أَلا ما لِذا لا تَنتَهي عَبَراتُهُ | |
|
| وَحَتّى مَتى لا تَنقَضِي حَسَراتُهُ |
|
أَحَتمٌ عَلَيهِ في الهَوى صُحبَةُ الأَسَى | |
|
| لَعَمرُكَ هَذا ما تَوَدُّ عِداتُهُ |
|
وَيا صاحِبَي نَجوَاهُ ماذا أَهاجَهُ | |
|
| إِلَى أَن عَلَت فِي المُنتَدى زَفَراتُهُ |
|
تَرَنَّمَ شادِي الحَيِّ يا سَعدُ سُحرَةً | |
|
| فَأشجاهُ مِن شادِي الحِمَى نَغَماتُهُ |
|
وَشَبَّبَ بالحَيِّ الحُلُول وَإِنَّما | |
|
| تَطِيبُ بِذِكراهُم لَدَيهِ حيَاتُهُ |
|
وَفِي ذلكَ المغنَى حَبيبٌ تَكَفَّلَت | |
|
| لِنَفسِي بِأَشتاتِ الجَمالِ شِيَاتُهُ |
|
فَما الرَّوضُ إِلا خُلقُهُ وَحَدِيثُهُ | |
|
| وَلا الحُسنُ إِلا ما جَلَتهُ صِفَاتُهُ |
|
وَلَم يَعدُ جُنحَ اللَّيلِ وارِدُ فَرعِهِ | |
|
| وَلا الوَردَ ما قَد أَطلَعَت وَجَناتُهُ |
|
وَلَيسَ شَقِيقُ البَدرِ غيرَ جَبِينِهِ | |
|
| وَلا الدُّرُّ إِلا ما حَوَت شَفَياتُهُ |
|
وَهَل صِيغَ إِلا مِن لُجَينٍ وَعَسجَدٍ | |
|
| وَمِسكٍ أَذاعَت عَرفَهُ رَشَحاتُهُ |
|
مِنَ البِيضِ مُرتَجُّ الرَّوادِفِ أَهيَفٌ | |
|
| لِغِزلانِ حُزوَى جيدُهُ والتِفَاتُهُ |
|
تُرَنِّحُ صَهباءُ الشَّبيبَة عِطفَة | |
|
| فتحكِي لَنا بانِ الحِمى خَطرَاتُهُ |
|
وَيُذكِرُنا وَمضَ البُرُوقِ ابتِسامُهُ | |
|
| وَتُبدِي لَنا سِحرَ الهَوى لَحَظاتُهُ |
|
سَعِدتُ بِهِ والأُنسُ دانٍ جَناؤُهُ | |
|
| تُظَلِّلُنا مِن دَهرِنا غَفَلاتُهُ |
|
لَيالِيَ عاطانِي الحَبيبُ مُرَوَّقاً | |
|
| مِنَ الوَصلِ عَذباً حَبَّذا رَشَفاتُهُ |
|
وَأَيَّامَ لَم تَمشِ العَواذِلُ بَينَنا | |
|
| وَلَم تُثنِ مَن أَهواهُ عَنِّي وُشاتُهُ |
|
وَكَم مَجلِسٍ لِي في خِلالِ وِصالِهِ | |
|
| تَجِلُّ عَن التَشبيهِ مُستَحسَناتُهُ |
|
نُديرُ سُلافَ الأُنسِ آصالَ يَومِنا | |
|
| وأَشبَهُ شَيءٍ بالأَصيلِ غَداتُهُ |
|
فَيا سَعدُ مَن لِي والوُشاةُ تَعَاقَدُوا | |
|
| لِحَلِّ وِصالٍ أُحكِمَت عُقدَاتُهُ |
|
هُمُ أَولَعُوا بِالصَّدِّ وَالهَجرِ قلبَهُ | |
|
| وَجَرَّاهُمُ إِصغاؤُهُ والتِفاتُهُ |
|
فَجِيدُ الهَوى مِن حِليَةِ الوَصلِ عاطِلٌ | |
|
| وَرَبعُ التَّلاقي أَقفَرَت عَرَصَاتُهُ |
|
وَأَرضى بِهَجري مَعشَراً ما أَبَحتَهُم | |
|
| سَمَاعاً لِقَولٍ زُخرِفَت كَلِماتُهُ |
|
وَأَسمَعتُ كُلاً مِنهُمُ ما يَغِيظُهُ | |
|
| وَتُلهِبُ نيرانَ الأَسى لَفَحاتُهُ |
|
وَلم يُثننِي دَاع المَلامِ عَنِ الهَوى | |
|
| فَما لِحَبِيبِي قَد ثَنَتهُ دُعاتُهُ |
|
سَلامٌ عَلَى اللَّذَّاتِ إِن صَحَّ جِدُّهُ | |
|
| وَحُقَّ لِجِسمي أَن تَطُولَ شَكاتُهُ |
|
وَيا طِيبَ صَدٍّ لِلحَبيبِ بِهِ رِضاً | |
|
| وَإِن غاظَنِي مِمَّن يَلُومُ شَمَاتُهُ |
|
فَلا يَتَّهِمنِي بالسُّلُوِّ بِصَدِّهِ | |
|
| إِذاً لا رَوَت عَنِّي الوَفاءَ رُواتُهُ |
|
وَما كانَ عِشقِي ذَلِكَ الحُسنَ ضَلَّةً | |
|
| وَما أَنا مَن تَهوي بِهِ نَظَراتُهُ |
|
وَإِنِّي عَلَى ما ساءَني مِن صُدُودِهِ | |
|
| لَتَجمُلُ فِي عَينِي وَتَحلُو صِفَاتُهُ |
|
وَيُذكِي غَرامِي البرقُ مِن نَحوِ أَرضِهِ | |
|
| وَيُطرِبُني مِن حَيِّهِ نَسَماتُهُ |
|
وَما أَنا مِن أَلطافِ ذِي العَرشِ آيِسٌ | |
|
| وَإِنِّي لأَرجُو أَن تَلِينَ قَناتُهُ |
|
عَليهِ سَلامِي ما تَأوَّهَ عاشِقٌ | |
|
| وَمَا صَدَّعَت أَحشَاءهُ حَسَراتُهُ |
|
وَما قالَ نُدمَانِي مَقالَ تَوَجُّعٍ | |
|
| أَلا ما لِذا لا تَنتَهِي عَبَراتُهُ |
|