سَبَقَت أَياديكَ العُلا مِنّا المُنى | |
|
| وَطَبَت مَفاخِرُكَ النُّهى وَالأَلسُنا |
|
في كُلِّ مَيدانٍ أَزَرتَ جِهادَنا | |
|
| وَأَرَيتَنا كَيفَ السِباقُ لِمَن وَنى |
|
وَخَلَبتَ بِالصُنعِ الجَميلِ ضَمائِراً | |
|
| وَأَضالِعاً وَمَسامِعاً وَالأَعيُنا |
|
وَأَشعَتَ فينا قُوَّةً دَفّاعَةً | |
|
| وَتَنافُساً حَتى هَزَزتَ الأَجبَنا |
|
وَمَنَحتَ أَخيلَةَ اللَبيقِ سَماوَةً | |
|
| وَمَكانَةً عَلياءَ تُغري الأَلكَنا |
|
فَتَجاوَبَت بِكَ أَلسُنٌ وَتَسابَقَت | |
|
| تَبغي رِضاكَ جَوانِحٌ لَن توهَنا |
|
يا ناشِرَ العُمرانِ حَتّى أَصبَحَت | |
|
| صُغرى القُرى خَيرَ المَدائِنِ مَسكَنا |
|
تِلكُم مَيادينُ البِلادِ فَكُلُّها | |
|
| مُلِئَت بِغَرسِ يَدَيكَ دانِيَةَ الجَنى |
|
وَتَعَدَّدَت دَوحاتُها وَتَكاثَرَت | |
|
| ثَمَراتُها حَتّى أَمَلنَ الأَغصُنا |
|
شَمَلَت نَواحي الحاضِراتِ جُهودُكم | |
|
| وَتَتابَعَ الإِصلاحُ أَبلَجَ أَبيَنا |
|
مَولايَ إِنَّ تَفَضُّلاً في وَضعِكُم | |
|
| أُسُسَ العُلا لَيسَ التَفَضُّلُ هَيِّنا |
|
في كُلِّ إِقليمٍ وَكُلِّ مَدينَةٍ | |
|
| تَستَقبِلُ التَكبيرَ مِن شَعبٍ عَنا |
|
هَرَعَت إِلَيكَ مَدينَةُ المَنيا هَوىً | |
|
| بِمُديرِنا وَشُيوخِنا وَشَبابِنا |
|
وَأَتَت لساحَتِكَ الوُفودُ وَغالَهُم | |
|
| حُبٌّ جَرى بِدِمائِهِم فَتَمَكَّنا |
|
بِجَلالٍ رَأيِكَ قَد زَهَت وَتَجَدَّدَت | |
|
| آياتُها فَسَعَت إِلَيكَ تَيَمُّنا |
|
وَمَعالِمُ الزيناتِ في الغُدُواتِ وَال | |
|
| رَوحاتِ أَعراسُ الكِنانَةِ وَالهَنا |
|
وَعَلى ضِفافِ النَهرِ ذا مُتَنَزَّهٌ | |
|
| قَد عانَقَ الرَيحانُ فيهِ السَوسَنا |
|
عَقَدَت عَلَيهِ الكَهرباءُ عُقودَها | |
|
| فَبَدَت وَزِبرِجُها النضيدُ تلوّنا |
|
فَكَأَنَّهُ هَبَطَت عَلَيهِ كَواكِبٌ | |
|
| دُرِّيَّةٌ لا بَل جَلالَتُكَ السَنا |
|
أَسطارُ دُرٍّ فُصِّلَت بِلآلِئٍ | |
|
| شِبهُ القَلائِدِ لِلعَقائلِ مُقتَنى |
|
وَتَرَصَّعَت تيجانُها بِفُصوصِها | |
|
| كُتِبَت بِجانِبِها يَعيشُ مَليكُنا |
|
وَتَراقَصَت في النيلِ أَضواءٌ لَها | |
|
| كَقُلوبِنا طَرَباً لِقُربِكَ بَينَنا |
|
بَرَزَت دَراري مَجدِكُم وَضّاءَةً | |
|
| قَد عانَقَت غُصناً تَرَنَّحَ فَاِنثَنى |
|
قَد أَثمَرَت أَشجارُهُ وَنَخيلُهُ | |
|
| ثَمَراً جَواهِرُهُ تُضيءُ المُنحَنى |
|
فَتَبارَكَت أَيّامُكَ الغُرُّ الَّتي | |
|
| حَوَتِ الرَغائِبَ وَالمَحاسِنَ وَالغِنى |
|
وَالنيلُ لَمّا أَن رَكِبتَ عُبابَهُ | |
|
| أَجرَيتَهُ مِنَناً فَفاضَ وَعَمَّنا |
|
يَكفي زَمانَكَ غَبطَةً وَهَناءَةً | |
|
| أَنّا لو اِرتَدنا السَماءَ لَأَمكَنا |
|
مَجداً أَقَمتَ عَلى الزَمانِ مُخَلَّداً | |
|
| وَمَكارِماً غَرّاءَ تَرفَعُ أَوهَنا |
|
سَلِمَت خُطاكَ عَلى الصَباحِ وَسَدَّدَت | |
|
| مِنكَ العِنايَةُ ما تَراهُ الأَحسَنا |
|
وَرَأَيتَ في الفاروقِ قُرَّةَ أَعيُنٍ | |
|
| وَبَلَغتَ في أَشبالِهِ كُلَّ المُنى |
|
وَعَنَت لَهُ الأَملاكُ يَملِكُ أَمرَها | |
|
| وَنُفوسَها وَزِمامَها وَالمَوطنا |
|
وَبَقيتُما لِلنيلِ مَجرى عِزِّهِ | |
|
| وَسَكَنتُما حُبّاً صَميمَ قُلوبِنا |
|