حَمداً لِرَبٍّ قاهِرٍ مَنّانِ | |
|
| يُعطِي وَيَمنَع ما لَهُ مِن ثانِ |
|
وَهَبَ الحَياةَ لِقَلبِ عَبدٍ مُؤمنٍ | |
|
| وَأَماتَ قلبَ مُنافِقٍ بِالرّانِ |
|
وَلَقَد بُلِينا وَهوَ وَعدٌ ثابِتٌ | |
|
| بِأَراهِطٍ في سائِرِ البُلدانِ |
|
حَلُّوا البِلادَ وَأَفسَدوا في حَيِّها | |
|
| لِمَجالِهِم في ساحَةِ الأَديانِ |
|
إِمّا مَسِيحِيٌّ عَرَفنا حالَهُ | |
|
| أَو جاهِلٌ جاراهُ فِي الإِفتانِ |
|
وَإِذا الفَسَادُ أَلَمَّ فِي أَجنادِهِ | |
|
| وَجَبَ الدِّفاعُ عَلى ذَوي العِرفانِ |
|
وَلَقَد أَبانَ كِتابُ رَبِّي أَنَّهُ | |
|
| أَخَذَ العُهودَ عَلَيهِمُ لِبَيانِ |
|
فَلِذا أَقُولُ مُحَذِّراً لأخِي نُهىً | |
|
| قَبِلَ النَّصيحَة غايَةَ الإِمكانِ |
|
عُذ بِالمُهَيمِن مِن هَوىً فَتّانِ | |
|
| ما تِلكَ إِلا فِتنَةٌ الشَّيطانِ |
|
مِن كُلِّ عَصرِيٍّ هَواهُ مُرسَلٌ | |
|
| ما قَيَّدتهُ رِبقَةُ الإِيمانِ |
|
نَعَقَت شَياطينٌ فَلَبَّت صَوتَها | |
|
| بِسَخافَةِ الأَحلامِ وَالأذهانِ |
|
نَبَذُوا كِتابَ اللَّهِ خَلفَ ظُهُورِهِم | |
|
| وَلِسُنَّةِ المُختارِ مِن عَدنانِ |
|
وَلِسائِرِ النُّجَبَاء مِن أَصحابِهِ | |
|
| البالِغِينَ مَراتِبَ الإِحسانِ |
|
وَالذَّاكِرِ الرَّبُّ العَظيمُ صِفاتِهِم | |
|
| في سابِقِ الإِنجيلِ والفُرقانِ |
|
وَالتَّابِعِينَ نَبِيَّهُم فِي هَديِهِ | |
|
| مُتَبَتِّلِينَ بِطَاعَةِ الرَّحمنِ |
|
المُكثِرينَ صِيامَهُم وَصَلاتَهُم | |
|
| لَمّا دَعاهُم واعِظُ القُرآنِ |
|
لَمّا رَأَوا أَنَّ النَّبِيَّ المُصطَفَى | |
|
| مُتَوَرِّمُ الأَقدامِ في ذا الشَّانِ |
|
النَّاصِرينَ الشَّرعَ فيمَا بَينَهُم | |
|
| إِذ نَصرُهُم في نُصرَةِ الدَّيانِ |
|
لَكِنَّما هَذِي المَراتِبُ صَعبَةٌ | |
|
| تَبغِي كِراماً مِن بَنِي الإِنسانِ |
|
لَمَّا رَأَى حَمقَى الوَرَى في عَصِرِنا | |
|
| فِي طَبعِهِم عَنها نُفُورَ تَوَانِ |
|
صَدُّوا صُدُودَ المُعجَبِينَ بِرَأيِهِم | |
|
| وَتَكَبَّرُوا كَتَكَبُّرِ السَّكرانِ |
|
هُم شابَهُوا فِي حالِهِم جُعلاً إِذا | |
|
| أَردَاهُ طِيبٌ عاشَ بِالإِنتانِ |
|
وَحَكَوا خَفافِيشاً تَطِيرُ بِظُلمَةٍ | |
|
| إِذ كَانَ يُعشيها سَنا النِّيرانِ |
|
فَاستَبدَلُوا عَنها لِسُوءِ حُظُوظِهِم | |
|
| بِمُؤَلَّفاتٍ مِن ذَوي الطُّغيانِ |
|
قَومٌ هُمُ عجمُ القُلُوبِ وَإِن دَعَوا | |
|
| أَتباعَهُم بِفَصاحَةٍ وَبَيانِ |
|
مُتَجَبِّرِينَ عَلَى الكِرامِ بِأَلسُنٍ | |
|
| أَبذَى وَأَخبَثَ مِن أَذَى الثُّعبانِ |
|
مُتَلَبِّسِينَ بِدَعوَةٍ مَرضِيَّةٍ | |
|
