إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|
وتفحمَ أملٌ عربيٌ آخرُ بلهيب السلطانِ |
واحتفل الشام يشيّعه وأقيمَ له عرسٌ ثانِ |
ومضى شعبٌ في جثمانِ |
ماذا يبقى حين تزغرد ألسنة النار على ذعر نساءِ |
والأرض تمد ذراعيها ترسل أرواح الشرفاءِ |
والصمت يصب قذائفه في الأرجاءِ |
ماذا يبقى حين نحارب بالأطفالِ |
ونقدمهم للموت لأجل التمثالِ |
ونسوق الرحمة قربانا مصلوباً في نعش رجالِ |
ماذا يبقى حين يلوك الوالد أكباد الأبناءِ |
ويخون الرأس الجسد بعلم الأعضاءِ |
يسقط سهواً صوت النخبة والكبراءِ |
وتضج الدنيا من خطب يتأنق فيها التوبيخُ |
فالأقلام تهمهمُ والأوراق تشيخُ |
ويصير الوطن بمن يحوي درساً يحفظه التاريخُ |
ماذا يبقى في حنجرة الأيام سوى بضع حروفِ |
فتردد صرخة ملهوفِ |
ليس لها إلاها في محن وصروفِ |
هي صرخة يا ربِ فليس لبلوانا إلا: يا ربِ |
يا ربِ رماد مختلط برؤى شعبِ |
حربٌ والخصم تجرد من أدب الحربِ |
وسماءٌ تتساقط من فزع أشلاءَ |
وتقبّلُ جثث أحبتها وتتمتم قهراً ورجاءَ |
رحماك فقد صبّحنا الموت ومسّانا |
أدركْنا بالنصر الآنا |
أدركنا فالشام بقبضة شيطان ينصر شيطانا |
ويقدم مَن يملك من خلقك قربانا |
والذل يذيب بقايانا |
رحماك فتاريخ العزة جرح يحفر في أعظمنا |
قهر يترسب في دمنا |
موت الأحياء يداهمنا |
وحياة الموتى تلهمنا |
يا ربِ ارحمْ شعباً في قبضة مذعورِ |
وديارَ هدىً ما عاد بها إلا خبرٌ عن مقتول أو مأسورِ |
وقلوباً لا تملك إلا أن تصطفَ مع الجمهورِ |