ثم تَقرَّب لِمَولاكَ العَلِي | |
|
| بِالمُنجِيَاتِ مِن صِفاتِ الكُمَّلِ |
|
مِن تَركِ ضِحكٍ مُفسِدٍ لِلعَقلِ | |
|
| وَمُذهِبِ الهَيبَةِ مِن ذِي فَضلِ |
|
كَذاكَ إِكثارُ الكَلامِ الساقِطِ | |
|
| فهوَ قَبيحٌ جالبُ المَساخِطِ |
|
وَلازمِ الفِقهَ مِنَ العُلُومِ | |
|
| يُقِمكَ في مَنهَجِهِ القَويمِ |
|
مُلتَزِماً أَربَعةً قَد عُرِفُوا | |
|
| بالعِلمِ والإِيمانِ مِمَّن سَلَفُوا |
|
أَحمَدُ وَالنُّعمانُ ثُمَّ الشافِعي | |
|
| وَمالِكٌ شَيخُ الجَميعِ الأَلمَعِي |
|
أُولَئِكَ الهُداةُ وَالنُّجُومُ | |
|
| نَهجُهُمُ عَلى الهُدى قَويمُ |
|
أَعلامُ حَقٍّ لِلمُرِيدِ السَّارِي | |
|
| داعِيَةٌ لِسُنَّةِ المُختارِ |
|
وَاتلُ كِتابَ اللَّهِ في أَوقات | |
|
| مُلاحِظاً تَدَبُّرَ الآياتِ |
|
تَهدِيكَ لِلبَاري فَتَرجُو رَحمَتَه | |
|
| حيناً وَحِيناً مُذ تَخافُ سَطوَتَه |
|
فَهوَ العُلُومُ وَالكَمَالُ وَالشَّرَف | |
|
| لا يَعتَرِيهِ باطِلٌ وَلا جَنَف |
|
وَالحَظ إِلَى الجَنَّةِ في القُرآنِ | |
|
| تَزِدكَ في عِبادَةِ الرَّحمنِ |
|
وَالحَظ إِلى النار تَجِدها ناهِيَه | |
|
| عَن طُرُقٍ إِلى الفَسادِ غاوِيَه |
|
وَانظُر إِلى نَفسِكَ في دُنياكَا | |
|
| تَجِدكَ منقُولاً بِها لِذاكا |
|
فابذُل مِنَ الأَسبابِ ما يُنجِيكا | |
|
| فَتُدرِكَ الرَّحمَةَ مِن بارِيكا |
|
وَاعلَم بِأنَّ الرِّزقَ رَبِّي قدَّرَه | |
|
| فالسَعيُ فِيهِ سَبَبٌ ما كَثَّرَه |
|
فَكَم ضَعيفٍ سَوَّدَتهُ الدُّنيا | |
|
| وَكَم قَوِيٍّ سَعيُهُ مَا أَغنَى |
|
لَكِنَّما الأَسبابُ كَالحِجابِ | |
|
| لِيَحصُلَ الإِيمانُ بِالغِيابِ |
|
وَلا تَكُن أَيضاً مُضيعاً للسَّبَب | |
|
| فَبَذلُهُ بِالشَّرعِ رُبَّما وَجَب |
|
وَلازِمِ التَّقوى تَكُن أَنتَ الأَجَلّ | |
|
| فَهيَ الَّتي تُنجِيكَ مِن بَينِ العَمَل |
|
وَهيَ امتِثالُ ما إِلهُنا أَمَر | |
|
| وَالكَفُّ عَن كُلِّ الَّذي عَنهُ زَجَر |
|
وَباشِرِ المُسلِمَ بِالتَّحِيَّه | |
|
| أَو كَلِماتٍ عِندَهُ مَرضِيّه |
|
وَانصَح لهُ نُصحَ الصَديقِ الصادِقِ | |
|
| ولاقِهِ في الأَمرِ كالمُوافِقِ |
|
إِلا إِذا أَتَى الرَدى أَو قالَ بِه | |
|
| فَرُدَّهُ بِاللطفِ حتّى يَنتَبِه |
|
ولا تَرُدَّ مِن جَلِيسِكَ الخَبَر | |
|
| وَلا تُضَعِّفهُ فَذا لَهُ ضَرَر |
|
وَإِن أَتى بِهَفوةٍ في المَجلِسِ | |
|
| فَاستُر عَلَيهِ سَترَ خِلٍّ مُؤنِسِ |
|
وَلا تُعَقِّبهُ بِذِكرَاها أَبَد | |
|
