وَلَقَد أَهاجَ صَبابَتِي وَأَعادَ لي | |
|
| شَجوِي وَأَذكَى لَوعَتِي وَشَجانِي |
|
قَمرٌ نَفَت عَنهُ السَّحائبَ نَفحَةٌ | |
|
| شامِيَّةٌ مَبلُولَةُ الأَردانِ |
|
فَبَدا لَنا يزهُو بأوجِ كَمالِهِ | |
|
| في هالةٍ دُرِّيَّةِ اللَّمَعانِ |
|
فطفقتُ أُكبرُ حُسنَهُ وَأُجِلُّهُ | |
|
| وَأُعِيذُهُ بِالواحِدِ الرَّحمَنِ |
|
وذَكَرتُ مَن أَهوى لِرُؤيَةِ شِبهِهِ | |
|
| وَأَخُو الغَرامِ مُجانبُ السُّلوَانِ |
|
وَبمُهجَتِي رَشأٌ غَريرٌ قالَ لِي | |
|
| لمّا وَقَفتُ كَوِقفَةِ الحَيرانِ |
|
وَتَصَاعَدَت زَفَرَاتُ قَلبِي لَوعَةً | |
|
| وَتَبادَرَت عَينَايَ بِالهَمَلانِ |
|
يا لَيتَ مَن أَهوى يُقابلُ وَجهُهُ | |
|
| ذا البَدرَ قَدرَ تَصافُحِ الرُّكبانِ |
|
لِتَرى بِعينِكَ ما يَرُوقُكَ بَهجَةً | |
|
| فَهُما لَعَمرُكَ في البَهَا سِيّانِ |
|
فدُهِشتُ حِينَ سَمِعتُ باهِرَ لَفظِهِ | |
|
| فَلَقَد أَشاعَ بِمَا طَوَاهُ جَنانِي |
|
وَعَلِمتُ أَنِّي قَد شُهِرتُ بحُبِّها | |
|
| ما بَينَ أَهلِ الحَيِّ وَالجِيرانِ |
|
وَالحُبُّ لا يَخفَى وَقَد عَلِمَ الوَرى | |
|
| أَن لا يَلِيقُ بِغَيرِها هَيَمَاني |
|
وَالحُبُّ لا يَخفَى وَإِن لَبِسَ الفَتى | |
|
| ثَوبَ الصُّدُودِ وَحُلَّةَ السُّلوَانِ |
|
كالنارِ واراها الزِّنادُ وَإِنَّها | |
|
| بالقَدحِ يُورَى ضَوؤُها في الآنِ |
|
هَبنِي مَلكتُ مِنَ اللِّسانِ وَأَدمُعِي | |
|
| غَيَّضتُها وَجَهَدتُ في الكِتمَانِ |
|
فنُحُولُ جِسمِي وَاصفِرَارِي في الهَوى | |
|
| وَدَوَامُ فِكرِي مُعرِبٌ عَن شانِي |
|
لَو لَم يَكُن إِلا اضطِرابِي إِن جَرَى | |
|
| ذِكرُ اسمِها أَو وَصفِها لَكَفانِي |
|
باللَّهِ يا رِيحَ الشَّمالِ تَحَمَّلِي | |
|
| مِنِّي السَّلامَ فأنتِ مِن أَعوَانِي |
|
ثُمَّ اقصِدِي تِلكَ القِبابَ وباشِري | |
|
| ذاكَ الجَنابَ بأَلطفِ الإِحسانِ |
|
وَتَلَطَّفِي يا رِيحُ في أَن تُبلِغِي | |
|
| مِنِّي السلامَ لأملَحِ الغِزلانِ |
|
شَوقِي لَهُ شَوقُ السَّقِيمِ إِلَى الشِّفا | |
|
| وَأَخِي الظماءِ لِبارِدِ الغُدرَانِ |
|