ذكرَ الرَّبعَ وَأَهليهِ فأنّا | |
|
| وَشَجاهُ البارِقُ السَارِي فَحَنّا |
|
وغَريبُ الدَّارِ يَخلُو بِالأَسى | |
|
| وَالصبّاباتِ إِذا ما الليلُ جَنّا |
|
يا أَخِي يا عابِدَ الرَّحمنِ يا | |
|
| مُنجِدِي يا مُسعِدِي حِسّاً وَمَعنى |
|
يا سَمِيري في الهَوى إِذ لا فتىً | |
|
| مِنكَ أَولى بالوفَا فيمَن علِمنا |
|
قُم فَطارِحنِي أَحادِيثَ الهَوى | |
|
| واروِ لِي أَخبارَ عَفراءَ ولُبنى |
|
|
| عاطِلاً من وَصلِ القَدِّ حَسنا |
|
طالَ لَيلِي في أَبي ظَبيٍ وَلا | |
|
| ظَبيَ لِي فيهِ يُضاهِي البدرَ حُسنا |
|
أَقصُرُ الليلَ بِهِ مُقتَطِفاً | |
|
| ثُمُرَ اللذّاتِ مِن هَنّا وَهَنّا |
|
مِن أَقاحٍ حَولَهُ الوردُ إِلى | |
|
| نَرجِسٍ مِن فوقِ تُفّاحٍ أَبَنّا |
|
فَهوَ إِنسَانٌ وَبُستَانٌ وَإِن | |
|
| شِئتَ كانَ البَدرَ والظَّبيَ الأَغَنّا |
|
إِن رَنا جرَّدَ سَيفاً فاتِكاً | |
|
| أَو تَثنَّى هَزَّ مِن عِطفَيهِ لَدنَا |
|
ويُرينِي اللُّؤلُؤَ الرَّطبَ كَما | |
|
| شِئتُ مَنظُوماً مَتى يُضحِكُ سِنّا |
|
وَكَمَا في الثَغرِ في النَّحرِ وَإِن | |
|
| رُمتُهُ نَثراً فعِندَ اللفظِ يُجنى |
|
وَإِذا قَبَّلتُهُ مُرتَشِفاً | |
|
| رِيقَهُ قُلتُ بذا أَسكَرَ جَفنَا |
|
وَإِذا غازلتُ غازلتُ رَشاً | |
|
| وإِذا عانَقتُهُ عانَقتُ غُصنا |
|
وَيُرينِي ما نَضَا البُرقُعَ عن | |
|
| وَجهِهِ كَيفَ تَبَدَّى الشَّمسُ وَهنا |
|
وَإِذا أَرسَلَ جَثلاً وارِداً | |
|
| فَوقَ مَتنَيهِ أَرانِي اللَّيلَ مَثنى |
|
أَهيَفُ الخَصرِ ثَقِيلٌ رِدفُهُ | |
|
| أَتلَعُ الجِيدِ رَقيقُ الأَنفِ أَقنَى |
|
حَرَّمَت نَهداهُ وَالرّدفُ عَلى | |
|
| قُمصِهِ تَمساسَها ظَهراً وبَطنا |
|
فَإِذا ما سَعدُنا أَلَّفَنا | |
|
| واطَّرَحنا العُتبَ والإِعتابَ عَنّا |
|
وَتَجاذَبنا حَواشِي سَمرٍ | |
|
| هَل رَأَيتَ الرَّوضَ وَالعُودَ المُرِنّا |
|
أَخَذ الدَّلَّةَ مِن كانُونِها | |
|
| بِشمالٍ وَأَدارَ الكاسَ يُمنَى |
|
وانبَرى يسكُبُ من ياقوتَةٍ | |
|
| في لُجَينِ الكاسِ ما نُسمِيهِ بُنّا |
|
كلَّما أَنعَمَ بِالكاسِ مَلا | |
|
| مِثلَها مِن طَرفِهِ الساجِي فَثَنَّى |
|
أَنا أَشرَبُ بالكاسَينِ وَالثا | |
|
| لِثُ الثغرُ فَما أَحلَى وَأَهنا |
|
|
| بالتِثامٍ واعتِناقٍ كَيفَ شِئنا |
|
فَإِذا ما الشُهبُ لِلغَربِ انتَحَت | |
|
| مِثلَ أَسرَابِ القَطا يَطلُبنَ وَكنا |
|
وَتَغَشّاهُ الكَرى وَسَّدتُهُ | |
|
| ساعِدِي ثُمَّ تَعانَقنا وَبِتنا |
|
آمِنينَ العَارَ وَالإِثمَ فَلا | |
|
| عَبَرَت بِي فَرحَةٌ تُعقِبُ حُزنا |
|
يا لَها أُمنِيَةٌ لَم تَعدُها | |
