كذا الرُزءُ إِذ أَودَى فَتَى العِلمِ والذِّكرَى | |
|
| فَهَل حِينَ عَزَّ الصَّبرُ مِن بائِعٍ صَبرا |
|
عَهِدتُ اصطِباري في الحُروبِ أَخاوفاً | |
|
| فإِذ خانَنِي ذا اليَومَ أَوسَعتُهُ عُذرا |
|
وَما لِيَ لم أُوسِعهُ عُذراً وَقَد مَضَى | |
|
| أَبُو الفَضلِ في الدُنيا إِلى مَنزِلِ الأُخرى |
|
هُوَ الشَّيخُ إبراهِيمُ شَمسُ بِلادِنا | |
|
| ضُحَى المُهتَدي فيها وَبَدرٌ لِمَن أَسرى |
|
تَنَكَّرَتِ الأَحساءُ يَومَ وفاتِهِ | |
|
| فسُكّانُها حَيرَى وَأَرجاؤُها غَبرا |
|
إِمامٌ إذا فَخَّمتُهُ شَهِدَت لَهُ | |
|
| أَياديهِ فِينا وَالمَعالي التي تُدرى |
|
وَأَهلُ العُقولِ الراجِحاتِ مِنَ الوَرى | |
|
| وَكلُّ حَليمٍ يَشتَري المَجدَ إِذ يُشرى |
|
فَلِلَّه حَبرٌ حِينَ تُجلَى صِفاتُهُ | |
|
| تأَرَّجَتِ الآفاقُ مِن نَشرِها عِطرا |
|
مَواعِظُهُ فَوقَ القُلُوبِ زَواهِرٌ | |
|
| تَراءى عَلى أَرجائِها أَنجُماً زُهرا |
|
مَوَاعِظُ حَبرٍ عَن كِتاب إِلهِهِ | |
|
| وَعَن سُنَّةِ المُختارِ يَنشُرُها نَشرا |
|
فآراؤُهُ حَزمٌ وَسِيرَتُهُ هُدىً | |
|
| وَأَلفاظُهُ نُور وَرُؤيَتُهُ ذِكرَى |
|
حَلِيمٌ وَلَكِن حِينَ لَم يلقَ مُنكَراً | |
|
| فإِن يَلقَهُ أَلفَيتَهُ ضَيغماً بَحرا |
|
مَواقِفُهُ في نُصرَةِ الدِّينِ جَمَّةٌ | |
|
| فِخامٌ فَسَل مَن قَد أَحاطَ بِهِ خُبرا |
|
عَلى أَنَّهُ مِن آلِ بَيتٍ تَعَوَّدُوا | |
|
| إِذا أُمَّةٌ مِنهُم خَلَت سارَتِ الأُخرى |
|
فَسَل سالِفَ الأَيامِ عَن سالِفِيهِمُ | |
|
| تَرَى منهُمُ الساداتِ مِن نَسلِهِم تَترَى |
|
وفِينا بِحَمدِ اللَّهِ منهُم جَهابِذٌ | |
|
| حُماةٌ هُداةٌ لا تَمَلُّ وَلا تَكرَى |
|
مَعاليهِمُ في سَابِقِ الدَّهرِ غُرَّةٌ | |
|
| تُجَمِّلُ مِنهُم كلَّ آوِنَةٍ عَصرا |
|
جَمالُ وجُوهٍ مَع فَصاحَةِ أَلسُنٍ | |
|
| وكِبرُ نُفُوسٍ عَن مُلابَسَةِ الصُّغرى |
|
مَخائِلُهُم تُنبيكَ قَبلَ اختِبارِهم | |
|
| عَلى أَنَّهُم أَهلُ العُقُولِ ولا فَخرا |
|
هُمُ جَمَعُوا عِلماً وحِلماً وعِفَّةً | |
|
| سِماحُ أَكُفٍّ لا تُلِمُّ بِهم عَورَا |
|
فَقُل لِلكِرامِ الغُرِّ آلِ مُبارَكٍ | |
|
| لَقَد كنتُمُ في كلِّ نادٍ عَلا صَدرا |
|
بِخِدمَتِكُم شَرعَ الإِلهِ وَمَن يَقُم | |
|
| بِخِدمَةِ شَرعِ اللَّه سادَ الوَرى طُرّا |
|
فأَبدُوا مَزِيداً من تَنافُسِكُم بِهِ | |
|
| وَجِدُّوا لهُ حِفظاً وَجِدُّوا لهُ إِقرا |
|
أَلا واجعَلُوا التَقوى السَّبيلَ إِلى المُنى | |
|
| فلَيسَ إِليهِ غيرُ تَقوى الفَتى مَجرى |
|
هِيَ العَيشُ في الدُّنيا هِيَ النُورُ وَالهُدى | |
|
| هي الأمنُ يَومَ النَّشرِ والفَوزُ والسَّرا |
|
وَراعُوا خِلالاً كُنَّ في مَكرُماتِكُم | |
|
| لكُم سَلِمَت فيها السَعادَةُ والبُشرى |
|
حَقارَةُ دُنياكُمُ وَحِفظُ اجتِماعِكُم | |
|
| وَرَعيكُمُ الشُورى مَتى تُبرِمُوا أَمرا |
|
وَإِعطاءُ أهلِ السِّنِّ مِنكُم حُقُوقَهُم | |
|
| بِطاعَتِهِم أَمراً وَتَعظِيمِهِم قَدرا |
|
فَهَذِي وَصايا العاقِلينَ وهذِهِ | |
|
| تِجارَةُ أَهلِ الفَضلِ أَنتُم بِها أَحرى |
|