عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > السعودية > عبدالعزيز العلجي > لِيَهن بَنِي الإِسلامِ فَجرٌ مِنَ الهُدى

السعودية

مشاهدة
559

إعجاب
4

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

ادخل الكود التالي:
إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

لِيَهن بَنِي الإِسلامِ فَجرٌ مِنَ الهُدى

لِيَهن بَنِي الإِسلامِ فَجرٌ مِنَ الهُدى
مَحا نُورُهُ لَيلَ المَكارِهِ مُذ بَدا
وَيَهنِيهُمُ حِفظُ الثُغورِ وَطيبَةٍ
وَأُمِّ القُرى لا عانَقَتها يَدُ الرَّدى
بعَزمِ إِمامٍ ثَبَّتَ اللَّه أمرَهُ
وَأَورَثَهُ حِلماً وَرَأياً مُسَدَّدا
وَقَلَّدَهُ المَولى رِعايَةَ خَلقِهِ
فَأَعطاهُ عِلماً كافِياً ما تَقَلَّدا
فَكانَت مُلُوكُ الأَرضِ شاهِدَةً لهُ
بأَن كانَ في فَنِّ السِّياسَةِ أَوحَدا
إِذا رَاعَتِ الأَعداءَ هَيبَةُ جُندِهِ
عَلاهُم بِرَأيٍ كانَ أَمضَى وَأَجوَدا
يكادُ لِحُسنِ الرَّأيِ يُدرِكُ يَومَهُ
بِظَنٍّ صدُوقٍ مُنتَهى أَمرِهِ غَدا
حكيمٌ بِأطرافِ الأمورِ إِذا التَوَت
يَفُكُّ بِحلمٍ ما التَوَى وَتَعَقَّدا
فأَعداهُمُ طاشَت وَحارَت عُقُولُهُم
فكُلُّ جِهاتٍ مِنهُ تُهدِي لَها الرَّدى
عَلَى أَنَّهُ أَحلَى المُلُوكِ لَطافَةً
وَأَحسَنُهُم بِشراً وَأَجزَلُهُم نَدى
وَأَوصَلُهُم رَحماً وَأَشرَفُهُم سَناً
وَأَوسَعُهُم عَفواً وَأَقدَرُهُم يَدا
وَأَعظَمُهُم عِندَ الحِفاظِ حَفِيظَةً
وَأَكثَرُهُم عِندَ الإِلهِ تَعَبُّدا
وَأَنصَرُهُم لِلشَّرعِ مِن غَيرِ مِريَةٍ
وَأَقوَمُهُم سَيراً عَلَى سُنَنِ الهُدى
وَأَعلاهُمُ هَمّاً وَقَدراً وَهَيبةً
وَأَقوَاهُمُ دَفعاً لِقارِعَةِ العِدا
مآثِرُ عن آبائِهِ الصيِّدِ نالَها
وقَد زادَهُ الرَّحمنُ فَضلاً وَسُؤدَدا
بهِ حَرَسَ اللَّه الجَزِيرَةَ فاغتَدَت
أَعَزَّ عَلَى الأَعداءِ نَيلاً وَأَبعدا
وَكانَت يَدُ الإِفرنجِ مَدَّت لأَهلِها
مِنَ البَغيِ كَيداً يُشبِهُ اللَّيلَ أَسوَدا
فأَشرَقَ كالبَدرِ المُنيرِ بأُفقِهِ
فأَصبَحَ ليلُ البَغيِ عنها مُشَرَّدا
فقُل لبَنِي الإِسلامِ يَهنِيكُمُ بِهِ
مَساعِي إِمامٍ أَثبَتَت فوقكُم يَدا
فأَدُّوا لَهُ شُكراً وَقُومُوا بِنَصرِهِ
بكُلِّ سَبيلٍ وَارتَضُوه المُقَلَّدا
وَقُولُوا لَهُ أَنتَ المُسَوَّدُ وَالَّذي
يكُونُ لَهُ التَّقديمُ وَصفاً مُخَلَّدا
وَقولُوا لِعُبّادِ الصَّليبِ تَقَهقَرُوا
وَكُفُّوا عَنِ الإِسلامِ كَفّاً مُؤَبَّدا
فَذِي أُمَّةٌ رَبُّ البَرِيَّةِ لَم يَزَل
يُقيمُ لها مِنها إِماماً مُجَدِّدا
وَلَيسَت خُرافاتُ التَّمَدُّنِ بينَكُم
خَدَعتُم بِهَا الحَمقى غَبِيّاً وَأَنكَدا
وَلَكِنَّها آياتُ حَقٍّ بِأَمرِها
نُعِيدُ عَلَيكُم بأسَ قَتلٍ مُجَدَّدا
