صَرِيخَ الهَوى لبَّيكَ فِيمَ تُشِيرُ | |
|
| كِلانا خَبيرٌ بِالغَرامِ بَصِيرُ |
|
دَعَوتَ سَميعاً واستَعَنتَ بِناصِرٍ | |
|
| فلبّاكَ مِنّا مُنجِدٌ وَنَصِيرُ |
|
هَتفتَ بِنا حتّى هَمَمنا تَسرُّعاً | |
|
| إِلَيكَ عَلى حُكمِ الولاءِ نَطِيرُ |
|
هتَفتَ بِنا عَمداً وحَولَكَ أُسرَةٌ | |
|
| لُيوثٌ لَها عندَ الهياجِ زَئيرُ |
|
فإِن كُنتَ قَد أَصبَحتَ مُستَنصِراً بِنا | |
|
| فَقصدُكَ بادٍ عِندَنا وشَهيرُ |
|
تفرَّستَ فينا ما اقتَضَتهُ سِمَاتُنا | |
|
| وَقد عزَّ قَبلَ اليَومِ مِنهُ ظهُورُ |
|
وَأَنتَ كَما شاءَ الصِّبا مُتَهَتِّكٌ | |
|
| لَديكَ زَجاجاتُ الوِصالِ تَدُورُ |
|
فشِئتَ بِنا خلعَ الأَعِنَّةِ في الهَوى | |
|
| وكَم تمَّ في خَلعِ العِنانِ سرُورُ |
|
لِكَيما نُرى فيهِ سواءً وَإِنَّ ذا | |
|
| لَنَصرٌ لِذي اللبِّ العقولِ كبيرُ |
|
فخُذ في التَصابي كيفَ ما شِئتَهُ بِنا | |
|
| فكلُّ عسيرٍ في رِضاكَ يَسِيرُ |
|
وَيا طالَما أَعرَضتَ عَن هاتِفِ الصِّبا | |
|
| وفيكَ لعِزِّ المُلكِ عنهُ نفُورُ |
|
فَلِلَّهِ ظَبيٌ أنتَ مِن بَعضِ صَيدِهِ | |
|
| وَللِّهِ سِربٌ أَنتَ فيهِ أَسيرُ |
|
فَإِن كانَ لِلصِّيدِ الملوكِ مَصَائِدٌ | |
|
| فَما هِيَ إِلا أَعيُنٌ ونُحُورُ |
|
وَبِيضُ وجوهٍ مُشرِقاتٍ كأنَّها | |
|
| وَجالَ بِها ماءُ الجَمالِ بدُورُ |
|
يَعُمُّ الضِّياءُ الأُفقَ وَالليلُ عاكِرٌ | |
|
| إِذا حانَ مِن تِلكَ الوُجُوهِ سُفُورُ |
|
وَصُبحُ أَدِيمٍ تَحتَ لَيلِ ذَوائِبٍ | |
|
| أَلا إِنَّ لَيلَ الغانِياتِ شُعُورُ |
|
وَهِيفُ قُدُودٍ كالغُصونِ نَواعِمٍ | |
|
| يُرَنِّحُها سُكرُ الهَوى فَتَجُورُ |
|
وَإِن أَنسَ لا أَنسَ الفَرِيقَ وَأَهلَهُ | |
|
| وَرَبعاً بِهِ رَوضُ الهَناءِ نَضِيرُ |
|
وَعيشاً سرقنَاهُ عَلى غَفلَةِ النَّوى | |
|
| وَقَد بَسَمت لِي بِالسُرورِ ثُغُورُ |
|
بِميّاسَةِ الأَعطافِ خَمصَانَةِ الحشا | |
|
| لَها الصَّونُ مِن دُونِ السُتُورِ سُتُورُ |
|
مِنَ الخَفِراتِ الخُرَّدِ العِينِ حُسنُها | |
|
| عَلى حُسنِ رَبّاتِ الجَمالِ أَمِيرُ |
|
مُنَعَّمَةٌ رَيّاءُ أَمّا سِوَارُها | |
|
| فَمُثرٍ ولَكنَّ الوِشاحَ فَقِيرُ |
|
إِذا سَحَبَت في الأَرضِ فاضِلَ مِرطِها | |
|
| تَأَرَّجَ مِنها حَجَّتَينِ عَبِيرُ |
|
تُدِيرُ بلَحظَيها كُؤُوسَ مُدامَةٍ | |
|
| فتلعَبُ بِالأَلبابِ حِينَ تُدِيرُ |
|
وَفِي مَوقِفِ التَّوديعِ بَينِي وَبَينَها | |
|
| سَرائرُ لا يُفضَى بِها وَأُمُورُ |
|
رَعَى اللَّهُ هاتِيكَ الشَمائِلَ إِنَّها | |
|
| لِعَيني وَقَلبي بَهجَةٌ وحُبُورُ |
|
وَيا أَيُّهذا المَاجِدُ السَيِّدُ الَّذي | |
|
| تفَرَّدَ بِالآدابِ وَهوَ جَدِيرُ |
|
لكَ الخَيرُ ماذا هِجتَ حَتّى بعثتَ لِي | |
|
| غريضَ قرِيضٍ لِلغرامِ يُثيرُ |
|
بَعثتَ بهِ لمّا بَعَثتَ بهِ جَوىً | |
|
| يُشَبُّ لهُ بينَ الضُلُوعِ سعيرُ |
|
وَدُونَكَ أَبياتاً لَها دُونَ غايَةٍ | |
|
| سَبقتَ إِلَيها سَقطَةٌ وَعُثُورُ |
|
فَخُذها وَلا تَعتِب عَلَيَّ لِعَيبِها | |
|
| فأَنتَ بِعَجزِي عَن مَداكَ خَبيرُ |
|