| لَكِنَّها مَرضِيَّة الشَّيطانِ |
|
هُم يَحمِلُونَ عَلَى الجَميلِ بِزَعمِهِم | |
|
| لَكِنَّما حَمَلُوا عَلَى الحِرمَانِ |
|
يا فِرقَةً لَعِبَت بِغَيرِ عقُولِهِم | |
|
| أَعداءُ دِينِ اللَّهِ بِالعُدوانِ |
|
هُم حَسَّنُوا لَكُم الفَسادَ فَقُلتُم | |
|
| هَذَا الصَّلاحُ المُستَجِدُّ الدَّانِي |
|
وَاللَّه يَدعُوكُم إِلى جَنَّاتِهِ | |
|
| وَبِما أَتَى فِي مُحكَمِ التِّبيانِ |
|
وَهُمُ دَعوكُم لِلهَوَى فَأَجَبتُمُ | |
|
| أَينَ الهُدى يا مُدَّعِي الإِيمانِ |
|
هُم أَورَثُوا تُبّاعَهُم في دِينِهِم | |
|
| كَسَلاً يُؤَدِّيهِم إِلى خُسرانِ |
|
هُم زَندَقُوهُم شكَّكوهُم في الهُدى | |
|
| هُم أُولِعُوا بِالزُّورِ وَالبُهتانِ |
|
هُم سَدَّدُوا طُرُقَ الصَّلاحِ عَلَيهِمُ | |
|
| هُم رَغَّبُوهُم فِي الحَقِيرِ الفانِي |
|
وَاللَّهُ لَم يَمنَع تَطَلُّبَ عِيشَةٍ | |
|
| لَكِن مَعَ الإِجمال وَالتُّكلانِ |
|
مَلأُوا المَسامِعَ وَالدَّفاتِرَ دَعوَةً | |
|
| لِصَنائِعِ الدُّنيا وَلِلعُمرانِ |
|
أَوَ ما دَعَونا مَرَّةً لِرِعايَةٍ | |
|
| لِحُدُودِ دِينِ اللَّهِ وَالإِيمانِ |
|
أَحكامُ رَبِّي قَد أُضِيعَت بَينَهُم | |
|
| وَهُمُ عَلَيها جامِدُوا الأَذهانِ |
|
لَكِنَّما يَدعُونَنا لِهَواهُم | |
|
| حُبٌّ لِدُنياهُم بِلا بُرهانِ |
|
وَهُمُ عَلَى ذَا زاعِمُونَ بِأنَّهُم | |
|
| رامُوا نُهُوضَ الدِّينِ في البُلدانِ |
|
فَهُمُ كَذِي ستٍّ سَمَت في زَبلِها | |
|
| وَدَعَت لِمَسٍّ أَيُّها القَمَرانِ |
|
وَفَخامَةُ الآلاتِ لَيسَت وَحدَها | |
|
| تُغنِي مَعَ التَفرِيطِ وَالخِذلانِ |
|
بَل كُلُّ قُوَّةِ دافِعٍ مِن غَيرِ ما | |
|
| حِفظَ الشَّريعَةِ في الحَضيضِ الدَّانِي |
|
اللَّهُ أَخبَرَ إِن نَصَرَنا دِينَهُ | |
|
| يَنصُر لَنا بِالنَّصِّ في القُرآنِ |
|
أَنتُم تَنَوَّرتُم بِقَولٍ باطِل | |
|
| لا بَل تَدَمَّرتُم عَلَى خُسرانِ |
|
صِرتُم إِذاً أُضحُوكَةً بَينَ الوَرى | |
|
| تَتَقَلَّدُونَ الفَخرَ بِالهَذَيانِ |
|
أَتُرَى أُرُبّا عَلَّمَت أَمثالَكُم | |
|
| آلاتِ حَرب أَم عُلُوم هَوانِ |
|
إِنِّي أَخافُكَ إِن بُلِيت بِعِلمِهِم | |
|
| أَن تَخدِمَ الدَّهرِيَّ وَالنَّصرانِي |
|
وَتُمَدِّحَ الكُفّارَ تَفخِيماً لَهُم | |
|
| لَمّا بُلِيتَ مِنَ الضَلالِ بِرانِ |
|
فَتَبينُ عَن حِزبِ الفَلاحِ وَأَهلِهِ | |
|
| وَتَكُونُ من حِزبِ الفَريقِ الثانِي |
|
ما بالُكُم لا تَعقِلُون رَشَادَكُم | |
|
| تُلقُونَ لِلأَعداءِ كُلَّ عِنانِ |
|
هَل مِثلُ أَصحابِ النَّبِيِّ مُقَلَّدٌ | |
|
| صِدِّيقٍ أو فارُوقٍ أو عُثمانِ |
