لَقَد حانَ من شمسِ الوِصَالِ غُرُوبُ | |
|
| وآنَ لِأيامِ السرورِ مَغِيبُ |
|
وَأَضحَى غرابُ البَينِ بِالبَينِ ناعِقاً | |
|
| فلبَّاهُ مِن داعِي الفراقِ مُجِيبُ |
|
فَواحَرَّ قَلبي من فراقِ أَحِبَّتي | |
|
| لَقد صارَ دَمعي بَعدَهُنَّ يَصُوبُ |
|
وَوَاحَسرَتا لِلصَّبِّ لمَّا ترحلَّوا | |
|
| فَساروا فَذابَت أَكبُدٌ وَقُلوبُ |
|
وَيا رَحمَتا لِلمُستَهامِ فَإِنَّهُ | |
|
| مِنَ البُعدِ مُضنىً هائِمٌ وَكَئيبُ |
|
وَصارَ نَحيلَ الجِسمِ من بعدِ بُعدِهِم | |
|
| له من جَواهم لَوعةٌ وَنَحِيبُ |
|
يَبِيتُ مَدى الأَيامِ لا يألَفُ الكَرى | |
|
| وفي قلبِهِ ممّا عَلاهُ لَهِيبُ |
|
ويُمسِي إذا جَنَّ الظَلامُ بِحَسرَةٍ | |
|
| حَزيناً سَقيماً لِلنُجومِ رَقيبُ |
|
فَيا راكِباً إن جُزتُما أَرضَ جِيرَتي | |
|
| ولَم يَكُ واشٍ حولكم ومُريبُ |
|
فبِاللَهِ عَني أَبلِغاهُ تَحيّتي | |
|
| تَحيَّة صَبٍّ مَن يَوَدُّ غَرِيبُ |
|
وَقولا لَهم قُولوا لسُعدَى تَعَطَّفي | |
|
| عَلَى مُغرَمٍ ما عَن هَواكِ يَتوبُ |
|
وَبِاللَهِ زُورِيه إِذا أظلَمَ الدُجى | |
|
| ونامَ حَسودٌ مُغضَبٌ ورَقيبُ |
|
عسَى يَنطفِي وَجدٌ أَضَرَّ بقَلبِهِ | |
|
| وَيَبرَأُ من داءٍ بهِ وَيَطيبُ |
|
فَيا مُنيَتِي أنتِ الشِفا لِبَلِيَّتي | |
|
| فَلَيسَ لأسقامي سِواكِ طَبيبُ |
|
أَيا صَاحِ كَيفَ الصَبرُ وَالصَبرُ خانَني | |
|
| وَلَيسَ عَلى جَورِ الزَمانِ يَشِيبُ |
|
وَأينَ مِن السُلوَانِ بَعدَ فِراقِها | |
|
| وَهَل قِيلَ مَحبوبٌ سَلاهُ حَبيبُ |
|
لَقَد ذابَ قَلبِي مِن فِراقِ خَريدَةٍ | |
|
| وَهامَ فُؤادِي والفِراقُ يُذِيبُ |
|
لَه مُقلةٌ تسبي القلوبَ بِسِحرِها | |
|
| وَقَدٌّ كَمِثلِ الغُصنِ وَهوَ رَطيبُ |
|
وَرِدفٌ ثَقيلٌ تَحتَ شِعرٍ يَزِينُهُ | |
|
| وَقَلبٌ حَكَى صُمَّ الحصاءِ صَلِيبُ |
|
لَقَد فاقَت الغِيدَ الحِسانَ بِحُسنِها | |
|
| كَما فاقَ أَبناءَ الزَمانِ نَجِيبُ |
|
فَتىً ماجِدٌ نَدبٌ هُمامٌ مُهذَّبٌ | |
|
| كَريمٌ لَه خُلقٌ كَريم أديبُ |
|
فَتى المَجدِ ذا عَبدُ العَزيزِ بنُ صَالِحٍ | |
|
| لَبيبٌ نَماهُ لِلعَلاءِ لَبِيبُ |
|
أَيا صاحِبي جُد بِالوِصالِ تَكرُّماً | |
|
| فَظَنِّي بِرَعي العَهدِ فيكَ يُصيبُ |
|
فَلا زِلتَ في رَعي الزَمانِ سَمَوءلاً | |
|
| عَلَيكَ بِأَنفاسِ الهَناءِ هُبوبُ |
|