خَلِّ خِلي العَذلَ واغضُض عَن مَلامِي | |
|
| فَمَعاذَ اللَّه أَن أُثنِي زِمامِي |
|
بَل فَقُل لِي يا سَمِيرِي في الغَرامِ | |
|
| أَبُرَيقٌ لاحَ مِن نَحوِ الغَمامِ |
|
فَأَضا ما بَينَ هاتِيكَ الخِيامِ
|
فَبَدا مِن وَمضِهِ حينَ اكتَوى | |
|
| لِلدُّجُنّاتِ انقِبَاضٌ وانطِوا |
|
مِثلَ ما رَنَّحَ أَربابَ الهَوى | |
|
| أَم بَريقُ الثَّغرِ مِن ذاكَ اللوى |
|
قَد تَبَدّى لائِحاً تَحتَ اللِّثامِ
|
وَهَلِ الوَردُ لَكُم قَد فَتَّقَا | |
|
| أَم جَبِينٌ بِالبَها قَد أَشرَقَا |
|
وَتُرَى هَل ماسَ غُصنٌ مُورِقا | |
|
| أَم تَثنَّى فِي الرُّبى ظَبيُ النَّقا |
|
وَتَهادَى فَاختَفى بَدرُ التَّمَامِ
|
أَنا في شَرعِ الغَرامِ ابنُ جَلا | |
|
| وَأَنا السَّابِقُ في صِدقِ الوَلا |
|
لَهفَ نَفسِي لِحَبيبٍ رَحَلا | |
|
| راكِبَ الوَجناءِ عَرِّج بِي إِلى |
|
ناحِلِ الخَصرِ وَمَيَّادِ القَوَامِ
|
قَمرٌ عُلِّقتُهُ مُنذُ نَشا | |
|
| وَبِقَلبِي حُبُّهُ قَد نُقِشا |
|
فاروِ لِي أَخبارَ ذَيّاكَ الرَّشا | |
|
| وَأَعِد لِي ذِكرَ مَطوِيِّ الحَشا |
|
عَلَّ تَشفِي ما بِقَلبِي مِن سِقامِي
|
وَعَسى قَلبٌ كَوَاهُ بَينُهُ | |
|
| يَتَقَضَّى بِالتَّلاقِي حُزنُهُ |
|
مَع غَزالٍ كَلَّمَتنِي عَينُهُ | |
|
| شادِنٌ أَشجَى فُؤادِي حُسنُهُ |
|
فَاستَهَلَّ الدَّمعُ يَجرِي بِانسِجامِ
|
جُؤذُرٌ أَحوَرُ قَد فاقَ الدُّمَى | |
|
| جُمِعَت فِي خَدِّهِ نارٌ وَمَا |
|
أَفلَجٌ قَد ضُمِّنَ الدُّرّ فَمَا | |
|
| أَدعَجُ العَينَينِ مَعسُولُ اللمَى |
|
مُنطَوِي الكَشحَينِ سَلسَالُ الكَلامِ
|
كَم غَيُورِ القَلبِ مِن آناسِهِ | |
|
| لَم أَخَف في حُبِّهِ مِن باسِهِ |
|
وَبِرَغمِ الكُلِّ مِن حُرَّاسِهِ | |
|
| كَم سَقانِي مِن حُمَيّا كاسِهِ |
|
كاسَ خَمرٍ أَبرَدَت حَرَّ أُوَامِي
|
يا عَذُولاً حُسنُ صَبرِي غَرَّهُ | |
|
| في حَبيبٍ لَستُ أُفشِي سِرَّهُ |
|
بَل رَضِينا في التَّصَابِي جَورَهُ | |
|
| كُلَّما رامَ فُؤادِي هَجرَهُ |
|
ظَلَّ داعِي الحُبِّ يَرمِي بِسِهامِ
|
أَفتَديهِ فليَزِد في صَدِّهِ | |
|
| وأَنا الكاذِبُ إِن لَم أَفدِهِ |
|
مَا لِقَلبِي مَرجِعٌ عَن وُدِّهِ | |
|
| وَإِذا رُمتُ تَناسِي عَهدِهِ |
|
شاقَنِي الوَجدُ بِأَنواعِ الكَلامِ
|
عَمَرَ اللَّهُ لَييلاتِ الصَّفا | |
|
| وأَعادَ الأُنسَ فيها وَالصَّفا |
|
وَرَعَى مَن لَم يَعِد إِلا وَفَى | |
|
| فَهوَ فِي قَلبِي مُقيمٌ لَو جَفا |
|
وهوَ رُوحِي لَو تَناسى لِذِمامِي
|
بِعَذُولي عَتَهٌ في عَقلِهِ | |
|
| إِذ لَحا في حُبِّهِ مِن جَهلِهِ |
|
وَبِسَمعِي صَمَمٌ عَن عَذلِهِ | |
|
| يا رَعى اللَّهُ لَيالي وَصلِهِ |
|
وَتَغَنِّيهِ بِشِعري وَنِظامِي
|
وَسُوَيعَاتٍ مَضَت في قُربِهِ | |
|
| يَومَ يَمشِي آمِناً فِي سِربِهِ |
|
يَومَ سَعدِي طالِعٌ فِي حُبِّهِ | |
|
| يَومَ حَبلُ الوَصلِ مُمتَدٌ بِهِ |
|
وَثِمارُ الحُبِّ تُجنَى بِسَلامِ
|
كَم وَفَى لِي في الهَوى مِن عِدَةِ | |
|
| وَلَكَم يَجنِي فَمِي مِن وَردَةِ |
|
وَلَكَم أَرشَفَنِي مِن وَردَةِ | |
|
| لَيتَ شِعرِي هَل لَنا مِن عَودَةِ |
|
بارتِشافِ الثَّغرِ مِن ذاكَ المُدامِ
|
وَهَلِ الرائِقُ مِن ذاكَ الجَنَى | |
|
| وَالوِصَالُ العَذبُ فِي ذاكَ الفِنا |
|
راجِعٌ لِي حُسنُهُ رَوضَ الهَنَا | |
|
| وَهَلِ الرُوحُ بِمَيدانِ المُنَى |
|
تَشتَفِي بالنُّجحِ مِن ذاكَ المَرام
|
لَستُ أَنسَى مِنهُ ذاكَ الأُنسَا | |
|
| حَيثُ طَرفُ البَينِ عَنّا نَعِسا |
|
كَم تَأَسَّيتُ فَلَم يُجدِ الأَسَى | |
|
| يا رَفِيقِي خَلِّنِي أَرعَى الأَسى |
|
وَأَعِد ذِكرَهُ لَو بِمَلامِ
|
يا أُهَيلَ الحَيِّ هَل لِي راجِعُ | |
|
| زَمَنٌ مَرّ فإِنّي طامِعُ |
|
بَينَكُم ظَبيٌ بِقَلبي راتِعُ | |
|
| فَعَلَيهِ ما تَغَنّى ساجِعُ |
|
مُطرِبٌ فَوقَ أَراكٍ وَبَشامِ
|
أَو هَمَى بِالقَطرِ مُزنٌ ساجِمُ | |
|
| أَو هَفى لِلرِّيحِ غُصنٌ ناعِمُ |
|
أَو شَدا بالشِّعرِ صَبٌّ هائِمُ | |
|
| وَمَدى الدَّهرِ سَلامٌ دائِمُ |
|
مِن مُحِبٍّ جَفنُهُ بِالدَّمعِ هامِ
|