الأحبَّة هنا: من دمي ولحمي ومن أعزَّائي الآخرين . والأب سهيل رستم كان رفيق المقعد وعشير الصّبا وصديقاً حميماً
|
رَحَلَ الأحبَّةُ: لَيْتَهُمْ مَا وَدَّعُوا | |
|
| فالقَلْبُ يَنْزِفُ والحَشَا والأَدْمُعُ |
|
رَحَلَ الأَحِبَّةُ: فَالدِّيَارُ كَئِيْبَةٌ | |
|
| و السَّاحُ مُقْفِرَةٌ يَبَابٌ بَلْقَعُ |
|
رحَلَ الأحبَّةُ: حَيْثُ لا رُجْعَى لَهُمْ | |
|
| عَصَفَتْ بِهمْ رِيْحٌ جَمُوْحٌ زَعْزَعُ |
|
رَحَلُوْا: فَخَلُّوا في القُلُوْبِ مَرَارَةً | |
|
| و لِفَقْدهمْ صُمُّ الصَّفَا تَتَصَدَّعُ |
|
ذَهَبَتْ بِهمْ رِيْحُ المَنُوْنِ وحَطَّمَتْ | |
|
| أَشْيَاءَهمْ فَتَنَاثَرُوا وَ تَوَزَّعُوا |
|
وَ وَقَفْتُ أَسْأَلُ: أَيْنَ أَيْنَ أَحِبَّتِيْ؟؟ | |
|
| فَيُجِيْبُنِيْ الصَّوْتُ الَّذِيْ لا يُسْمَعُ |
|
إِنَّ الَّذِيْنَ تُحِبُّهمْ رَحَلُوا إلى | |
|
| دُنْيَا تَدَارَكَهَا الفَنَاءُ الأَوْسَعُ |
|
دُنْيَا يَحَارُ الخَلْقُ في إِدْرَاكِهَا | |
|
| وَ الفِكْرُ تُعْجِزُهُ الصِّعَابُ فَيَخْضَعُ |
|
لَمْ تُبْقِ لِيْ يَا دَهْرُ إلاَّ قِلَّةٌ | |
|
| مِمَّنْ أُحِبُّ ومَنْ لَهُمْ أَتَوَجَّعُ |
|
هَرَبَ الرُّقَادُ مِنَ العُيُوْنِ وَ لَمْ يَعُدْ | |
|
| يُجْدِيْ بُكَائِيْ حِيْنَمَا أَتَضَرَّعُ |
|
أَبْكِيْ مَعَ البَاكِيْ فِإِنَّ جِرَاحَهُ | |
|
| تُذْكِي جِرَاحِيْ والمَصَائِبُ تَجْمَعُ |
|
وَ أُصَعِّدُ الأَنْفَاسَ وهْيَ حَبِيْسَةٌ | |
|
| و يُخِيْفُنِيْ حُلُمٌ طَوِيْلٌ مُفْجِعُ |
|
أَقْتَاتُ بالصَّبْرِ الجَمِيْلِ وإنَّنِي | |
|
| يَوْمَاً إلى دارِ الفَنَاءِ سَأَرْجِعُ |
|
كَمْ ذُقْتُ آلامَ الفِرَاقِ وهَا أَنَا | |
|
| كَأْسَ الكَآبَةِ والأَسَى أَتَجَرَّعُ |
|
يَا مَنْ رَحَلْتَ عَنِ الدِّيارِ كَوَمْضَةٍ | |
|
| بَرَقَتْ فَأَعْقَبَهَا المَصِيْرُ المُفْزِعُ |
|
كَغَمَامَةٍ مَرَّتْ كَطَيْفٍ هَارِبٍ | |
|
| كَالرِّيْحِ تَدْفَعُهَا الجِهَاتُ الأَرْبَعُ |
|
يالَلزَّنَابِقِ كَيْفَ مَالَتْ وانْحَنَتْ | |
|
| حُزْنَاً عَلَيْكَ ولَمْ تَعُدْ تَتَضَوَّعُ |
|
قَدْ كُنْتَ فِيْنَا قُدْوَةً ومَكَارِمَاً | |
|
| أَسْمَى وذِكْركَ في المَحَافِلِ مُمْتِعُ |
|
كُنْتَ الأَمَيْنَ المُرْتَجَى بِعَطَائِهِ | |
|
| و لَكَ الصَّدَارَةُ والمقَامُ الأَرْفَعُ |
|
يَا خَادِمَ اللهِ المُطِيْعَ وعَبْدَهُ | |
|
| لَكَ في حَنَايَانَا المَكَانُ الأَرْوَعُ |
|
أَهْلُ النَّضَارَةِ والصَّدَارَةِ والتُّقَى | |
|
| قَدْ شيَّعوكَ وللسَّمَاءِ تَضَرَّعُوا |
|
كَيْ يُلهِمَ اللهُ العَلِيُّ قُلُوْبَهُمْ | |
|
| صَبرَاً فَلَيسَ سِوَاهُ شَيءٌ يَنفَعُ |
|