إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|
لو سئل الخوف أيعرفني |
لتكلم مختالاً عني |
وأقرّ بأن ملامحه قد أخذت صورتها مني |
وتفنن في تصوير تفاصيلي وحكايا آلامي |
ولقال هي الوجه الثاني مني هي جذوة إلهامي |
أعرفها منذ أتت للعالم في حضني |
في المهد الناضح حزناً في ذاك الركن |
لو سئل أقاسمَ أمسي لهو الأطفالِ؟ |
لافتتح دفاتر ذاكرتي واتكأ يثرثر عن حالي |
ويقول على رجع الذكرى في أوصالي: |
كم كنت أنام على خصلات ظفائرها |
أنثر أحلامي في طيات خواطرها |
وقبعت لها بالأبوابِ |
في الظل وتحت الأعتابِ |
وظللت أقاسمها الحلوى |
وأمد ظلالي كي تتعثر بالشكوى |
كي أجعل ذاك القلب لأشباحي مأوى |
كم كنت أقلد صبح براءتها عقدي |
أرسل أطيافي ترسم أخيلة الوأد |
أشحذ سكيني فوق بياض أناملها |
أنثر أحداقي بين مروج سنابلها |
كم بت أقص لعينيها ثوب الليلِ |
وكم ارتحت على جفنيها آماداً تنذر بالويل |
وتقمصت الأرواح لها في الطرقاتِ |
وتراقصت على شرفتها عبر ترانيم الأمواتِ |
وضحكت كثيرا من رعشة شفتيها بين الكلماتِ |
أتذكر كم عبأت كؤوسي من دمها |
وسكبت رؤاي على فمها |
صفقت لألحاني وصداها يملأ كل عوالمها |
وسكنت سنين أمانيها |
من غدها حتى ماضيها |
أحكمت عليها أصفادي |
تابعت تلاوة أورادي |
ودققت لها من حيث اتجهت أودتادي |
كم كنت أراها خلف قناع الزيف تصارع بشجاعة |
لتصد سهامي عن قلبٍ في الظل يداري أوجاعه |
يعصيني ثانية ويواليني ساعة |
أعرفها مذ نبذوها في منفى الظلمِ |
مذ ظنت أن تنفسها في الدنيا من أعتى الجرمِ |
منذ امتزجت بي ومضينا كي نحيي ميلاد اليتمِ |