لَطائِفُ الأُنسِ في طَيِّ المَقادِيرِ | |
|
| فاغنَم إِذا لاحَ مِنها وَجهُ تَيسيرِ |
|
فَإِن رأَيتَ ثِمارَ الوَصلِ دانِيَةً | |
|
| فَلا أَراكَ أَخا عَجزٍ وَتَقصيرِ |
|
ما أَمكَنَت فُرصَةُ الإِمكانِ ذا أَرَبٍ | |
|
| فَمالَ عَنها لِتَسويفٍ وَتأخِيرِ |
|
يا حَبَّذا لَيلَةٌ جادَ الزَّمانُ بِها | |
|
| حَسِبتنِي نِلتُ فيها مُلكَ سابُورِ |
|
الأُنسُ يَبسَمُ في أَرجائِها طَرَباً | |
|
| وَالسَّعدُ يَهتِفُ فيها بالتَّباشيرِ |
|
حَيثُ اجتَمَعنا بِمَن تَذكارُ وَصلِهِمُ | |
|
| أَشهَى لَنا مِن وِصالِ الخُرَّدِ الحُورِ |
|
هُمُ البحورُ نَدىً بَل والبدُورُ عُلاً | |
|
| بل وَالصُّدورُ بتَورِيدٍ وَتَصديرِ |
|
رَقَّت شَمائِلُهُم طابَت أَوائِلُهُم | |
|
| صَفَت مَناهِلُهُم عَن وَصفِ تَكدِيرِ |
|
مِن كُلِّ مُنتَدَبٍ بِالمجدِ مُكتَفِلٍ | |
|
| وَكُلِّ أَروَعَ وارِي الزَّندِ شِميِّرِ |
|
لَو شِئتُ مَدحَهُمُ أَملَت فَضائِلُهُم | |
|
| عَلَيَّ ما لَم يَكُن يَوماً بِمَحصُورِ |
|
داعٍ مِنَ الرُّشدِ أَمسَى هاتِفاً بِهِمُ | |
|
| إِلى بِساطٍ مِن اللذَّاتِ مَنشُورِ |
|
راحُوا مُلَبِّين في الآثارِ دعوَتهُ | |
|
| إِلى جَناب رفيعِ الشَأنِ مَشهُورِ |
|
بَينَ الفِدا وَعَجِيباتٍ نُدَاوِلُها | |
|
| مَلاعِبٌ غابَ عَنها شاهِدُ الزُّورِ |
|
أَكرِم بِها لَيلَةً ما كانَ أَجدَرَها | |
|
| مِنّي بِذكرٍ لِحُسنَاها وَتَسطِيرِ |
|
فَالوَصلُ مُتَّصِلٌ وَالصَّدُّ مُنفَصِلٌ | |
|
| وَالوَقتُ مُبتَسِمٌ عن ثَغرِ مَسرُورِ |
|
وَمُطرِبُ الحَيِّ يَشدُو في رَقائِقِهِ | |
|
| وَمَا الغَرِيضُ إِذا غَنَّى بِمَذكُورِ |
|
وَفِي الغُصُونِ بَقايا نَشوَةٍ عَرَضَت | |
|
| مِنَ الصَّبا إِذ رَوَت عَرفَ الأَزاهيرِ |
|
وبُلبُلُ الدَّوحِ يَتلُو مَا تُلَقِّنُهُ | |
|
| مِنَ الغَرامِ فَما صَوتُ المَزامِيرِ |
|
وَالأُفقُ طَلقٌ وَساقِينا يُدَاوِلُنا | |
|
| دَمَ اليَعافِيرِ في كاساتِ بَلُّورِ |
|
والصُّبحُ مُذ أَدرَكَتهُ غَيرَةٌ حَنِقٌ | |
|
| مِن جُنحِ لَيلٍ بِذاكَ الوَصلِ مَعمُورِ |
|
فَجاءَ مُستَعجِلاً طَلقَ العِنانِ وَقَد | |
|
| وافى بذَنبٍ لَدَينا غيرِ مغفُورِ |
|
كُنّا بِنُورِ وِصالٍ في الدُّجى فَأتَى | |
|
| بِنُورِهِ فَأَزاحَ النُّورَ بِالنُّورِ |
|
يا رَبِّ فَاجعَل لَيالِينا مُفَصَّلَةً | |
|
| بِمِثلِ لَيلَتِنا يا خَيرَ مَشكُورِ |
|