![]()
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
![]()
انتظر إرسال البلاغ...
![]() |
في موعد للصمت والكلامْ |
والدهشة المفتوحة الأحضان للغمامْ |
والفرحة الممتدة الأفنان والجذورِ |
ونشوة الدموع في محاجر الصدورِ |
وسجدة الآمال في مهابة الحضورِ |
أتيت يا هشامْ |
أتيت ميلاداً لوعدٍ أنجب القصيدةْ |
وزفها للحب للجنون للخيال للمرافئ السعيدةْ |
حيث احتفالات الرضا بشهقة البدايةْ |
قد أرسلت أحداقها واستلهمت عشاقها وعانقت بلهفة أوراقها |
فغردت للبوح فيها ألف ألف غايةْ |
قد جئت يا هشامْ |
كأمك الصغيرة الشبيهة الغمامْ |
لا فرق إلا حلم عشرين ونصف عامْ |
يعانق المدينة الزهراء في إيقاعها الوديعْ |
وصمتها المنيعْ |
وأغنيات الحب في فؤادها المطيعْ |
أهديتها أنفاسك الأولى قبيل التاسعة |
مغزولة بالنور تستهدي الرحاب الخاشعة |
حين استعد النخل للهجوعِ |
وعتّق الورد المديني الندى والعطر للصباح |
وقد تلتْ قباء وِردها على الرياحِ |
فعانقتك والمنى في راحتيها شاسعة |
وجئت يا هشام |
فأطلقت مدينة الأنوار إعلاناً عن الهطول |
واستيقظت لرصد نبض لحظة الوصول |
ومنح قلبك الصغير قبلة وليدة |
ونفحة من ذكريات عمرها المجيدة |
وضمة تفوح بالتاريخ من فؤادها البتول |
كأنها تذكرت بداية النهار |
وفتية تعاهدوا الفلاح في إهابها الطهورْ |
مدوا لقلب الأرض من أحضانها الجسورْ |
وطوقوا الآفاق من فيها بعقد نورْ |
تذكرت يوماً دعا لله فيه داعِ |
بطلعة البدر على ثنية الوداعِ |
يوم استجاب قلبها لأمره المطاعِ |
من يومها تشربت ملامح الكبارْ |
أرجوك يا هشامْ |
كن خير ما تكون للمدينة |
فقلبها مسهد و روحها حزينة |
كن واحداً من الأولي تكانفوا شبابها |
وأشعلوا الدنيا بفيض النور من ترابها |
كن كعب أو كن زيد أو معاذ أو كن حنظلة |
أو كن هشاما واجعل الآمال فيها مرسلة |
إني أرى عينيك آماداً على سِفر الرضا مرتلة |
أرى وعود قلبك الصغير بين الرهب والسكينة |
لا تبتئس إن حُكْتُ في أهدابك السَنية |
مدينتي الرضية |
تلك التي شابهتَها في روعة البريق |
في كبرياء صمتها وفي سخاء حسنها ولهفة انتظارها ويمنها العتيق |
في نكهة الميلاد في الترفع الأنيق |
فأنتما وجهان للحب الذي لا يعرف الأفولْ |
وتنمحي في أفقه ملامح الفصولْ |
والسحر في كليكما مدى وسرمدية |
فلتسعدا حتى يكون للهوى والشعر والأشواق في تيه المنى هوية |