إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|
إنما وسعك الكون من حيث جسمانيتك |
ولم يسعك من حيث ثبوت روحانيتك |
............... |
أربعون عاما من التيه |
من بعد يارا |
لا صوت يعلو على جبل |
سوى صوتها المخملي |
ولا تَجلّ لنار إلا ملامحها |
حيث لا مُهر يطوي باديةً |
ولا يمام يعبر فوق القوافل |
أطارد وجهي البري |
في لهب المرايا |
أرمق السمان المهاجر ألف مرة |
دون أن أجرؤ على مبادلته المحبة |
وأبحث عن قبائل أبيدت في دمي |
أهرول كالغراب العجوز |
خلف جنائز أصدقائي |
منكس الرأس من دون أن ابكي |
أنادي كالهدهد المذبوح |
على صفصاف أيامهم |
من دون أن يجيبوا |
أفر من الموت إلى قلب يارا |
ملعونا في حنوط المحاريب |
مطاردا في كل ترنيمة |
لا طير يأوي إلى جبلي |
ولا بجبيني طُعْم للشجر |
أتنقل كالضفدع في قلوب الرُّحّل |
أبكي أمام البحر |
كأنه لم يكن عدوي |
وأحجم عن زيارة القبور |
كأننا لم نكن رفاقا |
أنا الحقيقة العمياء يا يارا |
وجع النخيل وكفره بالمدى |
جرح الأراغين في جسد |
الصبيّة |
رجف الفريسة في العراء |
كمد الوتد للانتظار |
العشق موجع .. |
يا إبل القوافل الراحلة |
يا يمام الطواحين |
يا نهود الأرامل المنسية |
في بلاد الحنين |
يا جسد الحبيبة الكهرمان |
حين يستبيه |
من لم يرتل يوما مزامير هدبيها |
من لم يمت مليون مرة |
بين السماء .. |
ورضابها المتمرد .. الإنسان |
بيني وبينها توهجت أمم |
ثم انضوت .. وانطوت |
ودُكّ ألف جبل بقلبي |
حين تجلّت على قلبي يوما |
بالحنان . |