أَما لِسِقامِ العاشِقِينَ طَبيبُ | |
|
| يُعالِجُ قَلباً كادَ فيكَ يَذُوبُ |
|
وهَل مِن كَرِيمٍ ذي إخاءٍ أَبُثُّهُ | |
|
| أَحادِيثَ أَشواقٍ لَهُنَّ ضُرُوبُ |
|
فَيُسعِدُ أَو يَرثِي لِنِضوِ صَبابَةٍ | |
|
| لَهُ زَفرَاتٌ في الهَوى وَنَحِيبُ |
|
فَيا شَمسَ أُفقِ الحُسنِ لَولا انتِسابُها | |
|
| لِكُلِّ نَجيبٍ قَد نَماهُ نَجيبُ |
|
وَيا ظَبيَةً فيها المَحاسِنُ جُمِّعَت | |
|
| وَفي مِثلِها خَلعُ العِذارِ يَطيبُ |
|
أَما ورَحيقٍر مِن رُضابِكِ مُسكِرٍ | |
|
| وَثَغرٍ شَتيتِ النَّبتِ وَهوَ شَنيبُ |
|
وَسِحرٍ هَوى مِن مُقلَةٍ لَحَظاتُها | |
|
| سِهامٌ لِحَبّاتِ القُلُوبِ تُصِيبُ |
|
وَقَدٍّ كَخُوطِ الخَيزُرانِ مُهَفهَفٍ | |
|
| وَمَهضُومِ خَصرٍ قَد تَلاهُ كَثيبُ |
|
وخَدٍّ كَمِرآةِ العَرُوسِ مُوَرَّدٍ | |
|
| وَفرعٍ يَكادُ الرِّدفُ فيهِ يَغِيبُ |
|
ومَنثُورِ دُرٍّ مِن حَديثِكِ زَانَهُ | |
|
| عَلى حُسنِهِ دَلٌّ هُناكَ عَجِيبُ |
|
لَقَد زِنتِ في عَيني عَلى القُربِ وَالنَوى | |
|
| بِخَلقٍ وَخُلقٍ لم تَشُبهُ عُيُوبُ |
|
وَزَهَّدتِنِي في كُلِّ بَيضاءَ كاعِبٍ | |
|
| تَهيمُ بِها للعَاشِقِينَ قُلُوبُ |
|
فَيا لَيتَ شِعري هَل لَدَيكُم مُحِبُّكُم | |
|
| وَعَاشِقُكُم يا قاتِلِيهِ حَبيبُ |
|
وَيا وَيحَ نَفسِي وَيحَها ثُمَّ وَيحَها | |
|
| لَئِن لَم يَكُن لِي في هَواكِ نَصِيبُ |
|
وَيا حزنِي إِن لَم أَنَل مِنكِ مَجلِساً | |
|
| وَلَيسَ عَلَينا في الغَرامِ رَقيبُ |
|
فأَشكُو الَّذي لِي مِن هَواكِ وَلَوعَةً | |
|
| لَها بَينَ أَحناءِ الضُلُوعِ لَهِيبُ |
|
أَلا طالَما كَتَّمتُ في الصَّدرِ حُبَّكُم | |
|
| فقَد ضاقَ عَنهُ اليَومَ وَهوَ رَحِيبُ |
|
وَكَيفَ بِكِتمَانِ الغَرامِ وَقَد بَدا | |
|
| بِجِسمي نَحُولٌ في الهَوى وشُحُوبُ |
|
وَأَنتُم لَعَمرِي مَنهَلٌ طابَ وِردُهُ | |
|
| ولَكِنَّهُ بِالكاشِحِينَ مَشُوبُ |
|
فَما جِئتُكُم إِلا رَجَعتُ وَحاجَتِي | |
|
| كَما هِيَ في صَدرِي غَداةَ أَؤُوبُ |
|
وَلا زُرتُكُم إِلا انثَنَيتُ بِحَسرَةٍ | |
|
| وَأَنفاسِ وَجدٍ لِلفُؤادِ تُذِيبُ |
|
فَوا كَبدِي ما لِلزَّمانِ وَمالَنا | |
|
| أَما إِنَّهُ لِلحاسِدِينَ مُثِيبُ |
|
فلَم نَجتَمِع إِلا ابتَلانا بِكاشِحٍ | |
|
| كأنَّ عَلَينا لِلزَّمانِ ذُنُوبُ |
|
وَما أَنا بالسَالي وَإِن عَزَّ وَصلُكُم | |
|
| وَعَنَّفَ فيكُم صاحِبٌ وَقَريبُ |
|
وَإِن كُنتِ بَينَ الغانِياتِ غَريبَةً | |
|
| فَعِشقِي لَكُم بَينَ الرِّجالِ غَريبُ |
|
سَلامِي عَلَيكُم ما شَرِقتُ بذِكرِكُم | |
|
| وَما هامَ بِالغِيدِ الخِرادِ لَبِيبُ |
|