دِيارُ لِوا نَجدٍ أَتاها سُعُودُها | |
|
| وعادَ لَها بالأَروَعِ الشَّهمِ عِيدُها |
|
هُمامٌ أَتى الأحساءَ وهيَ مَريضَةٌ | |
|
| يُظَنُّ بِها أَنَّ الشِّفا لا يَعُودُها |
|
فَعادَ شِفاها مُذ أَتاها وَأصبحَت | |
|
| مُنعَّمَةً يَربَدُّ غَيظاً حَسُودُها |
|
وَصارَت شَياطِينُ اللوَى مِن مَخافَةٍ | |
|
| أَجَلُّ مُناها أَن تُزادُ قُيُودُها |
|
فَنَشكُرُ بعدَ اللَّهِ قَرماً مُتَوَّجاً | |
|
| أَيادِيه بادٍ كلَّ يَومٍ جَديدُها |
|
إِمام الهُدى عبدَ الحَميدِ الَّذي بِهِ | |
|
| وَصَولَتِهِ الكُفَّارُ بادَت جُنُودُها |
|
خَليفَةَ دِينِ اللَّهِ أَيَّانَ يَمَّمَت | |
|
| عَساكِرُهُ باللَّهِ تَعلُو حُدُودُها |
|
إماماً يُوالِي أُمَّةً أَحمَدِيَّةً | |
|
| ظِلالاً تَقِيها أَو غِياثاً يَجُودُها |
|
وقَد خَصَّنا بابنِ الأكارِمِ طالِبٍ | |
|
| يَذُبُّ العِدا عن أَرضِنا وَيَذُودُها |
|
أَيا هاشِمِيَّ الأَصلِ من خيرِ عِترَةٍ | |
|
| هُمُ الصِّيدُ ساداتُ الوَرى وَأُسُودُها |
|
رَمَى بِكَ سُلطانُ البَرايا مُهِمَّةً | |
|
| عَلَى غيرِكَ اشتَدَّت فَهَانَ شَدِيدُها |
|
وَما الأَكرَمُونَ استَكثَرُوهُ مِنَ العُلا | |
|
| قلِيلٌ إِذا يُنمى إليكُم وجُودُها |
|
ومَن ذا يُضاهِي عِترَةً هاشِمِيَّةً | |
|
| عَلِيٌّ وَسِبطاهُ الكِرامُ جُدُودُها |
|
ويا طالِبَ العَليا وَقد ظَفِرَت بِها | |
|
| يَدٌ مِنكَ صِدقاً وَعدُها وَوَعِيدُها |
|
رَجَوناكَ تَكسُو المُلكَ عِزّاً وَبَهجَةً | |
|
| ومِثلُكَ مَن يُرجى لِجُلّى يُفِيدُها |
|
فإِنَّ ضِعافَ الحلمِ حَطُّوا سَماءهُ | |
|
| عَلَى الأَرضِ حَتى نالَ مِنهُ قُرُودُها |
|
وَلَيسَ يَحُوطُ المُلكَ إِلأ مُسَوَّدٌ | |
|
| أَخُو عَزَماتٍ لَيسَ تَنبُو حُدودُها |
|
أَبِيٌّ فلم تَظفَر عِداهُ بِرِقَّةٍ | |
|
| ولا أَلزَمَتهُ خُطَّةً لا يُرِيدُها |
|
وهذِي بُيوتُ المَجدِ سَهلٌ بِناؤُها | |
|
| عَليكَ وَشُمُّ العِزِّ سَهل صُعُودُها |
|
وَإِن كانَ أَهلُ البيتِ ما شَيَّدُوا العُلا | |
|
| فَأَيُّ رِجالِ العالَمِينَ يَشِيدُها |
|
فَجَرِّد سُيوفَ البَأسِ واجعَل غِمادَها | |
|
| لِئاماً طَغَى مِن طُولِ أَمنٍ عَنِيدُها |
|
قَبائِلُ سُوءٍ بالإِهانَةِ عُوِّدُوا | |
|
| وَقَد طالَ عَن لُقيا الهَوانِ عُهُودُها |
|
وَغَرَّهُمُ الإِكرامُ مِنكَ وهكَذا | |
|
| يَجورُ بإِكرامِ الكِرامِ عَبيدُها |
|
وَظَنُّوا بأَنَّ المُلكَ لَيسَ لِرَعيِهِ | |
|
| أُسُودٌ ولا يَحوِي رِجالاً تَسُودُها |
|
فَهانَ مُوَلَّى الحُكمِ فيهِم وَقَدرُهُ | |
|
| وَلَم يَحتَرِمهُ وَغدُها وَرَشِيدُها |
|
وقادُوا إِليهِ كلَّ يَومٍ بَلِيَّةً | |
|
| قَوافِلَ تَسبيها وَقَتلَى تَقُودُها |
|
وَمِن عَسكَرِ السُلطانِ خَمسِينَ غادَروا | |
|
| عَلى وَهَدَاتِ الرَّملِ يَجرِي صَدِيدُها |
|
وما رَدَّهُم عَهدٌ وَثِيقٌ ولا يَدٌ | |
|
| عَلَيهِم مِنَ الإِنعامِ يُرجَى مَزِيدُها |
|
وقَد خَتمَ الإِحسانُ فيهِم لَوَ اَنَّهُ | |
