أَيُّها الرَّاقِدُ ذا اللَّيلَ التَّمَام | |
|
| قُم بِجِدٍّ فَالليالِي فِي انصِرام |
|
وَتَقَرَّب بِصَلاةٍ وَصِيام | |
|
| وابتَهِل لِلَّهِ في جُنحِ الظَّلام |
|
فَعَسَى تَلحَقُ بِالقَومِ الكِرَام
|
أَيُّها الرَّاقِدُ ذا اللَّيلُ الطَّويل | |
|
| لَيسَ في الدُّنيا مَقامٌ يا نَبِيل |
|
ضُرِبَت واللَّهِ أَبواقُ الرَّحيل | |
|
| وَسَرَى الرَّكبُ بِوَخدٍ وَذَمِيل |
|
يَتَبارونَ إِلى دارِ السَّلام
|
أَيُّها الرَّاقِدُ كَم هَذا الهُجُود | |
|
| ما تَرَى القَومَ استَعَدُّوا لِلوُفُود |
|
بِقِيامٍ ورُكُوعٍ وَسُجُود | |
|
| وَخُشُوعٍ وَخُضُوعٍ لِلوَدُود |
|
وَدُموعٍ تَتَجارَى كالغَمام
|
مِنهُمُ مَن مَلَّكَ الشَّوقَ الزِّماما | |
|
| وَفنِي في اللَّهِ حُبّاً وَغَراما |
|
وَبِشَرطِ الوَصلِ يَستَحلِي الحِمَاما | |
|
| كُلَّما ذاقَ مِنَ التَّقرِيبِ جاما |
|
زادَ شَوقاً وَلِفَرطِ السُّكرِ هام
|
أَيُّها الرَّاقِدُ كَم هَذا الكَرَى | |
|
| إِنَّ أَهلَ اللَّهِ جَدُّوا في السُّرى |
|
طلَّقُوا الدُّنيا وَمَرُّوا زُمَرا | |
|
| أَفَتَرضَى أَنتَ أَن تَبقَى وَرا |
|
فاستَعِن بِاللَّهِ وانهَض باهتِمام
|
أَيُّها الرَّاقِدُ كَم هَذا الرُّقاد | |
|
| قُم بإِخلاصٍ وَجِدٍّ واجتِهاد |
|
وَتَزَوَّد فالتُّقَى أَفضَلُ زَاد | |
|
| إِنَّ أَهلَ الجِدِّ فازُوا بِالمُراد |
|
مَن يُطِع مَولاهُ يَظفَر بِالمَرام
|
كَيفَ يَهنَى بِمَنامٍ وَسُبات | |
|
| عالِمٌ أَن سَوفَ يَلقَى السَّكَرات |
|
وَيَذوقَ المُرَّ مِن كاسِ المَمات | |
|
| رَبِّ وَفِّقنا وَأَيِّد بِالثَّبات |
|
عِندَما نَجرَعُ كاساتِ الحِمَام
|
إِنَّما الدُّنيا مَتَاعٌ وَغُرُور | |
|
| كُلُّنا فِيها عَلى وَشكِ العُبُور |
|
لا تَغُرَّنَّكَ هاتِيكَ القُصُور | |
|
| كُلُّ مَن فيها سَيَمضِي لِلقُبُور |
|
مُلصِقاً بالرَّغمِ خَدّاً لِلرَّغام
|
آهِ مِن ذِكرِ البِلَى ما أَوجَعَه | |
|
| آهِ مِن داعِ النَّوى ما أَسمَعَه |
|
آهِ مِن هَولِ اللِّقا ما أَفظَعَه | |
|
| آهِ مِن كاسِ الرَّدى ما أَبشَعَه |
|
رب ثَبِّتنا لَدى ذاكَ المَقام
|