عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > السعودية > عبدالكريم الممتن > يا مفتياً بحرمة التنباك

السعودية

مشاهدة
1039

إعجاب
4

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

ادخل الكود التالي:
إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

يا مفتياً بحرمة التنباك

يا مفتياً بحرمة التنباك
مِن غير علمٍ لا ولا إدراك
دع عنك دعوى العلم بالأحكام
والخوض في الحلال والحرام
وصف لنا أكلكَ للأرانب
والضب والجربوع والثعالب
فقد هتكتَ حرمة الشريعة
وهي بنا حوزتنعا منيعة
غداتَ أنكرتَ لغير منكَر
مُدَّعياً أنَّ سواكَ المجتري
فيا غبيّاً يَدَّعي الفصاحة
وليس عنده سوى الوقاحة
من الذي منّا على الله اجترى
وباءَ بالإثم وجاءَ منكراً
أذاكَ مَن برأيه استقلاَّ
محرِّماً ما ربّه أحلاَّ
أم مَن لَه أدلَّة عقليَّة
تتبعها أدلَّة نقليَّة
أما علمتَ يا سخيفَ العقلِ
مَن الذي أفتى لنا بالحِلِّ
لم يفتنا بذاك إلاّ الله
فيما إلى نبيه أوحاه
مِن خلقهِ للخلق ما في الأرض
جميعَهُ لا البعض دون البعض
واُذنه بالأكل فيه مما
في الأرض إذ كلَّ النباتِ عمّا
أخرج منه بالدَّليل ما خرج
فليس في استعمال باقيه حَرج
لأنّه يشمله ما عُقِّبا
بذكر كونه حَلالاً طيّبا
وإنّه لو لم يكن حلالا
عنه نهانا ربنا تعالى
إذ نهيهُ العبادُ عما لا يُحب
بمقتضى اللطف على يجب
فتركه النهيَ دليلُ الحَلّ
أو فهو إغراء لنا بالجهل
إذن فأينَ اللطف بالعبادَ
أم أينَ رأفة النبيّ الهادي
هلاَّ وقى أمَّته من نارِ
وقودها الناس مع الأحجار
أقَصّر النبيّ في الأداء
أم ما درى الله بهذا الدّاءِ
استغفر الله من القول الخطل
وأسأل العصمة علماً وعمل
إن قلتَ هذا الاعتراض مشترك
حيث لذكر حلّه أيضاً ترك
إذ ليس في الآيات والنصُوص
بيانُ حكم التِتنِ بالخصوص
قلتُ المباح حكمه لا يَلزم
بيانه إذ تركه لا يحرم
وفعلهُ يكفي مَن استباحه
في حِلِّهِ إصالة الإباحة
مع قبح أن يعاقب المولى على
فعلٍ ولمَّا ينهى عنه أوَّلا
إذاً فلا يحتاج للبيان
إذ تركه وفعله سيَّانِ
ليس على تاركه عقاب
ولا لمن يشربه ثواب
فهوَ غنيٌ عن مجيء آية
فيه على الخصوص أو رواية
ويلزم البيان للحرام
لما بفعله من الآثام
فقل لنا ما مدّعي التحريم
ومفتياً بعقلك السَّقيم
أي كتاب أو حديثٍ يحكم
بأن شرب التتن شرعاً يحرم
إن قلت حسب من عليكم أنكره
من الدليل لعنُ تلكَ الشجرة
قلتُ عليك قبل ذا النكير
إثبات ما ادعيتَ من تفسير
فإنّه كقول من قد ادّعا
خباثة التتن مجرَّد ادِّعا
إن قلتَ أن التتن كان بدعة
قلت كذلك البُنُّ فاختر منعه
إن قلتَ إن التُّتنَ مما يسكر
وحرمةُ المسكر ليست تُنكر
قلتُ لك الجوابُ منعُ الصغرى
وهذهِ الكتبُ لدليكَ فاقرا
عليكَ بالقاموس والصحاح
والكنز والمجمع والمصباح
تجد بها الدوخة غير السكر
كما هما غيران للمعتبر
فإنّها دورة رأس ينكمش
صاحبها والجسم منه يرتعش
مع حضور الذهن والحواس
ومع بقاء العقل والإحساس
وذاكَ غير السكرِ المحضورِ
إذ هو سلب العقل والشعور
اُنظر إلى الوجدان والعيان
ففيهما غنىً عن البيان
أما ترى السكران كيف يفعلُ
بنفسه كفعل مَن لا يعقل
تراهُ وهو أكمل الرِّجالِ
يلعبُ باسته وبالأبوال
وربما زنى بذات محرَم
أو كانَ قتّالاً سفوكاً للدّم
أهكذا الدَّائخ يا جهولُ
أم أنتَ لا تعقلُ ما تقول
لذلكَ اخترت من المسالِكِ
ما يُورِد السَّالكَ للمهالِكِ
كجاذع لأنفه بكفِّه
وباحثِ لحتفه بضلِفه
فهل ظننتَ أننا نحولُ
عن الهدى بما به تصولُ
من شبهاتٍ تشبه السرابا
حسبتها من العمى صوابا
هيهات قد حاولتنا محالا
فعُد وعن ذا فاترك الجدالا
أنَّى يقاسُ البحرُ بالذراع
أو تُقنصُ الاُسودُ بالخداع
كيف وما لَفَّقتَ من زخارف
سفسطةٌ بمدَّعاكَ لا تفي
بل هو لو سُلِّم غيرُ ضائر
إذ كم له في ذاكَ من نضائر
عن ذكر هنَّ قد ضربنا صفحا
كما عن الطُّعن طوينا كشحا
ولو فرضنا ما ادّعيتَ حقَّا
فلستَ في إنكاره مُحقّا
إذ لا يحل لارئٍ أن ينكرا
فعلاً على من لا يراهُ منكراً
لما به من الأذى للمسلِم
وهو لدى الكلِّ من المحرَّمِ
كما به الذكر الحكيم يشهد
وعنه حذَّر النبيُّ أحمدُ
عليه والآل من السلام
أزكى التحيات مع السلام
ما نطقت بالحق والصواب
ألسِنَةُ السُّنَّةِ والكتاب
عبدالكريم الممتن
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الثلاثاء 2014/02/11 12:56:14 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com