تَذَكَّرَ أيامَ الحِمى وليالِيهِ | |
|
| وأَوقاتِ أُنسٍ قَد مَضَت بِمَغانيهِ |
|
فَهاجَت لِذكراهم بلابِلُ شَجوهِ | |
|
| وأَصبحَ يَجرِي دَمعهُ مِن مآقيهِ |
|
ومازالَ يُخفي سِرَّهُ عن وُشاتِهِ | |
|
| ودَمعُ الأَسى يُبدي الذي كان يُخفيهِ |
|
رَعى اللَه مَن أَهوى عَلى القُربِ والنَوى | |
|
| ولا زالَ مُنهَلُّ السُرورِ يُوَاليهِ |
|
وَحَيّا الحَيا حَيّاً أقامَ بسُوحِهِ | |
|
| يُراوِحهُ مَسكوبُهُ وَيُغاديهِ |
|
فلِله أيامٌ تَقَضَّت بقُربه | |
|
| سَقاني بها خَمرَ الصَفا من تَدَانِيهِ |
|
فيا ليتَ أنَّ البينَ زُمَّت ركابُهُ | |
|
| وأَضحى بَديلاً وَصلُهُ مِن تَجافيهِ |
|
فواحَرَّ قَلبي مِن فراقِ مُحجَّبٍ | |
|
| حكى البدرَ بل أَزرى بِهِ في تَناهِيهِ |
|
تعلَّمَ غُصنُ البانِ منهُ اعتدالَهُ | |
|
| وَشابَهَهُ في لِينِهِ وَتَثنِّيهِ |
|
فَما الدُرُّ إِلّا ما تضمَّنَ ثَغرُهُ | |
|
| ولا الراحُ إِلّا دونَ ما كانَ يَحويهِ |
|
لهُ اللَه ظَبياً قَد تصَدَّى لجَفوَتي | |
|
| وأعرضَ عني جانباً منهُ بالتِيهِ |
|
تَجَنَّى وَأبدى لي الصُدُودَ تَجنِّياً | |
|
| وما كانَ أَحلَى صَدَّهُ وَتَجَنِّيهِ |
|
أُمَنِّي فُؤادي بالوصالِ تعلُّلاً | |
|
| وَهيهاتَ أن يَشفي المُعنىَّ تَمَنِّيهِ |
|
وَإني لأرعَى سِرَّهُ وأَصونُهُ | |
|
| وأُكبرُهُ مِن أَن أكونَ أُسَمِّيهِ |
|
كَتَمتُ الهَوى عن كلِّ واشٍ يُذِيعُهُ | |
|
| وَأَخفَيتُ من شكوايَ ما لستُ أُبدِيهِ |
|
فيا لائِمي في الحبِّ رِفقاً وَخَلِّني | |
|
| وَشأني فلو أًنصفتَ ما لُمتَنِي فيهِ |
|
فَما هو إِلّا حَلىُ فَضلٍ وَسُؤددٍ | |
|
| ولا اللومُ إِلّا اللُؤمُ في شَرعِ أَهليهِ |
|
فَخُذ مِن مَجاني اللَهو ما طابَ واغتَنِم | |
|
| زَمانَ الصِّبا فالدهرُ لا بُدَّ يُفنِيهِ |
|
ويا راكِباً عَني تَحمَّل رِسالةً | |
|
| يُضاهِي شَذاها المِسكَ نَشراً وَتُحذِيهِ |
|
وَحَيِّ بِها شَمسَ الزَمانِ وَبَدرَهُ | |
|
| وحسبُكَ فَخراً أن تَكونَ مُحيِّيهِ |
|
حَلِيفَ الوَفا عَبدَ العَزيزِ أخا العُلا | |
|
| مُشَيِّدَ بَيتِ المَكرُمَاتِ وَمُعلِيهِ |
|
خِضَمَّ النَدى نَجمَ الهُدى ضَيغَمَ العِدا | |
|
| حَميدَ المَساعي طيِّبَ الجَدِّ زاكيهِ |
|
كَريمٌ غَذاهُ المَجدُ مُذ كانَ دَرُّهُ | |
|
| فأصبَحَ لمّا أَن دَعاهُ يُلبِّيهِ |
|
سَما لسَماءِ الفَضلِ حتَّى سَما بهِ | |
|
| فَلا عَجبٌ إِذ كانَ مِن طبقِ ناديهِ |
|
لَهُ خُلُقٌ يَحكي النَسيمَ لطافةً | |
|
| بِنَفسِيَ ممّا يشتَكيهِ أُفدِّيهِ |
|
عَلى دَرجاتِ العِلمِ والحلمِ والتُّقى | |
|
| فسادَ وفضلُ اللَهِ مَن شاءَ يُؤتِيهِ |
|
أيا سيِّدي إِنَّ الليالي كَما تَرى | |
|
| لتُنفِذُ حُكمَ البَينِ فينا وَتُمضِيهِ |
|
وتَصدعُ منّا الشَملَ بعدَ التِآمِهِ | |
|
| وتحرِمُنا من صَفوِها ما نُرَجِّيهِ |
|
فَمُنَّ حَبيبي بِالوصالِ تَعطُّفاً | |
|
| فَطعمُ المَنايا دونَ ذا ما نُقاسِيهِ |
|
وعجِّلهُ يا ذا الفَضلِ منكَ تَفَضُّلاً | |
|
| عَلَينا وجانِب سيِّدي مَن لَحا فِيهِ |
|
وَدونَكَ عِقداً من قَريضٍ نظمتُهُ | |
|
| وأسبِل عليهِ ذيلَ سِترٍ يُوارِيهِ |
|
فَلا زلتَ محرُوسَ الجَنابِ موفَّقاً | |
|
| وللشَّرعِ يا نجلَ الأَفاضِلِ تُحييهِ |
|