عِشْ بالشُّعورِ وللشُّعورِ فإنَّما | |
|
| دُنْياكَ كونُ عواطفٍ وشعورِ |
|
شِيدَتْ على العَطْفِ العميقِ وإنَّها | |
|
| لَتَجِفُّ لو شِيدَتْ على التَّفْكيرِ |
|
وتَظَلُّ جامِدَةَ الجمالِ كئيبةً | |
|
| كالهيكلِ المتهدِّم المهجورِ |
|
وتَظَلُّ قاسيَةَ الملامِحِ جهْمةً | |
|
| كالموتِ مُقْفِرَةً بغيرِ سُرورِ |
|
لا الحُبُّ يرقُصُ فوقها متغنِّياً | |
|
| للنَّاس بَيْنَ جداولٍ وزُهورِ |
|
مُتَوَرِّدَ الوجناتِ سَكرانَ الخطى | |
|
| يهتزُّ من مَرَحٍ وفَرْطِ حُبورِ |
|
متكلِّلاً بالورْدِ ينثرُ للورى | |
|
| أَوراقَ وردِ اللَّذّةِ المنضُورِ |
|
كلاّ ولا الفنُّ الجميلُ بظاهرٍ | |
|
| في الكونِ تحتَ غَمامةٍ من نُورِ |
|
متَوشِّحاً بالسِّحْرِ ينفُخُ نايَهُ | |
|
| المشبوبَ بَيْنَ خمائلٍ وغديرِ |
|
أَو يلمسُ العودَ المقدَّسَ واصفاً | |
|
| للموت للأَيَّامِ للدَّيجورِ |
|
مَا في الحَيَاةِ من المسرَّةِ والأَسى | |
|
| والسِّحْر واللَّذّاتِ والتغريرِ |
|
أَبداً ولا الأَملُ المجنَّحُ منْشِداً | |
|
| فيها بصوتِ الحالمِ المَحْبُورِ |
|
تِلْكَ الأَناشيدَ التي تَهَبُ الوَرَى | |
|
| عزْمَ الشَّبابِ وغِبْطَةَ العُصفورِ |
|
واجعل شُعورَكَ في الطَّبيعَةِ قائداً | |
|
| فهوَ الخبيرُ بتيهِهَا المَسْحُورِ |
|
صَحِبَ الحياةَ صغيرةً ومشى بها | |
|
| بَيْنَ الجماجمِ والدَّمِ المَهْدورِ |
|
وعَدَا بها فوقَ الشَّواهِقِ باسماً | |
|
| متغنِّياً مِنْ أَعْصُرِ ودُهورِ |
|
والعقلُ رغْمَ مشيبهِ ووقَارِهِ | |
|
| مَا زالَ في الأَيَّامِ جِدّ صغيرِ |
|
يمشي فَتَضْرَعُهُ الرِّياحُ فيَنْثَني | |
|
| متَوَجِّعاً كالطَّائرِ المكسورِ |
|
ويظلُّ يسأَلُ نفسه متفلسفاً | |
|
| متَنَطِّساً في خفَّةٍ وغُرورِ |
|
عمَّا تحجِّبُهُ الكَواكبُ خلفَها | |
|
| مِنْ سِرِّ هذا العالَم المستورِ |
|
وهو المهشَّمُ بالعواصفِ يا لهُ | |
|
| مِنْ ساذجٍ متفلسفٍ مغرورِ |
|
وافتحْ فؤادكَ للوجودِ وخَلِّهِ | |
|
| لليَمِّ للأَمواجِ للدَّيجورِ |
|
للثَّلجِ تنثُرُهُ الزَّوابعُ للأسى | |
|
| للهَوْلِ للآلامِ للمقدورِ |
|
واتركْهُ يقتحِمُ العواصفَ هائماً | |
|
| في أُفْقِها المتلبِّدِ المقرورِ |
|
ويخوضُ أَحشاءَ الوُجُود مُغامِراً | |
|
| في ليلها المتهيِّبِ المحذورِ |
|
حتَّى تُعانِقَهُ الحَيَاةُ ويرتوي | |
|
| من ثَغْرِها المتأجِّج المَسْجُورِ |
|
فتعيشَ في الدُّنيا بقلبٍ زاخرٍ | |
|
| يقظِ المشاعرِ حالمٍ مسحورِ |
|
في نشوةٍ صوفيَّةٍ قُدُسيَّةٍ | |
|
| هي خيرُ مَا في العالِمِ المنظورِ |
|