بأَيدي كِرامٍ مُخلِصينَ لِرَبِّهم
يَبيعُونَ دُنياهُم بأَعلَى وَأَبعَدا
وَأَنتُم عَلِمتُم ما لكُم في مِثالِنا
مُصابَرَةٌ إِذ يُجعَلُ الشَّرعُ مَقصِدا
وَأُنهِي سَلاماً للأمامِ مُبَتَّلا
أَلَذَّ مِنَ الشّهدِ الصَّريحِ وَأَجوَدا
نُهَنِّيكَ شُكراً بَل نُهَنِّي نُفُوسَنا
بِحِفظِ بِلادِ اللَّهِ مُستَنزِلِ الهُدى
وَعَالَجتَها عَن حِكمَةٍ وَسِياسَةٍ
فَنَحَّيتَ عَنَها داءَها المُتَجَسِّدا
فلا زِلتَ تُهدِي كُلَّ يَومٍ مُؤَثِّراً
وَدَولَتُكَ العُظمى تَزِيدُ عَلَى المَدى
فيَا أَيُّها الشَّهمُ الكَريمُ تَعَطُّفاً
عَلَى أَهلِ بَيتِ اللَّهِ شُكراً لِمَن هَدى
كَذَلِكَ سُكَّانُ المَدِينَةِ إِنَّهُم
لَهُم حَرَمٌ يَرعَاهُ كلُّ مَن اهتَدى
تَعَهَّد بإِحسانٍ فَقِيراً وَعالِماً
فأَكرَمُ جَذبِ الناسِ ما كانَ عَن نَدى
وَإِنَّا لَكُم دَاعُونَ بالغَيبِ خِفيَةً
مَحَبَّةَ دِينٍ لا لِنَحظَى وَنُحسَدا
وَنَهوى بأَنَّ الأَرضَ تُعطِيكَ حُكمَها
وَيُجمَعُ شَملُ المُسلِمين كَما بَدا
وَإِنَّكَ ذُو عَطفٍ عَلَيهِم وَرَأفَةٍ
تُرَبِّيهِمُ بالبَأسِ وَالعَطفِ والنَّدى
وَتَهجُرُ غَمضَ النَّومِ والناسُ نُوَّمٌ
لِتَدفَعَ عَنهُم وارِدَ الخَوفِ وَالرَّدى
وَتَأبى لَذيذاً مِن طَعامٍ وَمَشرَبٍ
لِتَضرِبَ بالغاراتِ في أَوجُهِ العِدا
حَبيبيَ هَل أَبقَيتَ لِلنَّاسِ مَشغَلاً
سِوى دَعَواتٍ قائِمينَ وَسُجَّدا
وَإِنَّكَ قَد وُلِّيتَ فِينا مُوَفَّقاً
مُهاباً جَليلاً ذا وَقارٍ مُسَدَّدا
فتىً عَمَّ كلَّ النَّاسِ إِنصافُهُ بِهِم
فَما أَحَدٌ إِلا عَنِ البَغيِ أَخلَدا
فَأَدناهُمُ أَعلاهُمُ عِندَ حَقِّهِ
وَأَعلاهُمُ أَدناهُمُ إِن تَمَرَّدَا
جَرى جَريُكَ العَالِي بوافِي سِياسَةٍ
وَحِكمَةِ ذِي عِلمٍ وَهَيبَةِ أَمجَدا
وَلَم نَكُ نَدرِي قبلَهُ أَنَّ وَقتَنا
حَوَى مِثلَ هَذا السَّيدِ الشَّهمِ سَيِّدا
وَثَمَّ لَنا شَكوى مِنَ الوَقتِ فارعَهَا
تكُن بِدُعاءِ المُسلمينَ مُؤَيَّدا
خَدائِعُ أَعداءٍ تُسَمّى تَمَدُّنا
تَبُثُّ عَلَى الإِسلامِ شَرّاً مُفَنَّدا
مَدارِسُ قامَت فِتنَةً وَخَديعَةً
فَتَعلِيمُها زُورٌ وَتَهذيبُها رَدى
فَغَرُّوا بها الحَمقَى إِلى أَن تَجاذَبَت
وَعَمَّت عُمُوماً لا يُقاسُ لَهُ مَدى
فَنأملُ بَسطَ السَّيفِ حَتّى تُزِيلَها
وَتَقطَعَ مِنها أَصلَها المُتمَدِّدا
وَتَحرقَ تَأليفاتها فَهيَ قَد سَرَت
وَتَزجُرَ عَن تَقويمِها وَتُهَدِّدا
أَنالَكُمُ النَّصرَ المُبينَ إِلهُكُم
وَأَلزَمَكُم ما دُمتُمُ سُبُلَ الهُدى
عبدالعزيز العلجي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الجمعة 2014/02/07 01:35:43 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com