إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|
لك الرحمن يا سامر |
صغير أنت لا تدري عن الأسفار عن ربانها الغادر |
صغير أنت لا تدري عن الطرقات إذ تخفي خناجرها وراء الليل مشرعة |
لتهتك ثوبه الساتر |
تبدد صمته بدوي طوفان الدم الهادر |
ألم تسمع بدرب الموت يا سامر؟ |
ألم تسمعه لما قال منتشياً: |
صباح الذعر يا ترنيمة الأرواح |
أنا الدرب الذي يكتظ بالأشباح |
أنا الموت الذي تطغى روائحه على نشر الصبا الفواح |
أريد فطوري المعتاد قبل طلائع الإصباح |
أريد خواني العامر |
عرفتَ علاقتي باليتم يا سامر |
عرفت علاقتي بالرزق والسفر |
فهمت مخاوف الغادين في أفواههم تعويذة الخطر |
ولحن وداعهم والصبح يحملهم إليّ على أكف الخوف والحذر |
فكيف لو استمعت إلى ضجيج الرعب يدوي حين أبلعهم |
وعذري أنني قدر يسوق مراكب الأحباب للقدر |
وأن الموت يسكنني وأني وجهه الآخر |
سيحفظ عقلك المذهول طول العمر صيحاتي |
ستكبر رغم كل البؤس في عتم المعاناة |
ستسمع كل يوم عن حكاياتي |
أنا الدرب الذي ساق الأماني للنهايات |
أنا سِفْر من الأحزان تقرؤه عيون اليتم والثكل |
أنا الخوف الذي لف المنى بملاءة الأجل |
أنا بؤس سيعطي إذنه للشعر كي يبكي على الطلل |
أنا حظ الغد العاثر |
تعال إلي يا سامر |
تعال وخذ بقايا عقد أمك من براثن رملي الساخر |
وفتش بين آكامي هناك كتيب الأذكار |
فخذه وخذ بقايا باقة الأزهار |
وخذ مفتاح بيتكم الذي لن تفتحوه بعد هذا اليوم للتذكار |
وأغلق ذلك النقال أزعجني نداء ملحة وجلى |
تعال اجمع لها أشياءها الثكلى |
وصورني لها وانقل تفاصيلي |
وبلغها تراتيلي على جثمانها الطاهر |
ودع لي بقعة كالمسك من دمها تخالطها بقايا عطرها الفاخر |
تعال اقرأ رسالتها ورددْ آخر الكلمات |
فقد همست قبيل الموت لي همسات |
وألقت في أثيري صرخة هزت قواي لكل عابرةٍ |
يطير بها قطار العمر يوميا |
وسائرةٍ إلى المجهول تطوي في إهابي حلمها طيا |
مسافرةٍ تودع كل يوم قلبها وتروح كي تغدو |
مقالاً في كتاب الكون منسيا |
بأن عودي ويكفي ما سقينا الموت من دمع وآمال |
ويكفي ما تركنا خلفنا للأهل من حزن وأحمال |
ويكفي ما تناثر فوق درب الموت من أحلام أطفال |
كفانا ما تركنا في خباء البؤس من ثكلى |
وما في دفتر الأيتام من سامر |