إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|
سألتْني: ما معنى بلقع؟ |
عرضَتْ في درس الإنشاء مفسرة لكن لم أقنعْ |
فالكلمة واسعة جداً وإهابي في اللغة مرقعْ |
سكتت ترقبني حتى أفتح أرشيفي |
وأحير جواباً يقنعها من ذاكرتي أو تأليفي |
وأنا أفكارٌ تترامى وشتات خواء لا يُجمعْ |
قلت: البلقع يا سائلتي º قلب غادره الأحبابُ |
كان لهم وطنا فأقاموا ثم اصطحبوا النبض وغابوا |
فصحا تصطك مواجعه ويهمهم فيه الأغرابُ |
وارتعشت في فمه الذكرى |
تترنح ذاهلة سكرى |
والأنة تقتلها الأخرى |
وفراغٌ في حجم الدنيا وبقايا آمال تنزعْ |
والبلقع عين جافاها الدمع وملت منها الصورُ |
لم يطرق ليل متاهتها الخاوي لا النوم ولا السهرُ |
سقطت فيها الشمس تباري شفقاً بالغربة يأتزرُ |
طار النورس عن شاطئها وانكسرت أمواج الشجنِ |
هاجر عنها لون الفجر ليغفو فوق بقايا السفنِ |
لم يبق بمرساها إلا أملٌ مهزوم يتسكعْ |
والبلقع حلم وردي يقبع خلف جدار الدنيا |
في جعبته رحلة عمر صار مع الغربة منسيا |
في عينيه ربيع واهٍ تسحقه الخيبة يوميا |
جنته الفيحاء رماد منثور في كف اليأس |
غده أشلاء متاهات تتشقق في وجه الأمس |
يتراقص فوق الأحزان ويخبو تحت رذاذ اليأس |
أقسى البلقع يا سائلتي حلم يحلم أن يتصدعْ |
والبلقع صدر تحرقه آهٌ لا يرتد صداها |
فتطوف الأشجانَ تنادي ألماً يتقاسم شكواها |
وتعود إليه وما معها غير تراتيل زواياها |
ترمقه قوساً مجروحاً تتلوى فيه الأوتار |
تذوي الآمال بوحشته تتلعثم فيه الأشعار |
يرميها كرة من لهب فتعود جحيما يتضرع |
والبلقع يا أنتِ فضاءٌ خاوٍ تجفوه نواحيه |
وخريفٌ يمتد فصولاً وشتاء الفقد يناديه |
هو نبضٌ ريان يذوي لا نهتمُ لمن نهديه |
هو ليلٌ كالموت مسجّى أبداً لم يطرقه صباح |
يعتمر البرد مفاصله تتململ فيه الأرواح |
وهو يدٌ لم تخفق يوماً من نظرة عين تهواها |
قدمٌ لم تتعثر شوقاً لم تسبق للحلم خطاها |
ذاك البلقع يا سائلتي، هل وافى الكلمة معناها؟ |
قالت والعبرة تخنقها: صارت أوسع! صارت أوسع!! |