إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|
الأكوان ثابتة بإثباته .. وممحوة بأحدية ذاته |
............... |
لا حظّ للريحان منك إلا غربته |
ولا لسراج الدير إلا تفانيه |
الهدهد البَكّاء فوق السنط لم يزل |
يُعبِّد الروح لهجرة الحسرات |
كأنه لم يفقد يوما حبيبة |
كأنه لم يمت بلحاظها |
ولم ينشر على البيد هجير خصلتها |
لم يصغِ كالملعون |
لحكايا الأمهات عن الخلود |
أنشودة الراعي الحزين |
عبق البخور بين روحين |
تحنّثَا بالحب |
للعشق سرٌّ في تجاعيد العجائز |
وملامح الأشجار حين تشيب |
دمع البغيّ |
حين تقنط من حنان السماء |
صوت نعال الغريب في الصحراء |
في نظرة البدوية التي تعشقه |
مودّعةً |
من وراء حجاب |
سهد الخدود |
وحمرة الوجنات عند الصبايا |
طعم الحضن |
أنّة الروح الكتومة في |
قُبلة وهّجَت شفتين |
صوت النايات الآتي من بُعدٍ |
للسجين |
في دمعة المقتول نجوى |
يستجدي وصال الله |
وفي الصلاة |
وفي روح الفتاة |
حين تقول أوّلَ مرّةٍ لصبي |
أحبك |
فلماذا يا ريحان تكرهني |
وقد قُدّت بين الطيور ملامحي |
أنا الذي هرطقت بالعشق في وجه المعابد |
وأبحت روحي موطنا للبغايا التائبات |
ومنحت على قلبي الضرير لهن |
ما تبقى فيّ من ضياء |
ولست أملك للبيوت من قوتٍ |
غير الحنان |
ولا لنحل البوادي إلا عريشة الشجن |
بلادي وإن ضنّت فؤاد حبيبتي |
لم افطم الشمس يوما عن دفء حسرتها |
ولم أوحِ للغزلان عشق فرارها |
أفتش النوّار عنها .. |
همسَ العناقيد سرّا في السَحَر |
حزنَ البنفسج |
رائحة الليمون المهاجر خلف المدن |
شهق القطاة .. عند احتضان السهم |
يا حبة التوت إلام تحترقين فوق الغصن |
تتأملين شفاهها |
تتروحنين بطعمها اللذاع |
فينجلد الربيع تولُّها برضابها الحَنّان |
والبحر كالمجذوب |
لما رآها خلف نافذةٍ |
هَجَر المراكب |
ومضى في أرض الله يهذي بالغرام |
صُبّي على النار من صهباء وجنتك |
لتذوق وجد العاشقين |
وخبئيني من نُذُرِ العذاب في ملامحك |
لأنام كالعنز الرضيع |
في حضن بدوية |
ليعصف بالرياح مِسْك الضفائر |
وأتيه فيها كالأيل المشرد في السهوب |
لأوحد شمس عينيك |
كالتين في الصحراء .. |
ونادي عليّ من بعد موتي |
ليظَلّ صوتك مؤنسا لفنائي |
وإن كنت لا أعرف يا مهجتي |
هل سأُنسَخُ هُدهدًا |
يبكيك على شجرة |
أم أنني .. |
لن أستطيع الرد . |