إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|
كل شيء الآن قد تبدّل |
الأشجار العتيقة |
لم تعد تتبجح بحكمتها |
والشمس لا تثير فينا شهوة الغصون |
عشاق ما تركوا أحداقهم هنا |
وماتوا |
وعظام منسية |
لم تحاول يوما أن تكون ظباء |
رمادٌ هَجَره الصيادون خلف ظهورهم |
وسفاد حكايات بلا معنى |
وأساطير يغزلها النخيل |
ربما ليتغلب على الموت |
أو النسيان |
لا أحد يسمع صوت الهداهد |
في الأزمنة الخوالي |
خشخشة الأوراق الجافة |
تحت الهجير |
لم يبق سوى بقايا جِرارٍ مكسورة |
زحْف السحالي خلسة |
لتلقم اليرقات |
وحمحمةٌ خاطفةٌ |
لخيول عبرت الروح |
كالبرق |
من دون أن ألمحها |
وثغاء أغنام آت من مجرة أخرى |
ولبلاب |
يقاوم وحدة الأرواح |
وما عُدتُ أفهم |
كيف تقتات الشمس وجْد سنبلة |
في حنّاء النساء |
ومتى تَعلّم القتلى رؤية المراعي |
في عيونهن |
كيف اجتازت الظباء |
ألحانهن المليئة بالشجن |
وتركت في روحي وقْع حوافرها |
وكيف رغم الدم نقشن على لحمي |
استغاثة الأظافر |
ووشم الإدانة |
أنا لم أكن قاتلا |
لكنّ صراخ الحليب |
أوحى إليّ بالفرار |
من دون أن أنظر ورائي |
لأودع البلاد الرحيبة |
التي ترامت بين نهودهن |
أو أبني مدينة |
في هديل قطاة |
عابرا آلاف الأشباح في غصون سدرة |
بقلب مثقل بالخطايا |
مجروحا كلغم انفجر بين حبيبين |
كجبل فقد القدرة على التأمل |
معتقا برائحة الريحان |
التي سحلت ذكرياتي |
وعلاقة محرمة |
مع امرأة تكبرني بألف سنة |
في مدينة مليئة بالفراشات |
تشعل الشموع في معابد طِيبةَ |
وتكنس الأحزان بمقلتين |
لبلبل غرد على صليب |
في بركة من الدم |
وأشجار تفرد شعرها وتنام |
دون ازدراء لشهوتها |
كيف عبر المصريون |
هذه الصحراء الشاسعة |
بأعناق مقطوعة |
ابتهاجا بديانة جديدة |
ويمامة مجروحة |
حطّت على كتف مئذنة |
وليس بالمقدور اقتفاء الدم |
الذي سقط من فم العصفور |
أو توديع ميّت |
تَلهّى بمغزل تحت شجرة |
وكلب رابض يغطّ في نومه |
في انتظار قافلة |
تبشر بالخلاص |
ومن قلب الصخر |
حنين أعمى ربما إليك |
ملهما كنجم يبرق في مدارك |
وبائسا كالدودة تحت الحجر |
من أين يبدأ |
من حقول سمواتك البعيدة |
أم من أرضك التي بجسدي |
أم من حسرة الكهرمان |
لمقتولين باسمك |
أنا الذي شاهدتك في صهيل القرنفل |
تلمع كدمعة في عيون عاشق |
وتتسلل كالأسماك إلى شقوق روحي |
لا سقم للريح يهبني أُنس المرض |
ولا شجون تمنحني سُهد السنديان |
لكنني آمنت بالحب والموت معا |
كحطّابٍ مهاجرٍ بلا عودة |
ولم يكن بمخلاتي.. |
كتابٌ مقدّس . |