عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > عبدالغني الجميل > أيذهبُ عمري هكذا بين معشر

العراق

مشاهدة
731

إعجاب
8

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

ادخل الكود التالي:
إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أيذهبُ عمري هكذا بين معشر

أيذهبُ عمري هكذا بين معشر
مجالسهم عافَ الكريم حُلُولها
وأبقى وحيداً لا أرى ذا مودَّة
من النَّاس لا عاش الزَّمان ملولُها
وكيفَ أرى بغداد للحرّ منزلا
إذا كانَ مفريَّ الأديم نزيلها
ويسطو على آسادها ابنُ عرسها
ويرقى على هام السماك ضئيلها
فما منزل فيه الهوان بمنزل
وفي الأرض للحرِّ الكريم بديلها
فلَلْموتُ خيرٌ أن أُقيمَ ببلدة
يفوق بها الصيد الكرام ذليلها
وأصعب ما ألقى رئاسة ناقص
مساويه إن عُدَّت كثيرٌ قليلها
وما سادَ في أرض العراقين ماجد
من النَّاس إلاَّ فَدْمُها ورذيلها
فسر عن بلادٍ طوّحت لا ترى بها
مقيل كريم للعثار مقيلها
بها الجود مذمومٌ بها الحرّ مهملُ
بها الشّحّ محمودٌ فهل لي بديلها
ألا يا شقيق النفس عندي صحائفُ
لقومٍ لئامٍ هل لديك قبولها
سأنشرها والهندوانيّ شاهدي
وأذكرها والسمهريُّ وكيلها
ولي كلمات فيه تصدعُ الحصا
إذا حكّموا العضب اليماني أقولها
عفا الله عنِّي كم أجوب مهامها
من الأرض يستفّ التُّراب دليلها
لعلِّي أُلاقي عصبةً عبشميَّةً
فروع مناجيبٍ كرام أُصولها
ينم بهم مجد رفيع ومنطق
وينبي عن الخيل العتاق صهيلها
متى يلثم اللبات رمحي وترتوي
سيوفٌ بأَعناق اللئام صليلها
وحولي رجال من معدٍّ ويعرب
مصاليت للحرب العوان قبيلها
إذا أوقدوا للحرب ناراً تأجَّجت
مجامرها والبيض تدمى نصولها
وبالسُّمر تحني البيض شبَّان حيِّهم
وبالبيض تحمي السُّمر قسراً كهولها
يهشون للعافي إذا ضاقَ رحبهم
وجوهاً كأسياف يضيء صقيلها
إلى خندقٍ ينمى علاهم إذا دُعوا
ومن خير أقيالٍ إذا عُدَّ قيلها
وما العزّ إلاَّ في بيوتٍ تلفّها
عذارى وأبكارُ المطيّ حمولها
تحفّ بها من آل وائل غِلْمَةٌ
لهم صولة في الحربِ عال تليلها
إلى الله أشكو عصبة قد تواطأت
على دَخَنٍ بغياً فضَلَّت عقولها
ألا غيرةٌ تقضي المنازل حقَّها
وتوقظ وسنان التراب خيولها
عليها رجال من نزارٍ وعامر
مطاعين في الهيجا كريم قتيلها
كفى حزناً أنَّا نعنى ركابنا
إلى معشرٍ من جيل يافث جيلها
إذا كانت العلياء حشو مسامعي
يريني المعالي سفحها وطلولها
فترجع حَسْرى ظلّعاً شفَّها الظَّما
فيا ليتها ضَلَّتْ وساءَ سبيلها
فلا ألوي للأَنذال جيدي ومعشري
بهاليل مستن المنايا نزولها
رعى الله نفسي لم ترد مورد القذى
وتصدى وفي ظلِّ الهجير ظليلها
ومن رام مجداً دونه جرع الرَّدى
شكته الفيافي وعرها وسهولها
وما المجد إلاَّ دولة ورجالها
أُسودُ الوغى والسمهريَّة غيلها
إذا أَبْرَقَتْ في السّفح صوب الغنائم
وشاقَ لعينِ الناظرين همولها
متى سمعت أُذناك منِّي رواعدا
تصوب عَزاليها وتهمي سيولها
فكم مرَّة في بعدها واقترابها
تشافت من الأرض الجراز محولها
سقى كلَّ أرضٍ صوبها فوق حدِّها
ورواحها عقبى النسيم بليلها
على أنَّها مع قربها من مزارها
تلوحُ لعيني في البعاد تلولها
ولم يستمع فيها عذولاً ولائما
إذا كانت الورقاء فيه عذولها
يذرّ عليه بالسنا ضوء شارق
كما ذرَّه مصباحها وفتيلها
وحلَّ سوادٌ في مكان ضيائها
وما أُعْطِيَتْ عند التوسُّل سولها
وما النفس إلاَّ فطرة جوهريَّة
يروق لديها بالفعال جميلها
إذا المرء لم يجعل حلاها تحلّما
فقد خابَ مسعاها وضلَّ مقيلها
وأحسن أخلاق الرجال عقولها
وأحسن أنواع النياق فحولها
وهل يقبل الإِنسان نقصاً لذاته
إذا كانَ أنوار الرجال عقولها
فكم أثْمَرَتْ بالمجد أغصانُ أنفسِ
إذا ما زكت أعراقها وأُصولها
ويوحشني من بالرَّصافة قوّضوا
ولي عبرات في الديار أجيلها
ومن نكد الأيام أَنْ يُحرَمَ الغنى
كريمٌ ويحظى بالثراء بخيلها
تَحِنُّ إلى أرض العراق ركائبي
وصحبي بأرض الشام طابَ مقيلها
وأخَّرني عن جلّق وربوعها
علائق قد أعيا البخاتي حمولها
وعاوَدَني ذكرى دمشق وأهلها
بكاء حمامات شجاني هديلها
تردِّد ألحاناً كأَنَّ الَّذي بها
من الوجد ما بي والدموع أُذيلها
لئن بلَّغتني رمل يبرين ناقتي
عليَّ حرام ظهرها ومشيلها
وكم لي على جيرون وقفة حائر
له عبرات أغْرَقَتْهُ سيولها
وكم باسقاتٍ بالرّصافة أقعدت
على عجزها حيث استطال فسيلها
لحى اللهُ دنياً نالها أحقرُ الورى
وتاهَ على القومِ الكرام فسولها
سأحمل أعباء الخطوب وإنَّني
لأنتظر العقبى وربِّي كفيلها
عبدالغني الجميل
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الاثنين 2014/02/10 02:52:15 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم 2024
info@poetsgate.com