أَحبابَنَا إِنَّ روحَ الوجدِ أَلجَأَنِي | |
|
| لِلعَتبِ والحقُّ أَنَّ الصَّبرَ أَليَقُ بِي |
|
أَهَكَذا تَنقضِي الأَيّامُ عاطِلَةً | |
|
| مِن حَليِ وَصلِكُمُ يا مُنتَهَى الأَرَبِ |
|
إِنِّي وَفَارس ما بَينِي وبَينكُم | |
|
| وَفِي مَغانِي بِلادِ الهِندِ مُضطَرَبِي |
|
أَوَدُّ لَو كانَتِ الأَرواحُ تحمِلُنِي | |
|
| إِلَى أَوالَ وأنتُم دُونَها أَرَبِي |
|
لا بَل إِذا جَزِعَت نَفسِي لِغُربَتِها | |
|
| واستَوحَشَت لِتَقَصِّي شيعةِ الأَدَبِ |
|
رفَّهتُ عَنها بِذِكراكُم وَأَنَّكُمُ | |
|
| في العَصرِ والقُطرِ فارتاحَت مِنَ الطَّرَبِ |
|
واليَوم نَحنُ حُلولٌ بَينَ أَظهُرِكُم | |
|
| وَالحالُ مِن بعدِ لا كالحالِ مِن كثَبِ |
|
لا الليلُ وَهوَ رُواقُ الوَصلِ يَجمَعُنا | |
|
| ولا النَّهارُ بِهِ وَصلٌ بِمُقتَربي |
|
إِذا انقَضَى يَومُنا قُلنا اللقاءُ غَداً | |
|
| والدَّهرُ يَمضِي وَذا مِن أَعجَبِ العَجَبِ |
|
كأَنَّما الدَّهرُ أَعطاكُم مَواثِقَهُ | |
|
| عَلَى النُّكُولِ عَنِ التَّفريقِ للصحبِ |
|
هَيهاتَ لَم يَخفَكُم أَنّا عَلَى سَفرٍ | |
|
| أَجازَنا حبُّكُم يا أَكرَمَ العَرَبِ |
|
وَلا مُقامَ لَنا مِن دُونِ إِخوَتِنا | |
|
| وقلَّما طالَ مِن لُبثٍ لمُغتَربِ |
|
وذُو الحِجا لَم يَزَل لِلوَصل مُرتَقِباً | |
|
| مَهما يَجِد فُرصَةً مِن دَهرِهِ يَثِبِ |
|
فَكيفَ طابَ لَكُم هَذا التَّشاغُلُ عَن | |
|
| مَن قَد شَنُوا في ولاكُم كلَّ مُنتَسِبِ |
|
حاشَا عُلاكُم وَصانَ اللَّهُ مَجدَكُمُ | |
|
| عَنِ الجَفا لِموَاليكُم بِلا سَبَبِ |
|
وَقَد كتبتُ وَرِجلِي في الرِكابِ عَسَى | |
|
| يُشفَى الغَليلُ عَنِ اللقياءِ بِالكُتُبِ |
|
ودُم جَمالاً لِهذا العَصرِ مُنتَجعاً | |
|
| لأهلِهِ راقِياً في أَرفعِ الرُتَبِ |
|
واسلَم عَلَيكَ سَلامُ اللَّهِ مُتَّصِلاً | |
|
| مِن شاكِرٍ لكَ شُكرَ الرَّوضِ للسُحُبِ |
|