|
وأَبي الحُسَينِ وَتابِعِيهم فِي الهُدى | |
|
| وَالتابِعِي الأتباعِ بِالإِحسانِ |
|
هَل مِثلُ أحمَدَ والمُقَدَّمِ مالِكٍ | |
|
| وَالشافِعِيِّ الشَّهمِ وَالنُّعمانِ |
|
هَل فيكُمُ مِمَّن تَبِعتُم عَن هُدىً | |
|
| مِن جهبذٍ جالٍ عَنِ الأَذهانِ |
|
كالعَسقَلانِي أَو فَتى تَيمِيَّةٍ | |
|
| أَعنِي أَبا العَبّاسِ عالِي الشانِ |
|
أَو كَعياضِ الحَبرِ في تَحقيقِهِ | |
|
| وَالناقِدِ العَينِي لَدى الإِتقانِ |
|
هَذا وكَم أمثالُهُم مِن جهبذٍ | |
|
| مَلأ البَسيطَةَ بِالهُدى رَبّاني |
|
مَن يَبغِ مِنكُم غَيرَ أربابِ الهُدى | |
|
| يَردِ الضَّلالَةَ في عَمَى الحَيرانِ |
|
هَديُ المُشَفَّعِ هَديُنا وَشِعارُنا | |
|
| حَمدُ الإِله وَعلمُنا رَحمانِي |
|
إِن حَصَّلُوا سرجَ السِّياسَةِ قبلَنا
|
وَاللَّهِ لَو قُمنا بِها كَكِرامِنا | |
|
| خَضَعَت لِهَيبَةِ عِزِّنا الثَّقلانِ |
|
لَكِنَّنا جُرنا اتِّباعاً لِلهَوَى | |
|
| وَلِمُتبِعِ الأَهواءِ كُلّ هَوانِ |
|
يا حامِلِينَ عَلَى الشَّريعَةِ فَاحمِلُوا | |
|
| مِن قَبل أَن تَدعُوا لِعِلمٍ ثانِ |
|
فَهُناكَ نَعلَمُ صِدقَكُم وَنَراكُم | |
|
| أَهلاً بِأَن تَدعُوا إِلَى الإِحسانِ |
|
أَولا فكُفُّوا أَلسُناً ما عُلِّمَت | |
|
| إِلا خُرافاتٍ عَنِ العُميانِ |
|
وَدَعُوا السَّفاهَةَ وَاترُكُوا أَربابَها | |
|
| وَجدِي فَرِيداً ناعِقَ الشَّيطانِ |
|
مَع كُلِّ عَصرِيٍّ يُضاهِي عِلمُهُ | |
|
| مَدَنِيّةَ الإِفرِنجِ عَن عُدوانِ |
|
يا أَيُّها المِسكِينُ نَفسَكَ فارعَها | |
|
| لا تُلقِها في هُوَّةِ الخُسرانِ |
|
فالعِلمُ يُؤخَذُ عَن تَقِيٍّ تابِعٍ | |
|
| لِلشَّرعِ لا عَن ذِي هَوىً بَطرانِ |
|
قَد قالَ رَبُّ العالَمينَ وَسارِعُوا | |
|
| فأَجِب وَجَنِّب حالَةَ الكَسلانِ |
|
وَاسمَع مَواعِظَ عَن إِلهِكَ جَمَّةً | |
|
| تُتلَى عَلَيكَ بِمُحكَم التِّبيانِ |
|
وَخُذِ الصِّفاتِ المُنجِياتِ جَميعَها | |
|
| عِندَ التَهَجُّدِ عَن سَنا القُرآنِ |
|
وَاترُك سَفاهاتِ الأَسافِلِ إِنَّها | |
|
| تَرميكَ يَومَ البَعثِ بِالحرمانِ |
|
وَاعمَل لِدارٍ لا يَزُولُ نَعِيمُها | |
|
| قَد خابَ مَن باعَ المُقِيمَ بِفانِي |
|
أَتُحِبُّ أَن تُعطى الفَخامَةَ هَهُنا | |
|
| وَتُصِيبَ يَومَ الحَشرِ حالَ هَوانِ |
|
وَاحرِص عَلَى عِلمِ الشَّريعَةِ إِنَّها | |
|
| حِفظُ البَرِيَّةِ عَن هَوى الشَّيطانِ |
|
أَصحابُها هُم وارِثُونَ نَبِيَّهم | |
|
| أَنعِم بِذاكَ الإِرثِ لِلإِنسانِ |
|
هَذا وَخُذ نُوراً أَتَى عَن حِكمَةٍ | |
|
| يَمحُو ظَلامَ الجَهلِ وَالطُّغيانِ |
|