لِقاً لكَ يا ابنَ الأَكرَمينَ لِقاً لَكا | |
|
| وَنَفسِيَ مِمّا تَشتَكيهِ فِداً لَكا |
|
أمِن ظُلمِ أَحوَى باردِ الظّلمِ تَشتَكي | |
|
| كَأن لَم تَكُن مِن أُسدِ بِيشَةَ أَفتَكا |
|
خليلَيَّ هَل أَبصَرتُما قطُّ ضَيغَماً | |
|
| تظلَّمَ مِن ظبيِ الكِناسِ أَو اشتَكى |
|
نعم إِنَّ قِرناً عَونُهُ قلبُ قِرنِهِ | |
|
| جَديرٌ وأيمُ اللَّهِ أَن يَتَمَلَّكا |
|
أَلا يا ابنَ عَمِّي هَل تعَشَّقتَ بَعدَنا | |
|
| لِيَهنِكَ ذا العِشقُ الجَدِيد ليَهنِكَا |
|
فَيا لَيتَ شِعري أَيَّ ظَبيٍ عَلِقتَهُ | |
|
| وَأَيَّ شِياهِ الحُسنِ تَيَّمنَ لُبَّكا |
|
أَحينَ صَحا قَلبي وأَقصَرَ باطِلي | |
|
| وَأَصبَحتُ عِندَ الناسِ مِمَّن تَنَسَّكا |
|
تَنُوطُ بإِسمِي في شِكايَتِكَ الهَوى | |
|
| فبُورِكتَ مِن صَبٍّ لغيرِيَ ما شَكا |
|
فآلَيتُ ما استَنجَدتَ بي غيرَ عامِدٍ | |
|
| لِتنكَأ جُرحاً دامِلاً في ابنِ عَمِّكا |
|
حَنانَيكَ قد أَلهَبتَ قَلبيَ بالجَوى | |
|
| وَحَرَّكتَ مِنِّي ساكِناً فَتَحَرَّكا |
|
وَما كانَ أَولانِي بِنَصرِكَ عاجِلاً | |
|
| وَلَكِنَّ سُلطانَ الهَوى كانَ أَملَكا |
|
وَلِي مَذهَبٌ في الحُبِّ لَم يَعفُ رَسمُهُ | |
|
| بهِ كلُّ عُذرِيِّ الغَرامِ تَمَسَّكا |
|
وَفي مَذهَبِي أَنَّ الَّذي قَد ذكَرتَهُ | |
|
| مقامُ وِصالٍ يَقتَضي مِنكَ شُكرَكا |
|
إِذا كُنتَ تَلقَى مَن تُحِبَّ لِقاءهُ | |
|
| وَتَجعَلُهُ مِن صَدِّهِ عنكَ ما اشتَكى |
|
فقَد نِلتَ ما تَرجُو وطابَ لكَ الهَوى | |
|
| وأَنهَلَكَ المحبُوبُ وَصلاً وعَلَّكا |
|
وَما الصَدُّ إِلا الوُدُّ ما لَم يَكُن قِلىً | |
|
| وَحسبُكَ مِن فَتوى الإِمامِ لِمِثلِكا |
|
وَإِنَّ جَميلاً كانَ يَرضَى بِنَظرَةٍ | |
|
| إِلَى الحولِ عَجلَى من بُثَينَةَ قبلَكا |
|
وَإِن كانَ مَن تَهوَاهُ عَوَّضَكَ البُكا | |
|
| وَقالَ مُحِبٌّ بعدَ وَصلِكَ مَلَّكا |
|
فَإِن كانَ دَعواهُ المَلالُ حقِيقَةً | |
|
| فقَد حكمُوا أَن تملِكَ اليَومَ نَفسَكا |
|
فقَد نهجَ القاضِي أَبُو الشّيصِ في الهَوى | |
|
| لِكُلِّ فَتىً صافِي المَوَدَّةِ مَسلَكا |
|
أَهانَ لَعَمرِي نفسَهُ إِذ أَهانَها | |
|
| هَواهُ فقلِّد ذاكَ تَزكُو كَمن زَكا |
|
فهذِي أُصُولُ العاشِقِينَ فَخُذ بِها | |
|
| وَإِلا فَدَع عَنكَ الهَوى والتَّهَتُّكا |
|