتُهُ مِنكَ يا خَير فاضِلٍ | |
|
| بِهِ اِفتَخَرت بَينَ الوَرى طولَ عمرِها |
|
وَهَنَّتكَ بِالعام السَعيدِ وَبِالمُنى | |
|
| تُنادي بِتاريخَين في مَحض شُكرِها |
|
بِجاهِكَ مِصرٌ زادَ مَجدَ فخارِها | |
|
| فَلا زِلت يا بَدر الصفا أَهلَ فَخرِها |
|