عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > سورية > عبدالقادر القصاب > سبحان من لا يقى إلا وجهه

سورية

مشاهدة
655

إعجاب
4

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

ادخل الكود التالي:
إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

سبحان من لا يقى إلا وجهه

سبحان من لا يقى إلا وجهه
وتقدست اسماؤه طول المدى
أي ما سواه إلى الفناء مآلهُ
إن كان من أهل الضلال أو الهدى
بكت المدارس والمجالس إذ بدا
سهم الرَّدى بأبي المعالي المقتدى
أستاذنا القصاب ركن بلادنا
من كان بحراً بالعلوم مُسَدّدا
قد كان من كل المذاهب حاوياً
ما قد حواه الشافعيُّ وأزيدا
أومالك وأبو حنيفة ثم مَن
قد كان يُدعى بابن حنبل أحمدا
أسفا على طود العلوم تصدعت
أركانه وكذا السَّنام تبددا
أسفاً على بحر المكارم ماؤه
قد غيض والأسماك حل بها الردى
بكت المحابر بعد فقد ملاذنا
من بعده من ذا يَمدُّ لها يدا
وكذلك الكتب القديمة بعده
معناهم عن كل تال شُرَّدا
إن المُهَذَّبَ قد تألَّى أنهُ
لسواه لا يبدي طريق الاهتِدا
بل لا يزال ملازماً لمحله
حزناً إلى يوم القيامة مُرصدا
والروضة الحسناءُ لو أبصرتها
تبكي دماً فوق السطور منضَّدا
فلمسلم قال البخاري مقسما
بعد الفتى القصاب قد صرنا سدى
علم البديع عليك يبكي حَسرة
والمستقيم من البيان تأوّدا
علم المعاني صار لا معنى له
من بعد فقدك واستهانَ به العدا
بحر العروض فذاك أضحى معرضا
عمن سواك ولم يَبُلَّ له صدا
النحو من ينحوه بعدك سيدي
يا سبويه الوقت يافرّا المدى
علم الحديث فلا يُحدّث بعدكم
لمحدَّثٍ إلا بكى تنهِّدا
الفقه قد يبكيك طول زمانه
إذ لا ينال سواك منه المقصدا
قد كنت أصلاً في الأصول محكماً
قد تهدي فيه من يروم الاهتِدا
قد كنت في التوحيد فردا مفرداً
وشريعة المختار كنت مؤيَّدا
قد كنت والله كريماً مكرما
للقاصدين وتبسطِنَّ لهم يدا
ما حلّ ساحتكم فقير مُعدِمٌ
غلاّ ونال مُرادَهُ وتزوّدا
فضلاً عن المال التقى وتحولت
أحوالُهُ من شقوة بل أسعدا
يا أهل ديرِ عَطيةٍ وسواهُمُ
هذا الذي قد كان فيكم مرشدا
فقَدَ الحياةَ فهل تطيب حياتكم
من بعده من قال إي فقد اعتدى
صبوا الدموعَ لفقده لا تبخلوا
أسفي عليه حسرة طول المدى
يا مصر هل بُلِّغتِ ما قد نابنا
بملاذنا بحر العلوم بحرِ النَّدى
الشيخ عبدالقادر القصابُ من
قد كان أزهرك الزهير مُشِيَّدا
عشرين عاماً مع ثمان قد قضى
فيه إلى أن صار شيخاً مفردا
في الزهد والعلم الشريف وفي التقى
ولكل طاغ من غوايته هدى
قد جاءه أمر الإله وحَلَّهُ
فرآه منتظراً له متجردا
فرحاً بِلقيا الله جل جلاله
وَلِكَي يرى روحَ الوجودِ محمدا
وصحابه فهم لأجل قدومه
لبسوا الحريرَ وقد تحلوا عسجدا
يا مصرُ عَزَّي أهلك ومريهمو
أن يلبسوا ثوب الحداد مؤبِّدا
يا شام هل شامت بلادك مثله
جوداً وزهداً وإماماً مقتدى
كلاّ فذاك هو الوحيد بعصره
وبغابر أو مقبل لن يوجدا
يا شام هل نتجت بلادك مثله
جوداً وزهداً وإماماً مقتدا
يا شام هل شامت بلادك مثله
لا والذي خلق السماء وأوجدا
حلف الزمان ليأتين بمثله
حنث الزمانوقال زوراً واعتدى
الشؤم بعد أبي المعالي حل في
أنحاء سوريا الزمان ووطدا
قد كان والله تقياً صالحاً
قد كان قواماً إذا الليل هدا
قد كان صَوّاماً لغاب وقته
قد كان في الشرع الشريف مقيدا
تالهل إن مصابنا بجنابه
كمصاب خير المرسلين محمدا
طاشت لهُ لبُّ الرجال فبعضهم
خرس وبعضهمو له قد أقعدا
تالله إن مصابه لوحلَّ في
رضوى لدك بسرعة وتبددا
إذ أنه نجى البلاد وأهلها
من ظلمة الجهل المضل وأنجدا
حتى بنور العلم صاروا كلهم
طوبى له ولمن به منا اقتدى
فهو الذي تبع الرسول بقوله
وبفعله وبخلقه فتسودا
لا يختشي في الله لومة لائم
قد كان عن هذر مخل مبعدا
يا ربنا بمحمد وبآله
وصحابه والتابعين أولي الندى
أدعوك تنزل غيث رحمتك التي
فيها غمرت ذو المعاصي والهدى
في قبر عبدالقادر القصاب من
في جنة الفردوس صار مخلدا
فعليه ما هب الصبا ونسيمه
من ربنا الرضوان يأتي سرمدا
واغفر لناظمها الحقير ذنوبه
ابن الرفاعي من يسمى أحمدا
ولوالديه وكل من يدعو له
بالخير ثم أحبه وتوددا
ولناظرٍ فيها وعيباً إن يجد
يغضي وإن خللاً يسدد ما بدا
ثم الصلاة على النبي وآله
والصحب والأتباع ينبوع الهدى
إن رمتم يوم الوفاة مؤرخاً
لله عفّ معظما وممجدا
إن رمتم يوم الوفاة مؤرخاً
غاب النسي أو المعالي المقتدى
عبدالقادر القصاب
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الاثنين 2014/02/10 11:45:30 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com