لَقد طالَ لُبثِي بالحِمى لم أُكَلّمِ | |
|
| وَعِيلَ اصطِبارِي في الهَوى وَتَكَتُّمِي |
|
وفي ذلكَ المَغنى فتاةٌ كريمَةٌ | |
|
| إِلى خَيرِ أَصلٍ في العَشِيرَةِ تَنتَمي |
|
هِيَ الشَّمسُ في نُورٍ وَرِفعَةِ مَنصبٍ | |
|
| وَتَفقِدُ مِنها الشَّمسُ حُسنَ التَبَسُّمِ |
|
وَتَسقِي بِعَينَيها وَرِقَّةِ لَفظِها | |
|
| عَتيقَةَ خَمرٍ لا تُدارُ عَلى فَمِ |
|
وَتِلكَ الَّتي لا تُمسِكُ العَينُ دَمعَها | |
|
| عَلى فائِتٍ مِن عَهدِها المُتَقَدِّمِ |
|
وَقد طالَما أَرجُو الليالي تَرُدُّ لِي | |
|
| مَعاهِدَ أُنسٍ طالَ مِنها تَنَعُّمِي |
|
أَأَشكُو الليالي أَم نِكايَةَ قَومِنا | |
|
| فَليسَ أذاها مِن أَذاهُم بأعظَمِ |
|
ولمّا رَأَينا قومَنا وَسُراتنا | |
|
| سِراعاً إِلى غِرّاتِنا بالتَهَجُّمِ |
|
وَأَيقَنَ أَصحابِي بِأَنَّ مُقامَنا | |
|
| عَلى مِثلِ هَذا مَحضُ عَجزٍ مُوَهَّمِ |
|
وَبالبَصرَةِ الفَيحاءِ قَومٌ نَعُدُّهُم | |
|
| لَنا مَعقِلاً نأوِي إِلَيهِ وَنَحتَمِي |
|
رَحَلنا عَلى مُستَحسَنَاتٍ سَوابِقٍ | |
|
| مَطايا وَأَلواحِ السّفينِ المُنَظَّمِ |
|
فَجِئنا إِلى أَكنافِ قَومٍ أَعِزَّةٍ | |
|
| مَتى جاءَ نادِيهِم أَخُو البُؤسِ يَنعَمِ |
|
فَرُوعُ الهُداةِ الغُرِّ مِن آل هاشمٍ | |
|
| فهل مِثلُ هذا الأَصلِ أَصلٌ لِمنتَمي |
|
بِهِم يَستَقِرُّ المُلكُ إن خَفَّ عَرشُهُ | |
|
| فأَعظِم بِهِم لِلمُلكِ طَوداً وَأَكرِمِ |
|
وَهُم لِفُرُوعِ المجدِ أَصلٌ مُؤَثَّلٌ | |
|
| وَإِنعامُهُم جَارٍ عَلى كُلِّ مُنعِمِ |
|
أَتيناهُمُ كَي نَستَجِيرَ وَنَحتَمِي | |
|
| لِوَقعٍ عَظيمٍ هائِلِ الخَطبِ مُؤلِمِ |
|
فقابَلَنا مِنهُم بَشيرٌ وَنَجدَةٌ | |
|
| هُمامٌ أَبى في المَجدِ غيرَ التَقَدُّمِ |
|
تَصاغَرَ ما جِئنا لَهُ وهوَ لَم يَكُن | |
|
| صَغِيراً لدى غيرِ الهُمامِ المُفَخَّمِ |
|
وَلِم لا يُهِينَنَّ العَظائِمَ سَيِّدٌ | |
|
| كرِيمٌ نماهُ أَكرَمٌ بَعدَ أَكرَمِ |
|
أَخُو هِمَّةٍ تَأبى الفَواضِلَ مَغنَماً | |
|
| وَلكن تَرى العَلياءَ أَكبَرَ مَغنَمِ |
|
يكادُ يَذُوبُ الخَصمُ مِن هَيبَةٍ لَهُ | |
|
| إِذا ما جَلا مِن غَيرَةٍ عَينَ أَرقَمِ |
|
وَيَذهَبُ هَمُّ الوَفدِ مِن نُورِ وَجهِهِ | |
|
| لِما راقَ فيهِ مِن حَياً وَتَكَرُّمِ |
|
أَقَرَّ الأَعادِي بَعدَ جَهدٍ بِأَنَّهُ | |
|
| فَريدٌ فَعَضُّوا أصبعَ المُتَنَدِّمِ |
|
بآرائِهِ تَلقى الأُمُورُ نَجاحَها | |
|
| ويَبشِرُ وَجهُ المُلكِ بَعدَ التَجَهُّمِ |
|
وَمُذ شَكَتِ الأَحساءُ عِندَ إِمامها | |
|
| وكانَ لَهُ عَطفٌ عَلى كُلِّ مُسلِمِ |
|
خليفَةُ دِينِ اللَّهِ فِينا وَظِلُّهُ | |
|
| عَلَى مُنجِدٍ في أَيِّ أَرضٍ وَمُتهِمِ |
|
تَدارَكَها مِنهُ بِأَشهَمَ باسِلٍ | |
|
| هُمامٍ لأَخطارِ العُلا ذِي تَجَشُّمِ |
|
فأَصبَحَ وادِيها خَصِيباً وَوَجهُها | |
|
| صَبيحاً وَمَن فيها بِبالٍ مُنَعَّمِ |
|
أَيا طالِبَ الفَضلِ الَّذي كُنتَ نِلتَهُ | |
|
| بِسَعي أَغَرٍّ لَم يَكُن بِمُذَمَّمِ |
|
هَنيئاً لَكَ القَدرُ الجَليلُ لأَنَّهُ | |
|
| أَتى عَن أَميرِ المُؤمِنينَ بأنعُمِ |
|
رضاهُ وَأَعطاهُ السِيادَةَ أَهلها | |
|
| وَإِن لم يُقَدِّم غيرَ قَرمٍ مُقَدَّمِ |
|
فَإِن يُعطِكِ السُلطانُ رُتبَةَ سَيِّدٍ | |
|
| تَدُوسُ عَلى هامِ الثُّرَيّا بِمَنسِمِ |
|
فلم يُعطِها إِلا حقيقاً مُسَوَّداً | |
|
| بفِعلٍ كريمٍ أَو بِجَدٍّ مُكَرَّمِ |
|
فكم لَكَ مِن جَدٍّ كَريمٍ وَمِن أَبٍ | |
|
| تَمَنَّى البرايا مَسَّ نَعلَيهِ بِالفَمِ |
|
أَقَرَّ البَرايا أَنَّ إِدراكَ فَضلِكُم | |
|
| مُحَالٌ فلم يَخطُر وَلَو بِالتَوَهُّمِ |
|
وَمَن ذا يُساوي أَهلَ بَيتِ نُبُوَّةٍ | |
|
| شَهِدنا ثَناهُم بِالكِتابِ المُعَظَّمِ |
|
وَلِي فِيكَ حُبٌّ صادِقٌ لَستُ أَبتَغِي | |
|
| عليهِ جَزاءً غيرَ قُربِكَ فاعلَمِ |
|
وَفِيمَن سِواكُم لا أُحَبِّرُ مِدحَةً | |
|
| أَبَت ذاكَ آبائِي وَيَأبَى تَكَرُّمِي |
|
وَفِيكُم إِذا أَنشَدتُ شَرَّفتُ مَنطِقي | |
|
| وَشَرَّفتُ أَقلامِي وَكَفِّي وَمِعصَمِي |
|