سَلُوهَا لِمَ تمنَعُنَا الوِصالا | |
|
| وفِيمَ تُثِيبُنا مِنها المِطالا |
|
أَلَم تَعلَم بأنَّ الهَجرَ قَتلٌ | |
|
| فكَيفَ رأَت لَهَا قَتلِي حَلالا |
|
أَتيهاً وَالجَمالُ بذاكَ يقضِي | |
|
| لَها أَم أَعرَضَت عنّا دَلالا |
|
لِتَصنَع ما تَشاءُ فَذاكَ حُلوٌ | |
|
| لَنا ما لَم تَكُن هَجَرَت ملالا |
|
وَلَو أَنّا وَإِيَّاها خَلَونا | |
|
| وَلم نَخشَ افتِراقاً وارتِحالا |
|
لأعرَضنا عَنِ الشَّكوى وقُلنا | |
|
| سَنَرقُبُ بَعدَ هَذا الحَالِ حالا |
|
ولكِنَّ الليالِي ضامِناتٌ | |
|
| لِساكِنِها التَّفَرُّقَ والزِّيالا |
|
وَشَتَّانَ المَنازِلُ غَيرَ أَنَّا | |
|
| مَرَرناها عَلَى سَفَرٍ عِجالا |
|
عَذيري مِن فُؤادِي كيفَ مالا | |
|
| إِلى مَن لَم يَكُن يُلقِيهِ بالا |
|
غَزالٌ لَم نجِد مِنهُ التِفاتاً | |
|
| وباللفَتاتِ قَد وَصَفُوا الغَزالا |
|
وَغُصنٌ لَم يُمِلهُ هَوىً إِلَينا | |
|
| ورُبَّ هَوىً لغُصنٍ قَد أَمالا |
|
وبَدرٌ لَم نجِد منهُ طُلُوعاً | |
|
| لَنا وَالشَّأنُ رُؤيَتُنا الهِلالا |
|
أَيا بِنتَ الكِرامِ فَدَتكِ نَفسِي | |
|
| هَبي بالوَصل مِنكِ لَنا نَوالا |
|
لِنَعمُرَ ذا الشَّبابَ بِطِيبِ عَيشٍ | |
|
| وَيُشفى القَلبُ مِن كَمدٍ تَوالى |
|
أَما حُدِّثتِ عَن نارٍ بِقَلبي | |
|
| مِنَ الأَشواقِ تَشتَعِلُ اشتِعالا |
|
وَدَمعٍ كُلَّما حُدِّثتُ عنكُم | |
|
| عَلى الخَدَّينِ يَنهَمِلُ انهِمَالا |
|
وَيَحلُو ذِكرُكُم ما مَرَّ عِندي | |
|
| فَيُنسينِي عَلى الظَّمأ الزُّلالا |
|
وَجافٍ قَد خضَعت لَه ولَولا | |
|
| هَواكِ لَما رَضيتُ بِه نِعالا |
|
وَكَم لازَمتُ بابَكُمُ لَعَلِّي | |
|
| أرى عَيناً رَأت ذاكَ الجَمالا |
|
أَلا يا لَيتَ شِعري هَل أُرانِي | |
|
| مُوَشِّحُها اليَمينَ أوِ الشِّمالا |
|
أُنادِمُ تارَةً بُورَانَ مِنها | |
|
| وآوِنَةً أغازِلُها غَزالا |
|
وَطَوراً أَجتَلي نُورَ المُحَيّا | |
|
| فقُل في البَدرِ قَد وافَى الكَمالا |
|
وأُثني عِطفَها حِيناً فأُثنِي | |
|
| قَضِيبَ البانِ لِيناً واعتِدالا |
|
وَتُرشِفُني رَحِيقاً مِن لَماها | |
|
| وَتُسكِرُنِي بِهِ السُّكرَ الحَلالا |
|
وَتَنشُرُ لِي ذَوَائِبَها فَتحكِي | |
|
| لَيالي هَجرِها السُّودَ الطِّوالا |
|
يَقُولُ مُعَنِّفِي إِذ هِمتُ فيها | |
|
| وَلَم أَرَها أَراي هَذا ضَلالا |
|
فَقُلتُ لهُ وَهَل لِلعَينِ عِشقٌ | |
|
| فهَذِي الشَّمسُ فاعشَقهَا خَيالا |
|
وَهل هِمنا بِجَنّاتٍ أُعِدَّت | |
|
| بِغَيرِ الوَصفِ فأخُذهُ مِثالا |
|
وَفِي طَهَ رَسُولِ اللَّهِ أَقوى | |
|
| دَلِيلٍ فاطَّرِح عَنكَ الجِدَالا |
|
بهِ شُغِفَ الوَرى عُرباً وعجماً | |
|
| وَهَل كلٌّ بِطِيبِ لِقاهُ نَالا |
|
صَلاةُ اللَّهِ يَصحَبُها سَلامٌ | |
|
| تُباشِرُهُ وأَصحاباً وآلا |
|