![]()
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
![]()
انتظر إرسال البلاغ...
![]() |
جفنٌ تمطى قادمٌ بي من بعيدْ |
من مفرقِ الليل الذي قد شابَهُ الفجرُ الوليدْ |
متوكئٌ حلماً تبخرَ بين طياتِ الوسنْ |
لم يصحُ منه سوى بقايا من شجنْ |
ومنبهٌ يهوي بفأسٍ من حديدْ |
فوق الفراشاتِ التي كانت بنافذتي تميدْ |
قد بددت أجراسُهُ همسَ الوسادْ |
فاستبسل القلب الجريءُ مقاوماً أسر الرقادْ |
وانساق للأقدار أسلمها القيادْ |
فالصبحُ حيّا من جديدْ |
الحمدُ لله الذي أحيا رفاتي الخامدةْ |
كي أقتفي ساعاتِ يومي جاهدةْ |
وأصيرُ عدةَ أنفسٍ في واحدةْ |
واستيقظتْ دوامتي مع همسِ أطيارِ الشروقْ |
تجري كما تجري دمائي في العروقْ |
في عمق أعماقي لها رعد وفي عيني بروق |
تجتاحني ألف من الأفكار واردة وألفٌ شاردة |
من أين أبدأ والثواني سوط جلاد يدوّي في الوريد |
حانت لروحي نفحةٌ قدسيةُ الأنفاس من روض الصلاة |
ثم انطلقتُ كأنني جيشٌ من الأبطالِ في حربِ الحياة |
أستل سيفاً من جراب الوقت أُبلِغُهُ مداهْ |
فإذا نبا أرسلت قلبي خلفه يقفو خطاه |
يحدوه عقرب ساعتي المدفون في صدري |
وأظل ألهث أبتدي من حيث لا أدري |
فإذا ظننتُ بأنني أنهيت أعمالي |
علمتُ بأنني في ساعةِ الصفرِ |
وبأن أحمالي تُبيد ولا تَبيد |
صبحي تخطاني وأرهقني اللهاثْ |
وأنا أطوِّف بالتياثْ |
وقواي قد بدأت تسير على ثلاثْ |
تتعانق الأعباء في فكري المشوش كالظلالْ |
ولها مُنىً أن تنقضي قبل الزوالْ |
أو تلحق الركب المؤجل للمساءْ |
كل له بدء وليس له انتهاءْ |
في حفرة الكدح التي هي كلما نقصت تزيدْ |
ويمر يومٌ مجهدُ الأنفاسِ كالطيفِ العجولْ |
من بعد أن تغتالَهُ أيدي الأفولْ |
رحماك ربي ما لأعبائي تطولْ |
وقوائمي في رأسي المحمومِ تنتظرُ |
فينوءُ من ثقلٍ وينشطرُ |
وصدىً لصوتٍ من غياباتي يقولْ |
لي في غدٍ شأنٌ جديدْ |
إن شاء ربي أن أرى الصبح الجديد |