مَتَى عَنَّ لِي مِن ذِكرِ قَومِيَ سانِحُ | |
|
| فَلا تَسأَلا ماذا تُلاقِي الجَوانِحُ |
|
وَإِن هَبَّ غَربِيُّ النَّسِيمِ فَبَردُهُ | |
|
| لَهُ القَلبُ مِنِّي قَبلَ أَنفِي مُصَافِحُ |
|
وَإِن ذَكَرُوا الأَحساءَ فَالقَلبُ خافِقٌ | |
|
| كَما خَفَقَت بِالرَاحَتَينِ المرَاوِحُ |
|
لِيَ اللَّهُ مِن ذِي لَوعَةٍ مُتَجَلِّدٍ | |
|
| لَهُ كُلّ حِينٍ مِن مَآقيهِ فاضِحُ |
|
أَخِي فِكرَةٍ تَعتَادُهُ أَيُّ خَطرَةٍ | |
|
| لزَندِ الأَسَى بالقَلبِ مِنها قَوادِحُ |
|
إِذا هاتِفُ الأَشواقِ نادَى بلُبِّه | |
|
| أَجابَ وَعاصى في الهَوى مَن يُناصِحُ |
|
وَجاذَبَ قُمرِيَّ الحَمَامِ لُحُونَهُ | |
|
| وَأَضحَى لَهُ دُونَ الرِّفاقِ يُطارِحُ |
|
وَأَجدِر بمشتَاقٍ أَلُوفٍ تَقاذَفَت | |
|
| بِهِ عَن دِيارِ الأَكرَمِينَ المَطاوِحُ |
|
هُوَ البَينُ فيهِ ذُو العَزا مُتَهَتِّكٌ | |
|
| وَمُنتَحِلُ الكِتمَانِ بالسِّرِّ بائِحُ |
|
خَلِيليَّ ما صَبري الغُداةَ بِمُسعِفِي | |
|
| عَلى أَنَّني نَحوَ التَصَبُّرِ جانِحُ |
|
فَهَل أَحمَدُ ابنُ العَمِّ عَمِّي مُحَمَّدٍ | |
|
| مُحارِبُ بَعدِي لِلعَزا أَم مُصالِحُ |
|
وَهَل عِندَهُ شَوقٌ كَشَوقِي وَهَل بِهِ | |
|
| غَرامٌ مُجِدٌّ أَم غَرامٌ مُمَازِحُ |
|
وَهَل رَاعَهُ البَينُ المُشِتُّ فَدَمعُهُ | |
|
| مِنَ الجَفنِ مُنهَلٌّ عَلى الخَدِّ سافِحُ |
|
وَهَل هُوَ مِثلِي كُلَّما هاجَهُ الأَسَى | |
|
| يُساجِلُ وُرقاً بِالحِمَى وَيُناوِحُ |
|
أَمِ البُعدُ أَنساهُ الرِّفاقَ وَراقَهُ | |
|
| مَغانٍ وَجَنَّاتٌ زَهَت وَبَطائِحُ |
|
وَهَل صالِحٌ لا أَبعَدَ اللَّهُ صالِحاً | |
|
| عَلى العَهدِ باقٍ أَم تَناسَاهُ صالِحُ |
|
وَأَضحَى لأَوطانِ السُّرُورِ مُوَاصِلاً | |
|
| يُبارِكُها طَوراً وَطَوراً يُراوِحُ |
|
فَيَوماً عَلى شاطِي الخُدُودِ مَقِيلُهُ | |
|
| لَهُ في بَسَاتِينِ الضَّوَاحِي مَسارِحُ |
|
وَيَوماً يُغادِي حَموَةً مِن بَرابرٍ | |
|
| حَكَت ماءَها بَعدَ الصِّقالِ الصَّفائِحُ |
|
يَقِيلُ عريشاً بِالجَزيرَةِ وَالهَوى | |
|
| لزاهِي عَرِيشٍ بالغَرارِيفِ جامِحُ |
|
وَيَوماً لِسَفحِ الجَوهَرِيَّةِ مُبكِرٌ | |
|
| وفِي مائِها الفِضِّيِّ ما شاءَ سابِحُ |
|
وَيُضحِي بِرَبعٍ في عَجِيبَةَ حَولَهُ | |
|
| ثِمارٌ تَدَلَّى أَو حَمامٌ صَوَادِحُ |
|
يُشاطِرُهُ اللذاتِ مِن أَهلِ بَيتِهِ | |
|
| جَهابِذَةٌ زُهرٌ كِرامٌ جَحاجِحُ |
|
شَرابُهُمُ مِن بُنِّ سِيلانَ قَهوَةٌ | |
|
| كُمَيتٌ مَتَى ما تَدنُ فَالهَمُّ نازِحُ |
|
وَيَوماً بِذاتِ الخالِ جَذلانُ آنِسٌ | |
|
| مُحِبٌّ وَمَحبُوبٌ وَما ثَمَّ كاشِحُ |
|
وَهَيهاتَ أَن يُنسِيهِما ما ذكَرتُهُ | |
|