|
| مُنيَتِي إِلا إِلى أَسنَى وَأَسنَى |
|
نفحَةٌ قُدسِيَّةٌ تُسعِدُني | |
|
| بِرِضا اللَّه الَّذي أَغنى وَأَقنى |
|
وترقِّي رُتبَةٍ في العِلمِ مِن | |
|
| دُونِها المِرِّيخُ بالأَعمالِ تُسنى |
|
وَسُمُوٍّ في العُلا تصحَبُهُ | |
|
| قُدرَةٌ بالمالِ والحالِ لأَهنا |
|
وَلِقاءِ الأَصحابِ مِن كلِّ فَتىً | |
|
| حَسَنِ الأَخلاقِ بالفَضلِ مُعَنّى |
|
كأُصَيحابٍ أَناجِيبَ لَهُم | |
|
| أَصبَحَ المَجدُ كما شاءُوهُ قِنّا |
|
وَرِثُوهُ كابِراً عَن كابِرٍ | |
|
| وسَيَبقَى بَعدَهُم إِرثاً لِلابْنا |
|
في الكرامِ الخَزرَجِ الزُهرِ سما | |
|
| لَهُمُ أَصلٌ أَفادَ الفخرَ ضِمنا |
|
شابَهَت أَحسابُهُم أَنسابَهُم | |
|
| وندَاهُم لِعُلاهُم صارَ قِرنا |
|
حَمَلُوا العِلمَ فَزانُوهُ تُقىً | |
|
| وَحَمَوا جانِبَهُ ذَبّا وَصَونا |
|
أَوطَنُوا الأحساءَ فارتاحَت بِهِم | |
|
| وَاكتَسى الدَّهرُ بِهِم زيناً وَحُسنا |
|
حسبُهُم فخراً عليٌّ وابنُهُ | |
|
| فَلَقَد فاقا علَى الأَقصى والادْنى |
|
وفَتَى صالِح النَّدبُ الَّذي | |
|
| طابَ خُلقاً وصَفا قَلباً وَذِهنا |
|
إِنَّنِي صَبٌّ بِهِم لا أَرتَضِي | |
|
| بَدَلاً مِنهُم وَمِن أَينَ وَأَنّى |
|
كَم أُوَيقاتِ صَفاً طابَت لَنا | |
|
| بِهِمُ وَالدَّهرُ مُغضِي الطَّرفِ عَنّا |
|
وَهُنَيهاتِ سُرورٍ كلَّما | |
|
| عَنَّ لِي تَذكارُها لِلقَلبِ حَنّا |
|
بِالقَبِيلِيَّاتِ لا زالَت بِهِم | |
|
| جَنَّةً مِنها ثِمارُ الخَيرِ تُجنَى |
|
وَالفِدا نَفسِي لأَهليهِ الفِدا | |
|
| إِنَّهُ لِلأُنسِ والأَفراحِ مَغنَى |
|
حُفَّ بالأَشجارِ وَالنَّخلِ فَما | |
|
| شِئتَ فيهِ مِن ثِمارٍ يَتَسَنّى |
|
وَالعَريشُ الرَّحبُ مِن غَربِيِّهِ | |
|
| رَوضَةٌ أَزهارُها الآدابُ غَنّا |
|
كَم هَصَرنا فِيهِ أَغصانَ المُنى | |
|
| ولِنُوّارِ الفُكاهاتِ اقتَطَفنا |
|
ليتَ شِعرِي وَالنَوى طالَ مَتى | |
|
| بِاجتِمَاعِ الشَّملِ في ذاكَ نُهَنّا |
|
وَأَراهُ قَد زَها فِي جِيدِهِ | |
|
| عِقدُ مَجدٍ مُفرَدٍ مِنهُم وَمِنّا |
|
يا نَدامايَ بِذَيّاكَ الحِمَى | |
|
| بلَغَ اللَّه بكُم ما نَتَمَنَّى |
|
امزجُوا الكاسَ بذِكرى ما صَفا | |
|
| لكُمُ يَوماً كَما مَرَّ فَأنّى |
|
واقرأوا مِنّي عَلَى ساقِي الفِدا | |
|
| عاطِرَ التَّسليمِ أَفراداً وَمَثنَى |
|
وَصَلاةُ اللَّه ما بَرقٌ بَدا | |
|
| أَو شَدا الوُرقُ وَمَا الوَدقُ ارجَحَنّا |
|
وَسَلامٌ مِثلُها يَترى عَلى | |
|
| خاتمِ الرُسلِ الَّذي للدِّينِ سَنّا |
|
وَكَذاكَ الآلُ والأَصحابُ مَن | |
|
| شَيَّدُوا مِلَّتَهُ رُكناً فَرُكنا |
|