|
| يَهُونُ بِهِ طُغيانُهُم وَجُحُودُها |
|
فَلا بُدَّ فيهِم مِن عَظِيمِ نِكايَةٍ | |
|
| تَذُوبُ احتِراقاً مِن لَظاها كُبُودُها |
|
سَحابَةِ جُندٍ صَبَّحَتهُم بِصيحَةٍ | |
|
| وَهُم وَبَنوها عادُها وَثَمُودُها |
|
ولا تَرضَ مِنهُم باليَسِير تَعَطُّفاً | |
|
| وَعَفواً فَإِنَّ العَفوَ مِمّا يَزيدُها |
|
وَأَجِّج بِهَذِي الدارِ ناراً عَظيمَةً | |
|
| مِن الحَربِ أَشلاءُ الأَعادِي وَقُودُها |
|
وَأَخِّر جَبَانَ القلبِ إِنَّ لِرَأيهِ | |
|
| مَناهِجَ سُوداً تُفسِدُ المُلكَ سُودُها |
|
وَجازِ جَميعَ الناسِ إِلا مُجَرِّباً | |
|
| لهُ هِمَّةٌ ما لانَ في الحَربِ عُودُها |
|
وَذا نَجدَةٍ آراؤُهُ وَحُسامُهُ | |
|
| سَواءٌ عَلى حَوضِ المَنايا وُرُودُها |
|
وَأَشرَفُ إرسالِ المُلوكِ إِلى العِدا | |
|
| خَمِيسٌ تَكَدَّى مِن مَجارِيهِ بِيدُها |
|
فإِن كُنتَ حَقّاً مُرسِلاً فكتائِباً | |
|
| يَرُوعُ الأَعادي بأسُها وحَديدُها |
|
وَخُذ ما بأَيديهِم وَأَجرِ دِماءَهُم | |
|
| فيا طالَما أَجرَى الدِّماءَ شَديدُها |
|
وَأَبقِ لَهم مِنهُم مَواعِظَ يَنتَهي | |
|
| بِها عَن فَسادٍ كَهلُها وَوَليدُها |
|
وَأَنتَ لكَ الرَّأيُ السَّديدُ وهِمَّةٌ | |
|
| مَوارِدُها تَأبَى عَلى مَن يُرِيدُها |
|
وَأَنتَ سَحابٌ مُمطِرٌ غيرَ أَنَّهُ | |
|
| غِياثٌ عَلى قَومٍ وَقَومٍ تُبيدُها |
|
لَنا مِنكَ كَفٌّ أَهلَكَت كُلَّ ظالِمٍ | |
|
| وَكَفٌّ يُداوِي مُشتَكِي الضُّرِّ جُودُها |
|
وَبِالحالِ هَذي الدارُ تَشكُوكَ ضَعفَها | |
|
| لَعلَّكَ بالرِّفقِ العَمِيمِ تَقُودُها |
|
فَعَطفاً عَلَيها يا ابنَ هاشِمٍ إنَّها | |
|
| لَها قَدَمٌ بالحقِّ قامَت شُهُودُها |
|
فَهُم لِرسُولِ اللَّهِ سارُوا مَحَبَّةً | |
|
| وَذَلِكَ قَبلَ العُربِ تَأتِي وُفُودُها |
|
فأكرَمَ مَثوَاهُم لَدَيهِ وَوافَقُوا | |
|
| بِطَيبَةَ أُولى جُمعَةٍ حانَ عِيدُها |
|
وَأَوَّلُ دارٍ بَعدَ طَيبَةَ شُيِّدَت | |
|
| مَنابِرُها فيها وَشاعَت حُدُودُها |
|
وَفيها هُداةٌ كلَّما حانَ لَيلُهُم | |
|
| تَقاسَمَهُ تَسبيحُها وَسُجُودُها |
|
وَمن عُلَماءِ الشَّرعِ فيها جَهابِذٌ | |
|
| تَصَدَّت لِطُلابِ العُلُومِ تُفِيدُها |
|
وَمُنذُ شُهُورٍ لازَمَتها حَوادِثٌ | |
|
| أَقَلُّ نَصِيبٍ من أَذاها يُبيدُها |
|
وَقَبلَ وُقُوعِ الحادِثاتِ فلَم تزَل | |
|
| قلِيلَةُ يُسرٍ وَالقَليلُ يُؤُودُها |
|
وَثَمَّ لَها شَكوى سِوى الضَّعفِ وَالعدا | |
|
| وَجَدوَاكَ بحرٌ لَم يَخِب مُستَزِيدُها |
|
وَإِنَّا لَنَرجُو أَن تكونَ لها أَباً | |
|
| وَيَعلُو بِمَسعاكَ الحَمِيدِ سُعُودُها |
|
وَذِي بِنتُ فِكرٍ أَورَدَتها مَحَبَّةٌ | |
|
| وَعَزَّ عَلى غَيرِ الكَريمِ وُرُودُها |
|
وَلَستُ كَمَن قالَ القَريضَ تَعَرُّضاً | |
|
| لدُنيا سَيَبلى جَدُّها وَجَدِيدُها |
|
وَلَكِنَّني أَهوى فَتىً دَأبُهُ العُلا | |
|
| وَأَنتَ الذي تَسعى لَها وَتَرُودُها |
|