| عُهودِي وَعُنوَانُ الوَفا لِيَ لائِحُ |
|
وَعِندِي بِرَعي الوُدِّ وَالعَهدِ مِنهُما | |
|
| رَسائِلُ فاقَت رِقَّةً وَمَدائِحُ |
|
فَجِيدِيَ حالٍ مِنهُما غَيرُ عاطِلٍ | |
|
| وَهَذا أَرِيجُ الشُّكرِ مِنِّيَ فائِحُ |
|
فَهَل أَنكَرا هَجرِي ثَلاثَةَ أَشهُرٍ | |
|
| أَمِ استَوضَحَا عُذرِي فَعُذرِيَ واضِحُ |
|
فَإِن عاتَبَانِي فالعِتَابُ مِنَ المُنى | |
|
| وَإِن سامَحانِي فالكَرِيمُ يُسامِحُ |
|
أَرَوحَ الصَّبا الخَفّاقَ إِنَّكَ بَعدنا | |
|
| مُلاقٍ بَنِي الأَعمَامِ وَالليلُ جانِحُ |
|
فَعُج وَتَحَمَّل لِي إِليهم تَحِيَّةً | |
|
| فَأَنظارُهُم شَوقاً إِلَيكَ طَوامِحُ |
|
سَلاماً لِوَاءُ السَّعدِ يَخفُقُ فَوقَهُ | |
|
| وَغُصنُ الهَنا مِن نَشرِهِ مُتَمايِحُ |
|
وَدَع ذِكرَ وَجدِي يا نَسِيمُ فَإِنَّني | |
|
| أَخافُ أَسىً مِنهُم تَذُوبُ القَرائِحُ |
|
وَإِن سأَلُوا عَنِّي فَقُل قَد تَرَكتُهُ | |
|
| مُوَقىً بِحَمدِ اللَّهِ شانِيهِ قامِحُ |
|
وَهَل هُوَ إِلا في رِياضٍ نَسِيمُها | |
|
| لأَكمَامِ أَزهارِ المَسَرّاتِ فاتِحُ |
|
رِياضٍ لَها أَخلاقُ آلِ خليفَةٍ | |
|
| ذَوِي الشَّرَفِ السَّامي عِهادٌ دَوائِحُ |
|
أَلا إِنَّهُم أَصلُ الفَخارِ وَهَذِهِ | |
|
| أَوالٌ بِهِم كُلَّ البِلادِ تُناضحُ |
|
حُلومُهُمُ يَومَ النِّزالِ رَواجِحٌ | |
|
| وأَيدِيهِمُ يَومَ السُّؤالِ مَوَانِحُ |
|
وَما قُلتُ إِلا بِالَّذِي قَد عَلِمتُهُ | |
|
| وَعَن خِبرَةٍ ذُو العَقلِ بِالفَضلِ مادِحُ |
|
وَلَم أَتَعَرَّض لِلنَّوَالِ بِمَدحِهِم | |
|
| أَحُرٌّ كَرِيمٌ لِلدَنِيَّةِ كادِحُ |
|
وَلَكِن لِيَرتَاحَ الصَّدِيقُ وَيَنزَوِي | |
|
| عَدُوٌّ مُداجٍ أَو عَدُوٌّ مُجالِحُ |
|
وَلَولا عُلاهُم ما وَطِئتُ بِلادَهُم | |
|
| تَخُبُّ برَحلِي اليَعمَلاتُ الطَلائِحُ |
|
وَما رَغبَةُ الأَحرارِ في بَلدةٍ بِها | |
|
| أَخُو الفَضلِ مَغبُونٌ وَذُو الجَهلِ رابِحُ |
|
فَإِن جَهِلَت قَدرِي أَوَالُ وَأَهلُها | |
|
| فَلِلحُرِّ عَن دارِ الهَوانِ مَنادِحُ |
|
وَمَازالَ بِي لُطفٌ مِنَ اللَّهِ حَفَّنِي | |
|
| وَإِنعَامُهُ غادٍ عَلَيَّ وَرَائِحُ |
|
أَمَولى المَوالِي بَحرُ جُودكَ مَورِدي | |
|
| إِذا نَضَبَت دونِي النِّطافُ الضَّحاضِحُ |
|
وَيا رَبِّ طالَ البُعدُ بينِي وَبَينَ مَن | |
|
| أُحِبُّ وَأَعيَت مِن سِواك المَناجِحُ |
|
فَصِلنا بِمَن نَهواهُ بِالسَّعدِ وَالهَنا | |
|
| فَخَطبُ النَّوى يا عالِمَ السِّرِّ فَادِحُ |
|
وَصَلِّ وَسَلِّم مُنعِماً مُتَفَضِّلا | |
|
| عَلى مَن بِهِ طابَت مِنىً وَالأَباطِحُ |
|
وَأَصحَابه سمِّ العِدَى أَنجُمِ الهُدى | |
|
| كَذا الآلُ مَا غَنّى عَلى الأَيكِ صادِحُ |
|