جَلَت ظُلَمَ الأَقدارِ حِينَ تَجَلَّتِ | |
|
| وَلَم تُبقِ لِلآلامِ لَمّا أَلَمَّتِ |
|
وَمُذ سَفَرَت عَن سافِرِ الحُسنِ سافَرَت | |
|
| رِكابُ هُمُومٍ في الفُؤادِ استَقَرَّتِ |
|
عَزِيزَةُ مُلكٍ رَبُّ مَلكٍ تُعِزهُ | |
|
| وَلَكِن دُعاء الفَضلِ باليُمنِ لَبَّتِ |
|
فَأَنعِم بِها إِذ أَنعَمتَ بِمَزارِها | |
|
| بِلا مَوعِدٍ لَكِن إِلَى الوَعدِ أَومَتِ |
|
فَبَشَّرتُ نَفسِي أَنَّ حُكماً أَثارَها | |
|
| لِسَعدٍ وَمِن آثارِهِ بُرءُ عِلَّتِي |
|
فَمَا مُغزِلٌ لِلرَّوضِ تَقطِفُ نَورَهُ | |
|
| وَتَرنُو لِخِشفَيها بِحُسنِ تَلَفُّتِ |
|
ولا العِقدُ يَزهُو بالفَرائِدِ سِمطُهُ | |
|
| مَتى يَرَهُ الدِهقانُ ذُو الحِذقِ يُبهَتِ |
|
بأحسَنَ مِنها حِينَ مِطتُ لِثامَها | |
|
| وثَنَّيتُ مِن أَعطافِها فَتَثَنَّتِ |
|
وَأَنهَلتُ مِن جِريَالِ عَذبِ رُضابِها | |
|
| عِطاشَ سَوامِ النَفسِ رَيّا وَعَلَّتِ |
|
وَما هِيَ إِلا بَعضُ جُودِ مُمَدَّحٍ | |
|
| إِلى ذِروَةِ العَليَا أَهَامَ فأَمطَتِ |
|
أَبيٌّ حَمِيُّ الأَنفِ سَابِقُ حَلبَةٍ | |
|
| إِلى نَيلِ غاياتِ المَكارِمِ أَجرَتِ |
|
إِذا كانَ سَعيُ الناسِ شَتّى فَسَعيُهُ | |
|
| لِمَا فيهِ أَجرٌ أَو بِهِ الناسُ أَثنَتِ |
|
جريءُ جَنانٍ لا يُطاقُ حَماسَةً | |
|
| وَذُ قَدَمٍ فِي رَوضَةِ الحِلمِ مُثبَتِ |
|
لَهُ نَفسُ حُرٍّ لا تَزالُ مُغِذَّةً | |
|
| لِمجدٍ فَإِن تَسبِق إِلَيهِ اطمَأَنَّتِ |
|
إِذا المَكرُمَاتُ الغُرُّ لُحنَ انبَرَى لَها | |
|
| كَأَن لَم تَكُن إِلا لَهُ قَد تَصَدَّتِ |
|
نَفُورٌ عَنِ الفَحشاءِ حَربٌ لِذِي الخَنا | |
|
| حَلِيفُ تُقىً مِنهُ الضَّمائِرُ عَفَّتِ |
|
ذَكِيُّ فُؤَادٍ أَلمَعِيُّ قَرِيحَةٍ | |
|
| وَمِقوَلُ أَقيَالٍ لَهُ الصَدرُ أَولَتِ |
|
نَبِيهٌ صِفاتُ الفَضلِ فيهِ غَرائِزٌ | |
|
| فَهِمَّتُهُ مُذ كانَ لِلمَجدِ أَمَّتِ |
|
وَلَو لَم تَكُن تِلكَ الصِّفَاتُ سَجِيَّةً | |
|
| عَنِ الاقتِدا فِي السَّيرِ بِالغَيرِ أَغنَتِ |
|
لأَحسَبُهُ في الجُودِ والفَضل والعُلا | |
|
| مَنارَ مَساعِي مَن لَهُ الشُوسُ ذَلَّتِ |
|
هُوَ المَلكُ عِيسَى مَن مُلُوكُ زَمانِهِ | |
|
| إِلَيهِ مَقالِيدَ المَكارِمِ أَلقَتِ |
|
أَجَلُّهُمُ قَدرَاً وَأَضخَمُهُم عُلاً | |
|
| وأَنداهُمُ كَفّاً إِذا السُحبُ شَحَّتِ |
|
وَأَرحَبُهُم صَدراً إِذا الأَمرُ أَبهَمَت | |
|
| مَناهِجُهُ مِن هَولِهِ وَادلَهَمَّتِ |
|
وَحَسبِيَ مِن عَدِّي مَزاياهُ إِنَّها | |
|
| لَكَالشَّمسِ فِي كُلِّ البِلادِ تَجَلَّتِ |
|
فَيا نَجلَهُ المَيمُونَ أَعنِي مُحَمَّداً | |
|
| تَبَوَّأتَ أعلا قُنَّةِ المَجدِ فَاثبُتِ |
|
شَرُفتَ بآباءٍ وَنَفسٍ أَبِيَّةٍ | |
|
| فَعَينُ المَعالِي والهُدى بِكَ قَرَّتِ |
|
أَفي كُلِّ يَومٍ أَنتَ مُبدِي مَحاسِناً | |
|
| مِنَ الفَضلِ والأَفضالُ فِي الناسِ عَزَّتِ |
|
كَتَبتَ تشافي لِي بِغُرٍّ فَرائِدٍ | |
|
| بِحُسنِ المَعانِي والمَباني استَقَلَّتِ |
|
فَلا زِلتَ مَحرُوساً مِنَ الناسِ شافِياً | |
|
| سِقامَ المَعالِي إِن ببأساءَ مُسَّتِ |
|
وَسامِح مُحِبّاً طالَ بالنَظمِ عهدُهُ | |
|
| وَأَصبَحَ ذا فِكرٍ بِبَينٍ مُشَتّتِ |
|
وَغالِبُ ظَنّي أَنَّكُم سَتَرَونَهَا | |
|
| بِعَينِ رِضاً إِن تُبصِرِ العَيبَ أَغضَتِ |
|