يَاْ حَبِيْبَاً حَدِيْثُهُ كَاْلمَسَاءِ
|
إِنْ غَشَانِيْ لَمْلَمْتُهُ فِيْ كِسَائِيْ
|
وَرِقِيْقَاً مُعَطَّرَاً مِنْ نُجُوْمٍ
|
وَعِفِيْفَاً مُعَرَّجَاً فِيْ سَنَاْءِ
|
إِنْ تَغَنَّىْ يَعْشَوْشِبُ الصُّبْحُ عِنْدِيْ
|
أَوْ تَأَذَّىْ بَكَىْ عَلَيْهِ مَسَاْئِيْ
|
أَوْ رَمَيْتُ عَلَىْ السَّحَابِ شُجُوْنِيْ
|
لَاشْرَأَبَّتْ عُيُونُهُ فِيْ البُكاْءِ
|
أَوْ نَضَحْتُ عَلَىْ التِّلالِ هُمُوْمِيْ
|
لَأَتَاْنِيْ مُسْتَغْفِرَاً لِعَنَاْئِيْ
|
أَوْ ضَمَمْتُ عُيُوْنَهُ فَوْقَ عَيْنِيْ
|
لاسْتَفَاقَتْ أَشْوَاقُهُ مِنْ غِطَائِيْ
|
أَو وُقِدْتُ فَنَارُهُ مِلْءَ جَمْرِيْ
|
أَوْ طُفِيْتُ رَمَاْدُهُ فِيْ انْطِفَاْئِيْ
|
كَمْ مَشَيْتُ عَلَىْ الدُّرُوْبِ وَحِيْدَاً
|
مَاْ عَرَفْتُ سِوَىْ هَوَاْكَ عَزَاْئِيْ
|
يَا حَمِيْمَاً صَبَاحُهُ مِلْءَ وَجْهِيْ
|
وَنَدِيْمَاً كُؤُوسُهُ منِْ ذُكَاْءِ
|
كَمْ حَجَزْتُ مِنَ السَّحَابِ مُتُوْنَاً
|
وَرَمَيتُ عَلَىْ البُرُوقِ رِدَاْئِيْ
|
وَانْطَوَيْتُ مِنَ الْبَرِيْقِ بِثَوْبِيْ
|
فَلَقَاْنِيْ شِهَاْبُهُ فِيْ انْطِوَائِيْ
|
وَاحْتَضَنْتُ مَعَاشِبَ الْحُبِّ فِيْهِ
|
كَنَبِيٍّ هُدُوْؤُهُ مِنْ حِرَاءِ
|
وَدَحَانَا مِنْ شَوْقِنَاْ إِعْتِنَاْءٌ
|
يَسْتَبِدُّ عَنَادُهُ فِيْ رِدَاْئِيْ
|
فَحِبِيْبِيْ مُسْتَعْمِرَاً خَفْقَ صَدْرِيْ
|
إِنْ هَرَبْتُ يَفِزُّ لِيْ فِيْ دِمَاْئِيْ
|
إِنْ صَمَتُّ عَلَىْ الوُجُوْمِ تَهَاْدَىْ
|
أَوْ نَبَسْتُ يَجِيءُ لِيْ فِيْ نِدَاْئِيْ
|
مُسْتَرِيْحَاً نَعْمَآؤُهُ فِيْ رَبِيْعٍ
|
إنْ أَتَانِيْ فِيْ صَيْفِهِ أَوْ شِتَائِيْ
|
إِنْ سَرَحْتُ إِلَىْ هُنَاكَ .. أمَاْمِيْ
|
أَوْ بَرَحْتُ إِلَى الوَرَاءِ .. وَرَاْئِيْ
|
أًوْ مَدَدْتُ إِلَىْ هُنَاكَ يَمِيْنِيْ
|
أَوْ يَسَارِيْ لَفَيْتُهُ بِإِزَاْئِيْ
|
بَينَ نَبْضِيْ سَمِعْتُهُ بَينَ نَبْضِيْ
|
وَبِطَرْفِيْ إِطْرَاْقُهُ فِيْ رَنَائِيْ
|
يَا رَفِيْفَاً أَشْجَارُهُ فيْ عُرُوْقِيْ
|
وَوَرِيْفَاً أَنًْدَاْؤُهُ فِيْ رَوَاْءِ
|
إِنْ سَكَبْتُ عَلَىْ الصَّبَاْحِ شُجُوْنِيْ
|
تَسْتَقِيْنِيْ عُيُوْنُهُ فِيْ العِشَاْءِ
|
لَيْسَ إِلا عَلَىْ جَوَايَ هَوَاْئِيْ
|
لِحَيَاتِيْ عَلَىْ الحَيَاةِ وَمَائِيْ
|
وَبِرُوْحِيْ أَقَمْتُهُ كُنْهَ رُوحِيْ
|
قِيْلَ إِنْكَهْ . أَخَمْرَةٌ؟ بَلْ شِفَائِيْ
|
كَمْ عَصَرْتُ مَنَ الْجَمَالِ نشُوْرِيْ
|
وَبَعَثْتُ مِنَ الفُتُوْنِ بَقَاْئِيْ
|
وَتَرَكْتُ مَعَ الْحَمَامِ خِطَاْبِيْ
|
وَفَرَشَتُ عَلَىْ الرِّيَاْحِ لِوَاْئِيْ
|
وَنَذَرْتُ عِلَىْ الشِّعَاْبِ جُفُوْنِيْ
|
وَرَهْنْتُ مُنَىْ الشَّبَاْبِ وَلائِيْ
|
يَاْ حَبِيْبِيْ وَهَبْتَنِيْ كُلَّ صَبْرِيْ
|
أَنْتَ رُوْحِيْ وَرَاْحَتِيْ وَثًرَاْئِيْ
|
فَكَفَاْنِيْ مُسْتَغْرِقَاً لِفُؤَادِيْ
|
وَوِدَاْدِيْ .. فَفِيْ رِثَاْهُ رِثَاْئِيْ
|
مَاْ وَجَدْتُ سِوَىْ زَكَاةِ سِنِيْنِيْ
|
زَاْكِيَاْتٍ كَفَرْحَةِ الأَنْبِيَاْءِ
|