عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > مصر > أشرف الجمال > لا أحد يسمع صوت الهداهد

مصر

مشاهدة
715

إعجاب
8

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

ادخل الكود التالي:
إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

لا أحد يسمع صوت الهداهد

كل شيء الآن قد تبدّل
الأشجار العتيقة
لم تعد تتبجح بحكمتها
والشمس لا تثير فينا شهوة الغصون
عشاق ما تركوا أحداقهم هنا
وماتوا
وعظام منسية
لم تحاول يوما أن تكون ظباء
رمادٌ هَجَره الصيادون خلف ظهورهم
وسفاد حكايات بلا معنى
وأساطير يغزلها النخيل
ربما ليتغلب على الموت
أو النسيان
لا أحد يسمع صوت الهداهد
في الأزمنة الخوالي
خشخشة الأوراق الجافة
تحت الهجير
لم يبق سوى بقايا جِرارٍ مكسورة
زحْف السحالي خلسة
لتلقم اليرقات
وحمحمةٌ خاطفةٌ
لخيول عبرت الروح
كالبرق
من دون أن ألمحها
وثغاء أغنام آت من مجرة أخرى
ولبلاب
يقاوم وحدة الأرواح
وما عُدتُ أفهم
كيف تقتات الشمس وجْد سنبلة
في حنّاء النساء
ومتى تَعلّم القتلى رؤية المراعي
في عيونهن
كيف اجتازت الظباء
ألحانهن المليئة بالشجن
وتركت في روحي وقْع حوافرها
وكيف رغم الدم نقشن على لحمي
استغاثة الأظافر
ووشم الإدانة
أنا لم أكن قاتلا
لكنّ صراخ الحليب
أوحى إليّ بالفرار
من دون أن أنظر ورائي
لأودع البلاد الرحيبة
التي ترامت بين نهودهن
أو أبني مدينة
في هديل قطاة
عابرا آلاف الأشباح في غصون سدرة
بقلب مثقل بالخطايا
مجروحا كلغم انفجر بين حبيبين
كجبل فقد القدرة على التأمل
معتقا برائحة الريحان
التي سحلت ذكرياتي
وعلاقة محرمة
مع امرأة تكبرني بألف سنة
في مدينة مليئة بالفراشات
تشعل الشموع في معابد طِيبةَ
وتكنس الأحزان بمقلتين
لبلبل غرد على صليب
في بركة من الدم
وأشجار تفرد شعرها وتنام
دون ازدراء لشهوتها
كيف عبر المصريون
هذه الصحراء الشاسعة
بأعناق مقطوعة
ابتهاجا بديانة جديدة
ويمامة مجروحة
حطّت على كتف مئذنة
وليس بالمقدور اقتفاء الدم
الذي سقط من فم العصفور
أو توديع ميّت
تَلهّى بمغزل تحت شجرة
وكلب رابض يغطّ في نومه
في انتظار قافلة
تبشر بالخلاص
ومن قلب الصخر
حنين أعمى ربما إليك
ملهما كنجم يبرق في مدارك
وبائسا كالدودة تحت الحجر
من أين يبدأ
من حقول سمواتك البعيدة
أم من أرضك التي بجسدي
أم من حسرة الكهرمان
لمقتولين باسمك
أنا الذي شاهدتك في صهيل القرنفل
تلمع كدمعة في عيون عاشق
وتتسلل كالأسماك إلى شقوق روحي
لا سقم للريح يهبني أُنس المرض
ولا شجون تمنحني سُهد السنديان
لكنني آمنت بالحب والموت معا
كحطّابٍ مهاجرٍ بلا عودة
ولم يكن بمخلاتي..
كتابٌ مقدّس .
أشرف الجمال

من ديوان ( كذلك رددناك إلى قلبك )
بواسطة: أشرف الجمال
التعديل بواسطة: أشرف الجمال
الإضافة: السبت 2014/02/08 03:31:57 صباحاً
التعديل: الأحد 2014/02/09 01:38:04 صباحاً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم 2024
info@poetsgate.com