مالي أرى الحبَّ يطفو في خضمِّ الخصامْ
|
والودُّ يطوى وئيداً في بساطِ الملامْ
|
صوت الأنا داوياً يجتاحُ أفْقَ السلامْ
|
ما للأسى جاثمٌ فوقَ النهى والقلوبْ
|
والحقدُ مستحكمٌ يُوري لهيبَ الحروبْ
|
والخيرُ أضحى وحيداً تائهاً في الدروبْ
|
يا نفس لا تأنفي من وقفة واعتذارْ
|
فالصفح في عزةٍ للقادرين انتصارْ
|
في موقفِ العفوِ تختالُ النفوسُ الكبارْ
|
تسمو على كلِّ أسبابِ الأسى والصَغارْ
|
يا رايةَ الحبِّ رفِّي في يبابِ السماءْ
|
ولترسلي الغيثَ بالبشرى وفيضِ الرجاءْ
|
ولتسكبي الأمنَ في الدنيا قرينَ الصفاءْ
|
كي تلبسَ الأرضُ أثوابَ الرضا والرخاءْ
|
ما فاتَ أمرٌ قديمٌ ما لهُ من رجوعْ
|
مهما بذلنا له من ذلةٍ أو ركوعْ
|
مهما كوانا الأسى المسجونُ خلفَ الضلوعْ
|
ما شأنُنا فيه والدنيا تضيء الشموعْ؟
|
فلنبتسمْ للغدِ المرجوِّ رُغمَ الدموعْ
|
بي ثورةٌ ضدَّ أغلالِ الأسى والجراحْ
|
قد ضقتُ ذرعاً بعمْرٍ ينقضي في نواحْ
|
أعلنتُ يا نفسُ أنِّي الآنَ حرُّ السَّراحْ
|
سأهزمُ الليلَ أمضي فوقَ متنِ الصباحْ
|
أعلو على كل حقد يصطلي في الظلامْ
|
كي أعمرَ العمرَ لا تفنيه نارُ الخصامْ
|
غاياتنا فيه أسمى من أسىً واصطدامْ
|
فلنرسلْ الصفحَ للدنيا سفيرَ السلامْ
|
ولنبتهلْ كي يُظِلَّ الكونَ دوحُ الوئامْ
|