| فالحُرُّ لَم يَشمَت وَلَم يَفضَح أَحَد |
|
وَجاهِدِ النَّفسَ عَلَى حَملِ الأَذى | |
|
| مِن مُسلِمٍ تَكُن إِماماً يُحتَذى |
|
وَاجهَر إِذا لَقِيتَ بالسَلامِ | |
|
| بِذاكَ وَصَّى سَيِّدُ الأَنامِ |
|
لا تَجعَلَن إِشارَةً تَحِيَّه | |
|
| تكُن عَدُوَّ السُنَّةِ السَنِيَّه |
|
إنَّ السلامَ هَيئَةُ الأَبرارِ | |
|
| وَمَن يُشِيرُ تابِعُ الكُفّارِ |
|
وَاحذَر مِنَ التَصفِيقِ بَعدَ الخُطَبِ | |
|
| كَهَيئَةِ الإِماءِ عِندَ اللعِبِ |
|
فَقَد نَهَى الرجالَ سَيِّدُ البَشَر | |
|
| عَن فِعلِهِ فَذاكَ شَيءٌ مُحتَقَر |
|
وَاعرف كَراماتِ الرِّجالِ باللحى | |
|
| سودا وَبيضا كالصَباحِ اتَّضَحا |
|
فَهيَ لَهُم فَضلٌ عَلَى النِّساءِ | |
|
| ميزاً وَحُسناً عِندَ كُلِّ رائِي |
|
وأَمرَ الرَسُولُ أَن تُوَفَّرا | |
|
| فَحَلقُها يُعَدُّ قُبحاً مُنكَرا |
|
وَالحَلقُ لِلِّحيَةِ مَع ضِيقِ السَلَب | |
|
| يَعتَادُهُ أهلُ الضَلالِ وَالرِيَب |
|
وَمِثلُهُ اللهوُ بأنواعِ اللعِب | |
|
| حاشَا لِعاقِلٍ إِلَيهِ يَنتَسِب |
|
لأنَّهُ مُضَيِّعُ الأَوقاتِ | |
|
| وَمُذهِبٌ لأَشرَفِ الصِّفاتِ |
|
وَهادِمٌ لِلدِّينِ وَالمَرُوءةِ | |
|
| وَيَسِمُ الإِنسانَ بالسَّفاهَةِ |
|
وَاحذَر مِنَ القُبعَةِ لُبسُ المَرَدَه | |
|
| فَدِينُ مَن يَلبَسُها قَد أَفسَدَه |
|
فقَد أَتانا في الحَدِيثِ المُسنَدِ | |
|
| عَن سَيِّدِ الرُّسلِ الكَريمِ الأَمجَدِ |
|
فَمَن بِقَومٍ فاعلَمَن تَشَبّها | |
|
| فَذاكَ مِنهُم فاعلَمن وانتَبِها |
|
فَتابِعِ الكِرامَ في الأَفعالِ | |
|
| ذَوِي النُّهى وَالمَجدِ وَالكَمالِ |
|
وَلا تَكُن مُشابِهَ الطَّغامِ | |
|
| مَن قالَ فيهِ اللَّهُ كالأنعامِ |
|
وَشُربُكَ التُنباكَ شَينٌ وَقَذر | |
|
| وَاللَّه بالتَطهيرِ في الشَرعِ أمَر |
|
وَقَد أَتى السّواكُ عَن نَبِيِّنا | |
|
| وَقالَ إِنَّ اللَّه يَرضاهُ لَنا |
|
وَفضلُهُ التَنظِيفُ وَالطُّهرُ الحَسَن | |
|
| فَكَيفَ تُفسِدُهُ بِذَلِكَ النَّتَن |
|
وَاحذَر حُضُوراً في مَجالِسِ البِدَع | |
|
| فَهوَ مُضاهاةٌ لِما اللَّهُ شَرَع |
|
وَقَد نَهاكَ عَنهُ رَبُّكَ العَلِي | |
|
| فَلا تُخالِف أَمرَهُ فَتَبتَلِي |
|
وَاصحَب إِذا صَحِبتَ كُلَّ فاضِلِ | |
|
| مُستَكمِلاً للدِّينِ وَالفَضائِلِ |
|
إِنَّ الجَلِيسَ يَغرِسُ الأَخلاقا | |
|
| وَإِن يُنافِق أَورَثَ النِفاقا |
|
إِنَّ الجَلِيسَ عِندَ كُلِّ الحُكَما | |
|
| يَغرِسُ في جَلِيسِهِ ما أَحكَما |
|