![]()
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
![]()
انتظر إرسال البلاغ...
![]() |
سأنساها |
كأنَّ الشِّعرَ خاصمَها وما غنّى بنَجوَاها |
كأنَّ القلبَ من صخرٍ ولا يَهفو لِلُقياها |
كأنّي لم أكُنْ حُلمًا تُهدهدُه حناياها |
سأنساها |
سأُخمدُ نبضةً حَرَّى |
تَئِنُّ الآنَ في صدري وتحيا عُمرَ ذِكراها |
سأطمسُ نقشَ صورتِها على جُدرانِ أحلامي |
وأنزِعُها من القلبِ الذي ما زالَ يَهواها |
وأنساها |
وآلافًا من الأبياتِ كانَ الحلمُ يَسكنُها وطيرُ الشوقِ غنّاها |
ستهربُ من أميرتِها |
وتَصمتُ مُرَّ غُصَّتِها |
وتَهجرُ بدرَ لَيلَتِها |
وتَنْسَى وصْفَ لَيلاها |
ستمحوها |
وتذروها |
بدربِ مسافرٍ تاهَا |
أضاعَ العمرَ يَرجوها |
ولا ما ذاقَ حَلوَاها |
ولم يَظفرْ ببسمتِها، ولم تَحضُنْهُ عيناها |
لقد نَسِيَتْهُ من دهرٍ، وأنَّى كانَ يَنساها؟ |
أما قد كانَ ناجاها؟ |
أما بالعشقِ غنّاها؟ |
أما دَومًا تمنّاها؟ |
سأنساها |
أُصِمُّ الأذْنَ عن شَدوٍ إذا ما الطيرُ ناداها |
أَغُضُّ الطَّرْفَ عن زهْرٍ على خدّيهِ أنداها |
وأكتمُ هذه الأنفاسَ عن عطرٍ تحلاّها |
وأسلو النجمَ والنجوَى ولَذْعَ الشوقِ والآهَا |
وبدرَ الليلِ إذْ حاكَى على خجلٍ مُحيّاها |
فيَحكيها بروعتِه، ولا ما كانَ حاكاها |
سيَبقَى وجهُها أحلى، ألا ما كانَ أحلاها! |
فما أدناكَ من بدرٍ، وما في الحُلمِ أقصاها! |
سأنساها |
أكيدٌ سوفَ أنساها |
أأهوَى من يُعذّبُني وهذي النفسَ أشقاها؟ |
وأرضَى أن أسامحَه، وأحزاني تَولاّها؟ |
بَخِيلُ القلبِ لا جدوَى، شحيحُ اللفظِ إنْ فاها؟ |
فما للقلبِ لا يَنسَى، كأنَّ الموتَ لولاها؟! |
سأنسَى أُنسَ بَسمتِها ولَهْفي حينَ مَرآها |
وأنسى زهرَ روعتِها إذا آواهُ خدّاها |
وأنسى أنّني يوما، فُتِنتُ بِسِحْرِ دُنياها |
وأنسى كيفَ أذكرُها وأنسى كيفَ أنساها! |
لقد خانتْ محبّتَنا، وإنّي كنتُ أحياها |
وأدمتْني بطعنتِها، فماتَ الحبُّ جَرّاها |
فقلبي الآنَ يُنكرُها، كما قد كانَ وفّاها |
سأنساني لكي أنسى |
سأنسانا |
سأنساها |